صرخة عالمية... 250 وسيلة إعلامية دولية تتحد وتندد بقتل صحفيي غزة

لكسر الصمت وتسليط الضوء على معاناة الصحفيين في غزة الذين يدفعون حياتهم ثمناً لنقل الحقيقة من قبل المأساة، انطلقت حملة إعلامية دولية بمشاركة العشرات من الوسائل الإعلامية، مطالبين بحماية الصحفيين في القطاع المدمر.

مركز الأخبار ـ في ظل تصاعد هجمات القوات الإسرائيلية واستهدافها الصحفيين والصحفيات بشكل خاص في الآونة الأخيرة، اجتمعت أكثر من 250 وسيلة إعلامية من نحو 70 دولة، معبرة عن غضبها من تصاعد الانتهاكات، ومطالبة بفتح بإجلاء الصحفيين وحمايتهم.

انضمت أكثر من 250 وسيلة إعلامية من نحو 70 دولة إلى الحملة التي أطلقتها كل من منظمتي "مراسلون بلا حدود" و"آفاز"، اليوم الاثنين الأول من أيلول/سبتمبر، للتنديد باستهداف الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة من قبل القوات الإسرائيلية.

وقد اتخذت الحملة طابعاً رمزياً مؤثراً، تمثل في عرض شريط أسود على الصفحات الأولى للصحف والمواقع الإلكترونية، إلى جانب افتتاحيات ومقالات رأي تدين استمرار استهداف الصحافة في غزة.

الرسالة التي تصدرت الحملة كانت صارخة ومباشرة "بالمعدل الذي تقتل فيه القوات الإسرائيلية الصحفيين في غزة، لن يبقى قريباً أحد لينقل ما يحدث"، وقد ظهرت هذه العبارة على خلفية سوداء في صحف بارزة مثل "لومانيتيه" الفرنسية، و"بوبليكو" البرتغالية، و"لا ليبر" البلجيكية، في تعبير جماعي عن الغضب والقلق من تصاعد الانتهاكات بحق الصحفيين.

مواقع إلكترونية مثل "ميديابارت" و"لا كروا" خصصت مقالات للحملة، بينما كشفت منظمة "مراسلون بلا حدود" عن حصيلة مأساوية، مؤكدة مقتل أكثر من 210 صحفيين منذ بدء الحرب على غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، عقب هجوم حركة حماس.

وجاءت هذه الحملة بعد أسبوع دامٍ شهد قصفاً من قبل القوات الإسرائيلية على مستشفى ناصر في خان يونس، أسفر عن مقتل عشرين شخصاً، بينهم خمسة صحفيين، وقد شاركت في الحملة أيضاً مؤسسات إعلامية من لبنان وألمانيا والولايات المتحدة، من بينها "لوريان لو جور"، و"ذا إنترسبت"، و"دي تاغس تسايتونغ".

وفي بيان رسمي، أدانت منظمة "مراسلون بلا حدود" هذه الجرائم، مطالبة بحماية الصحفيين الفلسطينيين وإجلائهم بشكل عاجل، كما دعت إلى السماح بدخول الصحافة الدولية إلى غزة بحرية واستقلالية، معلنة أنها رفعت أربع شكاوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد القوات الإسرائيلية، تتهمه بارتكاب جرائم حرب بحق الصحفيين على مدار 22 شهراً.

ومنذ اندلاع الحرب، لم يُسمح للصحافة الدولية بالعمل بحرية داخل الأراضي الفلسطينية، حيث اقتصر دخول بعض وسائل الإعلام إلى غزة على مرافقة القوات الإسرائيلية، وخضعت تقاريرهم لرقابة عسكرية مشددة، في الوقت الذي تستمر فيه الأخيرة بتنفيذ عمليات وصفت بأنها إبادة جماعية بحق سكان غزة، شملت القتل والتدمير والتهجير والتجويع، رغم النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها، وقد أسفرت هذه العمليات عن مقتل أكثر من 63 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 160 ألف آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب آلاف المفقودين ومئات الآلاف من النازحين، ومجاعة أودت بحياة 339 شخصاً، بينهم 124 طفلاً.