الكوليرا تهدد الملايين حول العالم وتحذيرات من أزمة صحية عالمية
أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيراً بشأن التدهور المتسارع في الوضع الوبائي لوباء الكوليرا على مستوى العالم، مشيرةً إلى أنه تم تسجيل أكثر من 390 ألف إصابة و 4.300 حالة وفاة في 31 دولة خلال العام الجاري.

اليمن ـ في ظل تفشي وباء الكوليرا بشكل واسع النطاق وتفاقم الأوضاع الإنسانية بسبب النزوح والصراعات المسلحة تصدرت دول مثل السودان واليمن وجنوب السودان قائمة الدول الأكثر تضرراً، حيث سجلت عشرات الآلاف من الإصابات وآلاف الوفيات.
حذرت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة 15 آب/أغسطس من تدهور خطير في الوضع الوبائي لمرض الكوليرا على المستوى العالمي، مؤكدةً أن الأرقام المسجلة هذا العام تجاوزت 390 ألف إصابة، فيما بلغت الوفيات أكثر من 4.300 حالة في 31 دولة، بينها السودان واليمن وجنوب السودان.
وأكدت المسؤولة التقنية في المنظمة كاثرين ألبيرتي، أن هذه الأرقام أقل بكثير من الواقع الفعلي، مشيرةً إلى أن الكوليرا رغم كونه مرضاً يمكن الوقاية منه وعلاجه بسهولة، لا يزال يحصد الأرواح بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها السكان في المناطق المتأثرة.
وأضافت المنظمة أن السودان شهد انتشار المرض في جميع الولايات، حيث سجل نحو 50 ألف إصابة وأكثر من ألف وفاة، بمعدل وفيات بلغ 2.2%، لافتةً إلى أن إقليم دارفور يشهد ارتفاعاً حاداً في الحالات، كما سجلت تشاد المجاورة أكثر من 500 إصابة و30 وفاة خلال أقل من شهر، ما يعكس سرعة انتشار المرض عبر الحدود.
وفيما يخص اليمن، قالت المنظمة إن البلاد سجلت أكثر من 60 ألف إصابة و164 وفاة، موضحةً أن الوضع يزداد خطورة مع موسم الأمطار الذي يزيد من تلوث المياه ويعزز سرعة تفشي المرض.
وأكدت أن انهيار البنية التحتية الصحية وغياب خدمات المياه والصرف الصحي، إلى جانب النزوح الجماعي، يجعل اليمن بيئة خصبة للكوليرا "أن الأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة للموت بسبب الجفاف وسوء التغذية المصاحب للوباء".
وأشار خبراء الصحة إلى أن جنوب السودان سجل نحو 70 ألف إصابة وأكثر من 1.158حالة وفاة، مؤكدين أن النظام الصحي هناك عاجز عن استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى، مشيرين إلى أن تفشي الكوليرا مرتبط بشكل مباشر بالصراعات والنزوح الجماعي، وأن توفير المياه النظيفة وشبكات الصرف الصحي يمثل الحل الأنجع للحد من انتشار المرض.
وأكدت المنظمة أن نقص اللقاحات يمثل تحدياً كبيراً، حيث تجاوز الطلب قدرات الإنتاج رغم بلوغه أعلى مستوياته منذ عام 2013، مضيفةَ أن المجموعة التنسيقية الدولية تلقت أكثر من 38 طلباً من 12 دولة هذا العام، وهو ثلاثة أضعاف العدد مقارنة بالعام الماضي.
وأشارت إلى أن تخصيص أكثر من 40 مليون جرعة لم يغطي سوى جزء من الاحتياجات، مشددةً على أن تقليص جرعة اللقاح من جرعتين إلى جرعة واحدة لكل شخص ساهم في توسيع نطاق الحماية، لكنه يقلل من فاعليتها على المدى الطويل.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى تعبئة التمويل العاجل، وقالت إنه يجب دعم توزيع اللقاحات والاستثمار في البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، مشيرةً إلى أن معالجة الأزمة تتطلب جهداً متضافراً بين الحكومات والمنظمات الإنسانية لتجنب كارثة إنسانية أكبر، خصوصاً في اليمن والدول الأخرى المتأثرة بالصراعات والنزوح.
كما أوضح الخبراء أن الكوليرا، رغم بساطة الوقاية والعلاج، يظل مرضاً قاتلاً في ظل غياب الحد الأدنى من الخدمات الأساسية، وأكدوا أن تحرك المجتمع الدولي الآن يمكن أن ينقذ حياة مئات الآلاف من الأشخاص.