شقيقتان تسعيان للحفاظ على الثقافة والهوية الكردية

تسعى إيمان يوسف، صاحبة علامة "شاماران"، وشقيقتها للحفاظ على الهوية الكردية عبر صناعة تماثيل الشمع وافتتاح دورات تدريبية للأطفال لتعريفهم بالثقافة والشخصيات الكردية بأسلوب فني وتربوي.

هيلين أحمد

السليمانية ـ في مواجهة محاولات الدول المحتلة لطمس الهوية الكردية، تواصل الفئة الشابة جهودها لإحياء التراث الكردي من خلال أعمالها الفنية.

تلعب النساء في أجزاء كردستان الأربعة دوراً بارزاً في الحفاظ على الهوية والثقافة الكردية، حيث يسعين من خلال فنونهن إلى تعريف الأجيال الجديدة بالثقافة الكردية وإحيائها، رغم التحديات التي تواجه المرأة في مجال العمل.

ضمن هذه الجهود، تعمل إيمان يوسف، صاحبة علامة "شاماران"، منذ عامين مع شقيقتها في ورشة دار الثقافة بمدينة السليمانية في إقليم كردستان على صناعة تماثيل الشمع في إطار ثقافي كردي تمثل شخصيات بارزة من مختلف أجزاء كردستان.

كما تسعى إيمان يوسف وشقيقتها إلى تعريف الجيل القادم بالشخصيات الكردية المناضلة والمميزة عبر أعمالهن الفنية، ويقمن أيضاً بتنظيم دورات تدريبية للأطفال لتعريفهم بالثقافة الكردية وفن صناعة التماثيل.

 

تماثيل شمعية طبيعية وآمنة

قالت إيمان يوسف، صاحبة علامة "شاماران"، إنها تعمل مع شقيقتها على إحياء الثقافة الكردية من خلال فن الديكور وصناعة التماثيل الشمعية التي تجسد شخصيات كردية بارزة "نصنع التماثيل منذ سنتين، ونهدف من خلالها إلى ملء البيوت بهوية كردية، عبر شخصيات مثل مستورة أردلاني، شيركو بيكس، أحمد كايا، نالي، وحسن زيرك".

وأشارت إلى أن بداية المشروع كانت من خلال دورة تدريبية لها ولشقيقتها، لكن المواد التي استخدمتاها في البداية كانت ضارة، مما دفعهما إلى تصنيع شمع عالي الجودة بأنفسهما، مؤكدة أن المواد المستخدمة الآن طبيعية بالكامل وخالية من المشتقات النفطية، ولا تسبب أي ضرر للبيئة أو المحيطين بها.

انطلق المشروع من ورشة ثقافية في مدينة السليمانية، حيث بدأتا بتسويق منتجاتهما، وما زالتا تعملان على تطوير المشروع. تستقبل الورشة زبائن يومياً، وتقوم شقيقتها بالرسم إلى جانب صناعة التماثيل، كما تنظم الورشة دورات تدريبية للأطفال والشباب لتعليمهم هذا الفن، ومساعدتهم على اكتشاف فرص عمل مستقبلية.

تحديات

ورغم صعوبة الحصول على مواد عالية الجودة، تواصلان العمل باستخدام قوالب متنوعة، بعضها تجاري وبعضها خاص، يتم شراؤها وتصميمها بالتعاون مع فنانين محليين.

وواجه المشروع رفضاً من بعض فئات المجتمع بسبب تصورات دينية حول التماثيل، لكن إيمان يوسف وشقيقتها تجاوزتا العديد من العقبات منذ البداية.

وأوضحت أنهن يصنعن التماثيل باستخدام ألواح شمعية، وهناك عدة أنواع من الشمع متوفرة، منها شمع عطري، شمع فردي، وشمع "جيلواكس" الخاص بعلامة شاماران، كما يمكن للزبائن طلب نسخ خزفية خاصة حسب رغبتهم.

 

"يوحدن جهودهن لإحياء الثقافة الكردية"

وأشارت إيمان يوسف إلى أهمية التعاون بين النساء في الورشة الثقافية، حيث يعملن بانسجام وتنسيق لإحياء التراث الكردي "إحدى زميلاتنا تصمم القوالب الخزفية، ونحن من خلال عملنا نصنع التماثيل الشمعية. النساء هنا يعملن بروح جماعية، ومن خلال هذا التكاتف نعيد الحياة لثقافتنا الكردية".

وفي ختام حديثها، دعت النساء إلى أن يسعين من خلال أعمالهن للحفاظ على الهوية الكردية، وأن يتوجهن نحو الأعمال التي تحقق أهدافهن، متمنية أن يبذلن جهوداً للحصول على فرص عمل، وأن يجدن طريقاً واضحاً نحو مستقبل أفضل.