رسالة تضامن من لبنان للسويداء: أوقفوا الانتهاكات التي تُزهق أرواح الأبرياء
أدانت نساء لبنانيات ولاجئات سوريات المجازر التي شهدتها مدينة السويداء السورية والانتهاكات التي طالت النساء، داعيات لإنهاء العنف والبحث عن سُبل السلام والتعايش، بعيداً عن الفتن والتحريض والطائفية.

سوزان أبو سعيد
بيروت ـ ترافقت الأحداث الدامية في مدينة السويداء السورية والتي استمرت لعدة أيام انتهاكات خطيرة بحق النساء، من اختطاف واغتصاب وسبي، وسط تعتيم إعلامي عن حجم الانتهاكات، كما أودت بحياة المئات من المدنيين.
منذ الثاني عشر من تموز/يوليو الجاري شهدت مدينة السويداء، إحدى أسوأ موجات العنف الطائفي منذ سنوات، والتي شملت مجازر وإعدامات وحرق بيوت وسرقة، راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى، ووفق حصيلة غير نهائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان تم توثيق مقتل 1311 من سكان المدينة، منهم 196 أعدموا ميدانياً، بالإضافة إلى اعتداءات طالت النساء من سبي واختطاف واغتصاب.
وشهدت المنطقة تعتيماً إعلامياً متعمداً حول حجم الضحايا والانتهاكات المرتكبة، لا سيما بحق النساء، وذلك بسبب ما يُعتبر وصمة عار اجتماعية لدى أسرهن، ولرغبة الأهالي في الحفاظ على كرامتهن، ورغم هذا التكتّم، تداولت وسائل التواصل الافتراضي أنباء عن واقعة مأساوية طالت ثلاث نساء من عائلة آل مزهر، حيث تعرضن لهجوم مسلح أعقبه قتلهن في الشارع، وقد وثّق كل من المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومرصد حقوق الأقليات في سوريا أسماء عدد من النساء والأطفال المفقودين من الطائفة الدرزية، بلغ عددهم الإجمالي 80 حالة من النساء والأطفال.
كما وتفاقمت الأزمة الإنسانية وسط حصار ممنهج على المدينة، مع مطالبات بمساعدات إنسانية طارئة، وسط انعدام مقومات الحياة من كهرباء ومياه، وشح المواد الغذائية والأدوية وحليب الأطفال، فضلاً عن انقطاع للإنترنت، ما أدى لتعتيم كبير على ما يحصل من اعتداءات.
"الصراعات التي شهدتها سوريا لم تكن نابعة من الداخل"
وحول ما جرى في السويداء من أحداث دامية قالت مروة الفقيه "طوال التاريخ الحديث، نشهد هذه المجموعات التي تحارب الجميع، وليس هدفهم الدروز فحسب، بل كل مواطن حر يدافع عن أرضه وعرضه".
وأكدت اللاجئة السورية في لبنان سوزان زهر الدين، أن الشعب السوري بكل أطيافه يطمح إلى السلام، مشيرة إلى أن الصراعات التي شهدتها سوريا لم تكن يوماً نابعة من الداخل بين الأقارب أو أبناء البلد الواحد، بل جاءت نتيجة لتدخلات خارجية.
"أهالي السويداء يتطلعون إلى السلام"
وقالت الأكاديمية في الجامعة الأميركية في بيروت دانا رضوان، إن ابن خالتها وزوجته وأطفاله قُتلوا في السويداء، حيث تم الهجوم على منزلهم وسرقته ثم حرقه وهم بداخله "كان ابن خالتي من دعاة السلام، إذ استضاف ست عائلات خلال فترة الاضطرابات، ووفّر لهم مأوى وفرص عمل، دون أن يغادر مدينته أو يعتدي على أحد".
وشددت على أن أهالي السويداء يتطلعون إلى السلام ويحبون التعايش مع الآخرين، مشيرة إلى أن من يُقتلون يُقتلون في مدنهم وليس خارجها، الأمر الذي يعكس رغبتهم في الاستقرار والسلام، متسائلة "لماذا لا نستطيع أن نعيش معاً بسلام؟".
وأكدت أنه كل ما "ندعو إليه هو التعايش ودرء الفتنة، لنكون بلاداً موحدة ويداً واحدة، لأن الفتنة آتية إلينا وسنعاني منها، يجب على جميع مكونات الشعب السوري الجلوس والتحاور، والاتحاد ليكونوا جميعاً ضد أعداء الإنسانية، فلا دين ولا رسالة تقول أقتل أخيك الإنسان وأذبحه وأحرقه، لندع الدين في القلوب ولتكون الإنسانية الحكم ولنعيش جميعاً معاً".
"يجب إيقاف المجازر"
من جهتها، أدانت حنان أبو نجم المجازر التي تشهدها السويداء، معتبرةً أن من يشنّون الهجمات لا يمتّون لأي طائفة بصلة، ووصفتهم بأنهم "دواعش لا رحمة لهم"، مؤكدة براءة الإسلام من هذه الأفعال التي تفتقر إلى الإنسانية والرحمة، كما جاء في تعاليمه، داعية المجتمع الدولي ولجان حقوق الإنسان، ووسائل الإعلام إلى التحرّك الفوري "يجب نقل الحقائق بدقة للحدّ من الفتن والدمار" مناشدة لوقف المجازر التي تُزهق أرواح الأبرياء داخل السويداء.