يورو السيدات 2025... إسبانيا وألمانيا صدام الكبار في نصف النهائي

في طريقهما إلى نصف النهائي، قدّمت كل من إسبانيا وألمانيا عروضاً مختلفة، لكنهما وصلا إلى نفس النقطة وهي مواجهة مصيرية بين قوتين تقليديتين في كرة القدم النسائية الأوروبية.

مركز الأخبار ـ في النسخة الحالي بطولة يورو السيدات لكرة القدم وحدها، سجلت الإسبانيات 16 هدفاً، واستقبلن 3 فقط، ما يعكس تفوقاً واضحاً في الأداءين الهجومي والدفاعي.

على الورق، تبدو المواجهة محسومة لصالح إسبانيا، فبطلات العالم المتوجات يقتربن من بلوغ نهائي كبير للمرة الثانية على التوالي، بعد سلسلة مذهلة من تسعة انتصارات متتالية.

وبحسب شبكة The Athletic، رغم أن تأهل منتخب ألمانيا إلى نصف النهائي جاء عبر ركلات الترجيح، فإن الأمل لا يزال حياً في صفوف الألمانيات، اللاتي يؤمنّ بقدرتهن على قلب المعطيات، ففي هذه المرحلة من بطولة أوروبا، لا شيء مستحيل، والمفاجآت جزء من هوية البطولة.

فمنتخب ألمانيا يحمل إرثاً كبيراً يتمثل في ثمانية ألقاب أوروبية ولقبان في كأس العالم، لكن منذ نحو عقد من الزمن، لم يحقق أي لقب كبير، ويعيش حالياً مرحلة انتقالية صعبة في سعيه لاستعادة مكانته في قمة كرة القدم النسائية.

وفي ربع النهائي أمام فرنسا، بدا أن الأمور خرجت عن السيطرة مبكراً، حيث تم طرد المدافعة كاترين هندريش في الدقيقة 13 بعد تدخل متهور، وبذلك تقدّمت فرنسا 1-0، وسط توقعات بانتصار سهل.

لكن الألمانيات أظهرن روحاً قتالية مذهلة، ونجحن في إدراك التعادل رغم النقص العددي، بفضل هدف رائع من شوكه نوسكن، لاعبة تشيلسي، في الشوط الأول، ومن هناك، بدأت رحلة الصمود التي انتهت بتأهل مثير عبر ركلات الترجيح.

في تلك المباراة، واصلت الألمانيات القتال حتى اللحظة الأخيرة في مواجهة فرنسا، حيث صمدن ببسالة خلال الوقت الإضافي، قبل أن يخطفن بطاقة التأهل عبر ركلات الترجيح، حيث أن الحارسة آنا-كاترين بيرغر كانت نجمة اللقاء بلا منازع، إذ تصدت لـ 9 من أصل 10 تسديدات، وسجلت بنفسها إحدى ركلات الترجيح، ثم تصدت للركلة الحاسمة من أليس سومباث، لتمنح بلادها بطاقة العبور إلى نصف النهائي، وبذلك سجلت ألمانيا 6 من أصل 7 ركلات، لتؤكد الألمانيات مرة أخرى أنهن لا تُهزمن بسهولة في المواقف الحاسمة.

أما إسبانيا، فقد تجاوزت سويسرا بنتيجة 2-0 في مباراة سيطرت عليها، لكنها لم تخلُ من بعض القلق، فقد تأخر التسجيل حتى الدقيقة 66 عبر البديلة أثينييا ديل كاستيو، قبل أن تضيف كلوديا بينيا الهدف الثاني بعد خمس دقائق فقط.

ورغم الفوز، فإن القائدة أليكسيا بوتيّاس أهدرت ركلتي جزاء، واحدة في بداية اللقاء والأخرى بعد التقدم، ما أثار بعض التساؤلات حول التركيز في اللحظات الحاسمة.

وباجتيازها الربع النهائي، حققت إسبانيا أربعة انتصارات متتالية في البطولة، جميعها بفارق هدفين أو أكثر، ما يعكس قوتها الهجومية، ومع ذلك، ظهرت بعض مظاهر الهشاشة، خصوصاً في إنهاء الفرص، وهو ما قد تستغله ألمانيا إذا وضعت خطة تكتيكية محكمة.

وبذلك، تسعى إسبانيا لتأكيد هيمنتها على الكرة النسائية الأوروبية، والتتويج بلقب كبير للمرة الثانية على التوالي، أما ألمانيا، صاحبة الرقم القياسي في عدد مرات التتويج، فتدخل اللقاء بثقة وإرث من الانتصارات، مدفوعة بروح قتالية لا تعرف الاستسلام.