قيود جديدة على النساء... طالبان تمنع تصوير النساء أثناء تقديم الإغاثة

فرضت حركة طالبان قيوداً جديدة على عمل المنظمات الإنسانية في ولاية ننكرهار، حيث وجّه مكتب الحاكم تحذيرات مشددة تطالب بالامتناع عن تصوير النساء خلال توزيع المساعدات وتجنب أي سلوك قد يثير "حساسية لدى المجتمع".

مركز الأحبار ـ كشفت الكوارث الطبيعية الأخيرة، وعلى رأسها الزلزال المدمر الذي ضرب شرق أفغانستان، عن فجوة مقلقة في الاستجابة الإنسانية تجاه النساء والفتيات في المناطق المنكوبة، وذلك في ظل القيود المفروضة على عمل النساء في المنظمات الإغاثية والتي أدت إلى تراجع قدرة فرق الإنقاذ على الوصول إلى المتضررات.

أصدر المكتب الإعلامي الحاكم في ولاية ننكرهار أمس الأحد السابع من أيلول/سبتمبر، بياناً دعا فيه إلى الامتناع عن تصوير النساء خلال عمليات توزيع المساعدات للمتضررين من الزلزال، مؤكداً على ضرورة احترام القيم والعادات الأفغانية والإسلامية بشكل كامل.

وأشار البيان إلى أن هذا التوجيه جاء بناءً على تعليمات من وزارة العدل في الولاية، دون أن يوضح الأسباب التي قد تثير حساسية المجتمع المحلي، مشدداً على ضرورة الالتزام بالتعليمات، ومحذراً من أي مخالفة لها.

ومنذ كانون الأول/ديسمبر من عام 2022 فرضت حركة طالبان حظراً على عمل النساء في المنظمات غير الحكومية والدولية، ثم وسّعت القرار ليشمل موظفات الأمم المتحدة في نيسان/أبريل 2023.

وبحسب مسؤولين أممين فأن هذه القرارات أدت إلى تراجع حاد في قدرة وكالات الإغاثة على الوصول إلى النساء والفتيات، بشكل خاص في المناطق النائية والجبلية، مثل ولايتي كنر وننكرهار، حيث يُشترط وجود موظفات نساء لتوزيع المساعدات على النساء، وفقاً للمعايير الإنسانية الدولية.

وأفادت مصادر ميدانية بأن قلة من النساء العاملات في المجال الإنساني لا تزلن قادرات على الوصول إلى  المناطق المنكوبة في شرق البلاد، وذلك نتيجة الضغوطات الإدارية والتهديدات غير المباشرة، ويأتي هذا في وقت تزداد فيه الحاجة إلى تقديم الرعاية العاجلة للنساء المتضررات، لا سيما بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة مؤخراً.

وانتقد ناشطون أفغان هذه التوجيهات التي من شأنها أن تزيد من صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية إلى النساء والفتيات في المناطق المتضررة، خصوصاً في ولايتي كنر الأكثر تضرراً من الزلزال، حيث تعيق القيود المفروضة على عمل النساء في المجال الإنساني مشاركة الكوادر النسائية في عمليات الإغاثة.

ولفتت وزارة الصحة إلى أن 84 ألف شخص تأثروا بالزلزال الكبير الذي ضرب شرق أفغانستان نهاية آب/أغسطس الفائت وأسفر عن مقتل أكثر من ألفي شخص وإصابة الآلاف فضلاً عن دمار واسع لحق بالقرى الواقعة في المناطق الجبلية والنائية.