جرائم قتل النساء في كردستان ظاهرة تتفاقم بلا رادع

آشنا حسن، مسؤولة لجنة اتحاد النساء في إدارة رابرين، لفتت إلى أن أعمال العنف ضد النساء في تزايد مستمر، خاصة في المناطق النائية والريفية، وهذا يشكل سبباً خطيراً يتطلب إصدار قانون خاص لمعالجته.

ديفان سيهاد

رانية ـ في إقليم كردستان، تُرتكب يومياً جرائم قتل بحق النساء بفعل العقلية الذكورية، رغم وجود خطاب ظاهري يدين العنف ويستنكر هذه الجرائم، إلا أن السلطة، بسبب تقاعسها القانوني، وكذلك الأزمات الاجتماعية التي تعصف بالمجتمع، تتحمل جزءاً من المسؤولية عن استمرار هذه الجرائم.

آشنا حسن، ناشطة نسوية وصحفية ومسؤولة لجنة اتحاد المرأة في إدارة رابرين، أشارت إلى أن قتل النساء في إقليم كردستان يتم يومياً بفعل العقلية الذكورية، وأن وضع المرأة يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، مضيفةً أن هذه الجرائم تُرتكب تحت مسمى "الشرف"، وقد لوحظ خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية أن حالات القتل في منطقتي بتوين وبشدَر في تصاعد ملحوظ، حيث تُقتل امرأة كل عشرين يوماً تقريباً.

وأكدت أن هذه الجرائم لا تنتهي عند القتل فقط، بل إن النساء يُحرمن من حقوقهن بعد وفاتهن أيضاً، ولا تُمنح لهن العدالة كما ينبغي.

 

"يجب إصدار قانون يمنع حيازة السلاح غير المرخص"

قالت آشنا حسن "إذا أردنا الحديث عن أسباب جرائم القتل، فإن لها خلفيات واضحة، وأبرزها الاستخدام الواسع للأسلحة غير المرخصة، وهو أمر خطير ويستدعي إصدار قانون يمنع امتلاك أي شخص لسلاح غير مرخص داخل المنزل، لأن ذلك يُعد سبباً رئيسياً في قتل النساء".

وأضافت "هناك سبب آخر يتمثل في استخدام المواد المخدرة، والتي تلعب دوراً كبيراً في هذه الجرائم، أرى أنه من الضروري، بعد انتهاء الخدمة العسكرية، أن يُحدد السلاح ويُسلم إلى الجهات المختصة، ولا يُسمح ببقائه في المنازل، يجب أن يكون هناك تنظيم قانوني واضح، حتى لا يُستخدم السلاح في الاعتداءات".

وأفادت أنه "إذا تحدثنا عن العنف، فإن خلفيته غالباً ما تكون من الرجال المحيطين بالمرأة، على سبيل المثال، في إحدى الحالات الأخيرة، لم يُسمح لامرأة بالعودة إلى منزل والدها بعد خلاف مع زوجها، ما أدى إلى أن تصبح ضحية في النهاية".

وشددت على أن "الحياة ثمينة، ويجب أن يتمكن الإنسان من حماية نفسه، فعندما يصل المرء إلى مرحلة يفكر فيها بإنهاء حياته، فهذا يعني أنه بلغ قاع اليأس، وإذا استطعت أن أنقذ نفسي، فلن أفكر في شيء سوى أن أعيش حياة مليئة بالأمل، هذه المآسي مؤلمة جداً، وأتمنى أن تتحرك السلطات لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة".

 

"يجب أن يكون القانون هو السيد ويؤدي دوره"

وأشارت آشنا حسن إلى ضرورة أن يكون القانون هو المرجعية العليا ويؤدي وظيفته بفعالية "نأمل أن يُحاسب القتلة وفق القانون، وأن ينالوا العقوبة القانونية، دون أي تدخل أو تجاوز على سلطة القانون، يجب ألا تُحل هذه القضايا عبر المصالحات العشائرية، لأن ذلك يضعف هيبة القانون، إذا أصبح القانون هو السيد، فإن المشاكل ستقل تدريجياً، نأمل أن يكون القانون هو الداعم الحقيقي للحد من هذه الظاهرة الخطيرة، لأن جرائم قتل النساء أصبحت ظاهرة مزعجة للغاية، ولا يجوز أن تُقدم المرأة كضحية تحت أي مسمى".

 

"أين شرف الرجل؟ لا يجوز أن ندفع ثمن أخطائهم"

وأضافت آشنا حسن "إذا تحدثنا عن الشرف، فأين شرف الرجل؟ لا يمكن أن نكون شركاء في أخطائهم، إذا ارتكب الرجل خطأ، لا ينبغي أن ندفع نحن ثمنه، نحن منذ بداية حياتنا وحتى الممات ندفع أثماناً باهظة، ولا يجوز أن تبقى هذه الجرائم بلا حدود أو مساءلة، جرائم القتل في تزايد مستمر، وأسبابها كثيرة، منها حيازة السلاح غير المرخص، كما ذكرت، إلى جانب تعاطي المواد المخدرة، وسوء الأوضاع الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والنفسية، وكلها عوامل تؤدي إلى تفكك الأسرة وانهيار الحالة النفسية للفرد".

ولفتت إلى أن "غياب التربية السليمة من قبل الوالدين لأطفالهم، ومحاولة حل المشاكل عبر المصالحات العشائرية، يُعد من الأسباب الرئيسية، وإذا لم تُعالج هذه القضايا قانونياً، فإنها ستتكرر بلا شك، لدينا العديد من الأمثلة على مشاكل نشأت بسبب سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى تفكك الأسر، خاصة بالنسبة للنساء اللواتي يتعرضن لتلك الحوادث المؤلمة"، مضيفةً "نأمل أن تتحمل السلطات مسؤوليتها، وأن تجد حلاً جذرياً للحد من هذا العنف المتزايد".