تعزيز دور المرأة لقيادة مسار سوريا ديمقراطية... على طاولة الحوار

سلطت الندوة الحوارية التي أقيمت في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا الضوء على ضرورة توعية المرأة وتمكينها لقيادة مسار سوريا حرة ديمقراطية.

الرقة ـ أكدت المشاركات في الندوة الحوارية، على أهمية تعزيز وتمكين دور المرأة في المرحلة القادمة باعتبارها  نقطة مفصلية وتاريخية في واقع المنطقة.

عقد مكتب المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي ندوة حوارية على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا اليوم الثلاثاء   29 تموز/يوليو في مدينة الرقة، تحت شعار "من الرقة .. صوت النساء من أجل سوريا حرة ديمقراطية"، وذلك بمشاركة حركات نسوية وأحزاب سياسية و شخصيات مثقفة ونساء مهجرات من مدينة السويداء.

وتضمنت الندوة الحوارية مناقشة الوضع السياسي التي القته الإدارية في مكتب العلاقات في حزب الاتحاد الديمقراطي سما بكداش، حيث تطرقت من خلاله إلى واقع سوريا السياسي والعسكري، والأحداث الأخيرة التي حصلت في مدينة السويداء والمجازر التي ارتكبت بحق الطائفة الدرزية، مما يهدف إلى خلق حرب أهلية في سوريا.

بينما المحور الثاني تطرق الى واقع المرأة السورية وما تعيشه من إقصاء وتهميش لدورها في ظل سيطرة مجموعات جهادية تابعة لهيئة تحرير الشام للحكم في سوريا، وكما تم تسليط الضوء على إنجازات المرأة  التي حققتها ضمن ثورة إقليم شمال وشرق سوريا.

وثم تم فتح باب النقاش أمام الحضور لطرح المقترحات والآراء ومن بينهن كان هناك نساء مهجرات من مدينة السويداء واللواتي كنا شاهدات على الانتهاكات والمجازر التي ارتكبت بحقهم، وكما ركزت الآراء على ضرورة تعزيز دور المرأة من الناحية السياسية والدبلوماسية لتتمكن من قيادة المرحلة القادمة التي  تعتبر تاريخية ومصيرية في واقع المرأة وبناء سوريا ديمقراطية.

 

إشراك المرأة في بناء السلام والسلم الأهلي

وعلى هامش الندوة شددت الإدارية في مكتب العلاقات الدبلوماسية هالة فارس إلى أهمية انعقاد هذه الندوة في ظل المرحلة الحساسة التي تمر بها سوريا، مبينة "ركزت الندوة على أهمية ضرورة إشراك المرأة  في  المرحلة  المقبلة باعتبارها مرحلة مصيرية وتاريخية في واقعها، فالمرأة العنصر والقوة الأساسية في بناء السلام والسلم الأهلي".

وعن المكتسبات التي حققتها النساء منذ بداية ثورة إقليم شمال وشرق سوريا قالت "لعبت المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا دوراً ريادياً وقيادياً في أماكن صنع القرار، لذا يجب على جميع  النساء السوريات بالتكاتف وإعلاء اصواتهن للمطالبة بحريتهن وحققوهن، ونعبر عن رفضنا بإقصاء المرأة  من الدستور السوري الجديد الذي لن ينجح دون اشرك المرأة، وتحقيق العدالة والمساواة بين الجنسين". 

 

الإدارة الذاتية الحل الانسب لحل النزاعات في سوريا

 وعن ابرز النقاشات التي دارت في الندوة قالت العضوة في حزب الاتحاد الديمقراطي فاطمة خليل "سلطت الندوة الضوء على واقع المرأة  في المنطقة قبل اندلاع ثورة روج آفا، وكيف كانت تعاني من التهميش والإقصاء في حقبة الإرهاب داعش ونظام البعث البائد، وكيف بات واقعها اليوم بعد أن نالت حريتها وحقوقها ولعبت دور ريادي في جميع المجالات السياسية والدبلوماسية"، منوهة بأن ثورة المرأة انشتر صداه بين ارجاء العالم وبات نموذج مثالي تحذى به كافة النساء المناضلات في سبيل الحرية".

واشارت إلى واقع النساء في ظل النزاعات المسلحة "تشهد سوريا في الآونة الأخيرة نزاعات و حرب أهلية وطائفية، كان من ضمنها المجازر التي ارتكبت بحق الطائفة العلوية والدرزية، حيث تم استهداف النساء والأطفال الأبرياء، والتي أدت الى خلق حالة من الفلتان الأمني، فالمرأة السورية تتعرض لأشكال عدة من الانتهاكات بحقها من خطف وقتل وتهجير".

وبينت أن الحل الأمثل في تحقيق عملية السلام في سوريا هو نظام الإدارة الذاتية  "تعيش مناطق إقليم شمال وشرق سوريا حالة من الأمان والاستقرار يعتبر وفق مبدأ التعايش المشترك بين مكونات المنطقة، لذا من الضروري نقل وتطبيق هذه التجربة في كافة جغرافية سوريا، فسوريا متنوعة بأديانها وطوائفها".

 

"لن نقبل بتقسيم سوريا والحكم القوموي"

وأضافت "دفعت المرأة السورية الفاتورة الأكبر على مدار اربعة عشر عاماً من الحروب، وقدمت العديد من التضحيات ونهدف الى إيصال صوتنا كنساء سوريات لنقول لن نقبل بتقسيم سوريا والحكم ذات اللون القوموي،  لذا من الضروري  ان تشارك المرأة بدورها السياسي والدبلوماسي وإعطاء رأيها في الدستور السوري الجديد".

ودعت فاطمة خليل في ختام حديثها إلى أنه "يجب على جميع النساء السوريات خاصة  في الداخل السوري بتوحيد صفوفهن والتكاتف معاً بروح وشعار "المرأة، الحياة، الحرية" لكي تكون قوة وصوت واحد ضد كافة الخطط التي  تسعى إلى تهميشها واستقصاء دورها".