طالبان تلغي إلزامية صور النساء في بطاقات الهوية

أصدر زعيم حركة طالبان، تعليمات منفصلة تقضي، إلى جانب حظر كتابة الشعر الغزلي، بجعل إرفاق صور النساء في بطاقات الهوية أمراً اختيارياً، وقد أثار هذا القرار ردود فعل واسعة بين المواطنين الأفغان، وخاصة النساء.

مركز الأخبار ـ في استمرار لسياسات طالبان المعادية للنساء، أصدر هبة الله آخندزاده، زعيم الحركة، سلسلة من التعليمات الجديدة، من بينها حظر كتابة الشعر الغزلي، وجعل إرفاق صور النساء في وثائق الهوية أمراً "اختيارياً". هذا القرار، الذي وصفه نشطاء حقوق المرأة بأنه خطوة نحو "الإزالة التدريجية لهوية النساء" من بطاقات الهوية والمستندات الرسمية، أثار موجة من الانتقادات.

أصدرت دار الإفتاء التابعة لحركة طالبان، أمس الأحد 31 آب/أغسطس، فتوى جديدة تعتبر إدراج صور النساء في بطاقات الهوية الداخلية "غير شرعي"، وتجيز ذلك فقط في حالات خاصة وبشكل اختياري أو إلزامي. هذا القرار يعكس النظرة البنيوية المتزايدة للنساء كمواطنات من الدرجة الثانية.

وفي مذكرة رسمية موقعة من زعيم طالبان، استندت دار الإفتاء إلى تفسيرات فقهية تقليدية لتعلن أن إدراج صور النساء في بطاقات الهوية "غير جائز شرعاً" ما لم تكن هناك "ضرورة شرعية"، مؤكدة هذه الهيئة الدينية العليا في حركة طالبان أن "أي تصوير للنساء دون ضرورة شرعية يسبب القلق، الفتنة، ونشر العري، ويُعد محرماً وفقاً للأحكام الإسلامية".

فتوى طالبان تشمل جميع النساء داخل أفغانستان، مع استثناء محدود تشمل هذه الفتوى جميع النساء المقيمات داخل أفغانستان، باستثناء النساء اللواتي يحتجن إلى بطاقة هوية للسفر أو العلاج أو الدراسة أو الهجرة إلى الخارج، حيث يُلزم إدراج صورهن. هذا الاستثناء يكشف أن طالبان، في تعاملها مع العالم الخارجي، مضطرة لقبول الحد الأدنى من المعايير الدولية، لكنها داخل البلاد تعطي الأولوية لتفسيرها الأيديولوجي الخاص.

وقد أعلنت الهيئة الوطنية للإحصاء والمعلومات أنه في حالات الضرورة القصوى، يمكن للنساء إدراج صورهن في بطاقات الهوية.

 

ردود فعل واسعة على قرار طالبان

أثار قرار طالبان بجعل إدراج صور النساء في بطاقات الهوية مشروطاً موجة من الانتقادات خاصة من النساء ونشطاء حقوق الإنسان. وحذر بعض نشطاء حقوق المرأة الأفغان من أن هذا القرار يمثل خطوة أولى نحو الإقصاء التدريجي للنساء من المجتمع، ورفعوا شعار "صورتي هي هويتي" تعبيراً عن احتجاجهم.

إن قرار طالبان الأخير، إلى جانب السياسات الأخرى المعادية للمرأة التي تنتهجها هذه الحركة، يُعد خطوة أخرى نحو تجاهل حقوق النساء في أفغانستان. هذا الإجراء، الذي اتُخذ ظاهرياً بدافع "الضرورة"، يُظهر في الواقع استراتيجية تتجاوز القيود الفردية، وتهدف إلى تقليص وجود النساء ومشاركتهن في المجالات العامة والاجتماعية.

 

قيود جديدة على الشعر والنقد

أصدر هبة الله آخندزاده، زعيم طالبان، قراراً يمنع كتابة الشعر الغزلي، كما حظر انتقاد قراراته وأوامره وهداياه وأحكامه.

وفي القانون المنشور في الجريدة الرسمية، ورد أنه يجب تجنب مدح الفتيان والفتيات أو الدعوة إلى علاقات صداقة معهم في الشعر، وجاء فيه "يجب أن يخلو الشعر من الحب المجازي، والرغبات المحرمة، والمشاعر غير المبررة".

يتضمن هذا القانون مقدمة، وثلاثة أبواب، وفصلين، و13 مادة، وقد صدر حديثاً عن زعيم طالبان. كما أوصى قانون الشعراء بأن تكون مضامين أشعارهم خالية من الأفكار غير الإسلامية مثل الشيوعية، القومية، النسوية، الديمقراطية، الإلحاد، وغيرها.

 

قيود صارمة على المحتوى الأدبي

في ظل حكم طالبان ينص القانون الجديد على ضرورة تجنب "الإساءة الصريحة أو التلميحية للشعائر الإسلامية، تقاليد الإسلام، السلف الصالح والعلماء الكرام".

وقد كُلّفت وزارة الإعلام والثقافة التابعة لحركة طالبان بتشكيل لجنة في العاصمة والأقاليم لتقييم فعاليات الشعر والمشاعرة، تضم ممثلين مؤهلين من وزارة الإعلام والثقافة، وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بالإضافة إلى علماء الدين.

تتمثل مهمة هذه اللجنة في تحليل وتقييم الفعاليات قبل وبعد انعقادها، وتحديد الجوانب الإيجابية وحذف الجوانب السلبية، واختيار المتحدثين، الشعراء، والمغنين المشاركين في تلك الفعاليات.

وبموجب هذا القانون، تُمنح وزارة الإعلام والثقافة صلاحية معاقبة الشعراء، المغنين، والكتّاب الذين يخالفون بنوده، وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية.