رائدات "فيد" تنظمن بازاراً لتمكين النساء اقتصادياً
بمشاركة واسعة من قبل النساء والفتيات وبهدف دعم وتمكين المرأة في المجتمع، أقامت منظمة رائدات "فيد" بازاراً خيرياً لمدة ثلاثة أيام في مدينة كريمة بالولاية الشمالية في السودان، عرضت المشاركات خلالها منتجاتهن اليدوية والفنية.

ميساء القاضي
السودان ـ أكدت المشاركات في بازار "رائدات فيد" الخيري على أهمية التمكين الاقتصادي للمرأة، خصوصاً في ظل الظروف التي تمر بها السودان والتي تشكل فرصة حقيقية لتعلم المهارات وتطوير الذات والاندماج في سوق العمل.
نظمت منظمة "رائدات فيد" بازاراً خيرياً لمدة ثلاثة أيام بمدينة كريمة في الولاية الشمالية في السودان بهدف دعم وتمكين المرأة في المجتمع، وشهد البازار مشاركة واسعة من قبل النساء والفتيات، حيث تم عرض منتجاتهن اليدوية والفنية، بالإضافة إلى تقديم العديد من الفعاليات والأنشطة الترفيهية والتعليمية، وذلك بمشاركة رائدات أعمال عرضنا منتجاتهن.
وصاحب البازار تقديم ورش عمل تدريبية في مجالات مختلفة، مثل الخياطة وصناعة الصابون كما شكل فرصة لقاء سيدات أعمال، ووفرت منصة لتبادل الخبرات والمهارات بين النساء والفتيات.
"البازار فرصة لنا للتعريف بهويتنا"
رؤى جمال صاحبة براند "سنووايت" هي طالبة جامعية في المستوى الثالث وإحدى المشاركات في البازار وقالت إنها اتجهت لريادة الأعمال من أجل أن تصبح امرأة منتجة ومستقلة، مشيرةً إلى أنها شاركت في البازار لعرض منتجاتها الطبيعية "هذا البازار جاء كدعم للنساء وللتعريف برائدات أعمال أخريات، كما قمنا من خلاله بالتعريف بهويتنا والبراند الخاص بنا ونتمنى أن تكون إضافة حقيقية لنا ولهم".
وعن المنتجات التي شاركت بها أوضحت أنها شاركت بمنتجاتها المتوفرة حالياً من صابونيات والصابون الطبيعي والمخمريات المصنوعة من مواد طبيعية والزيوت الطبيعية ذات الجودة العالية المستخلصة بطرق تحافظ على خواصها وكذلك العطور الخام".
مشاريع تنموية لرفع قدرات النساء
وتأسست "رائدات فيد" كمبادرة في عام ٢٠١٧ ثم أصبحت منظمة في عام ٢٠١٩ ومقرها في الخرطوم وعملت في مجال التمكين الاقتصادي عن طريق تمويل ورفع قدرات النساء والتمكين الاقتصادي بالإضافة إلى عملها في مجال السلام المجتمعي وبعد النزاع انتقلت إلى مدينة بورتسودان شرقي السودان وحديثاً افتتحت فرعاً في الولاية الشمالية.
آمنة محمد عبدالرحمن المؤسسة لمنظمة رائدات "فيد" والأمينة العامة للمنظمة قالت "عملنا على ثلاثة مشاريع تنموية تهدف إلى تعزيز دور المرأة في بناء السلام وتمكينها اقتصادياً واجتماعياً، المشروع الأول ركز على إعداد النساء لتكن سفراء سلام في مجتمعاتهن من خلال تدريب 600 امرأة من مختلف القطاعات، وتضمن المشروع الثاني تمكين المرأة اقتصادياً ورفع قدراتها وتمويلها عبر بنك الادخار، إضافة إلى تدريبها لتحصل على تمويل بدون أرباح.
