مهرجان التين في مدينة طق طق منصة لعرض المشاريع النسائية
في إطار فعاليات مهرجان التين بمدينة طق طق بإقليم كردستان، شاركت عشرات النساء في عرض منتجاتهن التي امتزجت بين روح الريادة بالحرفية العالية في تقديم المأكولات والحلويات الكردية الأصيلة، إلى جانب الاستفادة من الطابع السياحي للمنطقة.

شيا كويي
كويه ـ أكدت المشاركات في مهرجان التين بمدينة طق طق على أهمية هذه الفعالية في تمكين النساء اقتصادياً وتعزيز حضورها في المجتمع المحلي "المهرجان لا يقتصر على الترويج للمنتجات الزراعية والغذائية، بل يشكّل منصة حيوية لعرض المشاريع النسائية".
في الخامس عشر من آب/أغسطس، انطلقت فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان التين في مدينة طق طق، إحدى أبرز المناطق الزراعية في إقليم كردستان، والتي تشتهر بإنتاج مجموعة متنوعة من الخضروات والفواكه، وعلى رأسها التين الذي يُعرف محلياً باسم "تين طق طق الأول"، وتُعد المدينة مركزاً رئيسياً لإنتاج التين، حيث تُصدّر سنوياً ما يقارب ألف طن من هذا المحصول إلى مختلف مدن الإقليم والعراق، ما يعكس أهميتها الزراعية ودورها الحيوي في دعم الاقتصاد المحلي.
وشهد المهرجان مشاركة واسعة من النساء، حيث عرضن منتجاتهن اليدوية والغذائية، إلى جانب التعريف بمحاصيلهن الزراعية ومنتجات الفلاحين المحليين، ويهدف المهرجان إلى تسليط الضوء على الإنتاج الزراعي في المنطقة، لا سيما أمام الزوار القادمين من نواحي كويه وطق طق، الذين يجدون في هذا الحدث فرصة لاكتشاف ثروات المنطقة الزراعية وجمالها الطبيعي، مما يعزز من جاذبيتها السياحية.
"يجب على المرأة أن تمتلك مشروعها الخاص"
وعلى هامش الفعالية قالت المشاركة في المهرجان ديدان لقمان، إن مشاركتها في المهرجان مستمرة منذ أربعة أعوام، حيث تحرص على عرض منتجاتها الزراعية التي تشمل التين الطازج والمجفف، بالإضافة إلى أنواع أخرى مثل التين الأحمر، مؤكدةً أن التين يُستخدم في صناعة المربى والتجفيف، وقد يكون له استخدامات أخرى، لكنه لا يمتلك معرفة دقيقة بها.
وشددت على أهمية هذه المهرجانات في الترويج للمنتجات المحلية وتعريف الزوار من المدن الأخرى بها، لافتةً إلى أن مشاركة النساء في مثل هذه الفعاليات أمر بالغ الأهمية، إذ تتيح لهن عرض أعمالهن وربط المجتمع بمنتجاتهن، مما يساهم في تعزيز حضورهن الاقتصادي والاجتماعي "من الضروري أن تمتلك المرأة مشروعها الخاص، فذلك لا يساهم فقط في التعريف بمنتجاتها، بل يمنحها أيضاً شعوراً بالانتماء والقدرة على التأثير داخل المجتمع".
"بدأت مشروعي منذ العام الثاني في الجامعة"
وشاركت هيفي عفان القادمة من مدينة حلبجة، في مهرجان التين تحت اسم علامتها التجارية "لادئ"، حيث قدمت مجموعة من المنتجات الطبيعية، من أبرزها خل التفاح وزيت الزيتون، إلى جانب أصناف أخرى، مشيرةً إلى أنها بدأت مشروعها منذ السنة الثانية في الجامعة، واستمرت فيه بعد الزواج بدعم ومساندة من زوجها.
وأوضحت أنها اتجهت إلى تأسيس مشروعها الخاص بعد أن أدركت مبكراً التحديات التي تواجه الباحثين عن فرص عمل، مؤكدةً أنها استطاعت الحفاظ على نشاطها التجاري وتطويره على مدار ست سنوات، ليصبح مصدراً ثابتاً للدخل ومجالاً تعبّر من خلاله عن قدراتها.
"العمل يمنح المرأة شعوراً بالاستقلالية"
ومن مدينة السليمانية، شاركت جيمان سعيد صالح في المهرجان من خلال تقديم طبق "كالانة"، وهو أحد الأطباق الكردية التقليدية "اخترت المشاركة بهذا الطبق لأنه يمثل جزءاً من تراثنا الكردي، وأردت أن يتعرف عليه الجيل الجديد الذي لم يعد يعرفه كما ينبغي، رغم أن العمل شاق إلا أنه ضروري لتحسين مستوى حياتنا"، لافتةً إلى أنه من المهم أن تمتلك المرأة مصدر دخل خاص بها، وأن تعتمد على نفسها "أن العمل يمنحني شعوراً بالاستقلالية والقدرة على التأثير في محيطي".
"المرأة قادرة على إبراز طاقاتها"
وشاركت نيرمين محمد، القادمة من مدينة السليمانية في مهرجان التين بمدينة طق طق من خلال عرض مجموعة من الحلويات التي تصنعها بنفسها، مشيرة إلى أن هذه هي مشاركتها الثانية في المهرجان "أعمل في صناعة الحلويات منذ عشر سنوات، وقد اخترت هذا المجال كمهنة خاصة أمارسها بمساعدة زوجي وأبنائي، المهرجان فرصة رائعة، فهو يتيح لنا بيع منتجاتنا وفي الوقت نفسه الاستمتاع بجمال طق طق كمنطقة سياحية، لذا نحن ممتنون للجهات المنظمة".
وأكدت أن العمل يمنح الإنسان راحة نفسية وقوة داخلية، ويعزز من ثقته بنفسه وبعائلته "أنا أم لخمسة أطفال وقد بدأت هذا المشروع منذ نحو عشر سنوات، وتمكنت من تحقيق النجاح فيه، وهو اليوم مصدر دخلنا الوحيد، أؤمن بأن المرأة قادرة على إبراز طاقاتها في مختلف المجالات، مهما كانت التحديات، وقد اختبرت ذلك بنفسي".
"هذه الفعاليات تمنحنا فرصة لترويج منتجاتنا"
ومن مدينة كويه، شاركت مهاباد عبد الرحمن للمرة الخامسة في المهرجان، حيث عرضت مجموعة من الأطعمة الكردية التقليدية التي تقوم بتحضيرها في منزلها منذ سبع سنوات، مثل الدولمة، اليبرق، البرياني، البورك، والسلطات وقالت إنها تبيع منتجاتها أيضاً عبر الإنترنت بناءً على طلبات الزبائن، مؤكدة أن مثل هذه الفعاليات تساهم في توسيع دائرة التعريف بالمشاريع الصغيرة وتساعد في الوصول إلى جمهور جديد "هذه المهرجانات مهمة جداً فهي تمنحنا فرصة لترويج منتجاتنا والتواصل مع شرائح جديدة من المجتمع".