أما المشروع الثالث، فتناول قضايا العنف ضد المرأة، حيث تم تنظيم تدريبات حول آليات المناصرة وتقديم التوعية من خلال المسرح التفاعلي، إضافة إلى تأهيل المنظمات العاملة في مجال تثقيف الشرطيات حول القوانين المتعلقة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي "انتقلنا مؤخراً إلى الولاية الشمالية بمشروع تمكين المرأة من أجل السلام والتعافي وذلك بهدف رفع قدرات المنظمات العاملة في المنطقة ورفع قدرات النساء من المجتمع المحلي ورفع قدرات الموظفات عن طريق التدريب، حيث لدينا عدد من الورش المجانية وهي الخياطة وصناعة الصابون والصناديق الدوارة نهدف من خلالها إلى تمكين النساء اقتصادياً لتنفعن أنفسهن وأسرهن ومجتمعاتهن عن طريق التدريب والتمكين وتوفير مساحة آمنة لهن ولمشاركة أراءهن وتجاربهن وبرامجهن والباب مفتوح لكل النساء".
وأوضحت أن الفعالية الحالية تهدف إلى دعم النساء المنتجات ورائدات الأعمال من خلال تنظيم معرض يستمر لمدة ثلاثة أيام، يُفتح فيه باب المشاركة لجميع الراغبات في عرض مشاريعهن ومنتجاتهن، وتسعى الجهة المنظمة إلى تحويل هذا المعرض إلى بازار دوري يُقام شهرياً لمدة ثلاثة أيام متواصلة، يتخلله أنشطة تعليمية مثل ورشة صناعة الصابون، حيث تتخرج المشاركات بعد أن تتعلمن إعداد ثلاثة أنواع مختلفة، الصابون الصلب، الصابون السائل، والصابون الصحي (ديتول) كما يتضمن الحدث ورشة "الصناديق الدوّارة" التي تهدف إلى تطوير نموذج "صندوق الحي" وتحويله إلى صندوق استثماري منظّم.
"البازار فرصة لتمكين النساء"
من جانبها شددت المصرفية والخبيرة الاقتصادية أماني عثمان خليل على أهمية هذه الفعاليات وأهمية تمكين النساء اقتصادياً "مجتمع الولاية الشمالية مجتمع مقفول والمرأة فيه مظلومة هذه الورش تعطي النساء فرصة لتعلم حرفة تقيدها وتفيد مجتمعها ورش صناعة الصابون والخياطة المتطورة ورش تفيد النساء كذلك وتعرفها بمفاهيم مثل التمكين الاقتصادي والسلام الإيجابي والذي يساعدها في تطوير مفاهيمها وتربية أسرتها".
وقالت هنالك أيضاً الصناديق الدوارة وهي فكرة جيدة لكن تحتاج للدعم من المنظمة، لأن النساء لوحدهن غير قادرات على تكوين صناديق دوارة فاعلة نسبة، لأن دخلهن ضعيف إذا وفرت المنظمة دعم الصندوق يصبح حجمه كبير ويمكن الاستفادة منه بشكل أفضل وبدء مشاريع مثل صناعة المخبوزات والآيسكريم والحلويات وهي مشاريع عائداها سريع، لأن فكرة الصندوق الدوار فكرة جيدة لأن التمويل من البنوك يحتاج نفس طويل والصناديق الدوارة توفر المال اللازم ويتم إرجاعه سريعاً.
وأكدت على أهمية التمكين الاقتصادي للنساء في هذه الفترة المهمة التي عانت فيها البلاد من النزاع "التمكين الاقتصادي في هذه الفترة مهم جداً فالنساء حتى الموظفات منهن تحتجن لمصادر دخل بديلة والكثير من الوظائف رواتبها متوقفة فلابد من أن تفكر المرأة في مشروع لتساعد نفسها وأسرتها، وفي هذه الفترة هنالك حاجة حقيقية للتمكين الاقتصادي للنساء وما مررنا به يجب أن يكون درساً يستفاد منه ومستقبلاً لابد أن يمتلك كل شخص حرفة يتعلمها ويتقنها".