'نستقبل هذه المرحلة بروح زيلان بعزمها وإيمانها الفدائي'
"من أجل تحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان، والانتقال فوراً إلى مفاوضات ديمقراطية معه بصفته الطرف المعني، نواجه هذه المرحلة بروح زيلان، بعزمها وإيمانها الفدائي".

بيريفان زيلان
في الذكرى السنوية التاسعة والعشرين لاستشهاد زينب كناجي المعروفة باسم "زيلان"، التي قادت نضالنا من أجل الحرية إلى القمة وسجلت اسمها في التاريخ بأحرف من ذهب، والتي أصبحت رمزاً لخط حرية المرأة، نستذكرها بكل احترام وامتنان، ونجدد في شخصها عهدنا لكل شهداء الثورة.
أولئك الذين يشعرون بالتاريخ ويشهدونه، يوجهون مساره بأفعالهم وأقوالهم. لقد قامت المناضلة زينب كناجي عام 1996، عندما كان نضالنا يمر بمرحلة حرجة، بتدخل تاريخي من خلال عمليتها الفدائية، وكما نتذكر، ففي أيار/مايو 1996، نفذت مجموعة تانسو تشيللر ـ دوغان غوريش محاولة اغتيال ضد القائد عبد الله أوجلان في دمشق لكنها باءت بالفشل. وفي وقت اشتدت فيه العمليات العسكرية، وزادت فيه الضغوط السياسية، والحظر، والتعذيب، والاضطهاد، وكانت دمشق مسرحاً للاستهداف المباشر للقائد أوجلان، جاءت عمليتها كرد مباشر. ومن خلال العملية الفدائية التي نفذتها في مدينة ديرسم بتاريخ 30 حزيران/يونيو 1996، ساهمت في تشكيل خط الفدائية داخل حركتنا.
زيلان هي خطنا في التنظيم الحزبي
من المؤكد أن حركة القائد أوجلان تطورت ونمت منذ بدايتها بفضل الجهود اللامتناهية، والتضحيات، وروح الفداء. فقد كانت روح الفدائية جوهر الثورة، قولاً وفعلاً، في مختلف ساحات النضال، سواء من قبل المقاتلين من أجل الحرية، أو القادة، أو مقاومي السجون، وقد نقلت زينب كناجي هذا الإرث إلى مستوى جديد من خلال تنفيذ أول عمل فدائي من نوعه.
إن العملية التي نُفذت في مركز مدينة ديرسم رداً على مجازر الجيش التركي كانت ذات مغزى أيديولوجي، سياسي، وعسكري عميق، وخلقت قيماً عظيمة. فقد أظهرت بوضوح مدى شجاعة وإرادة الدفاع عن القائد أوجلان ضد الهجمات العسكرية الفاشية وسياسات الإبادة والإنكار. لقد كانت ذروة الإصرار على الحرية. زيلان هي خطنا في بناء الحركة، إرادتنا في الحرية، وفلسفتنا في الحياة.
التحول إلى زيلان وإلى آغيت هو ميثاق الحرية لكل المناضلين والمناضلات، وهو في جوهره قرار بالانضمام إلى القائد أوجلان، كما يمثل أيضاً روح النضال المجتمعي والموقف من الحياة.
التحول إلى زيلان هو تطبيق للثورية في اللحظة الراهنة
مع دعوة قيادتنا إلى "السلام والمجتمع الديمقراطي"، يمر نضالنا بمنعطف تاريخي جديد، ومن المهم جداً في هذه المرحلة فهم جوهر زيلان بشكل صحيح والمشاركة انطلاقاً منه، فهذا ليس مجرد عمل عسكري على طريقة الفداء، بل هو دور ريادي يتماشى مع روح المرحلة من الناحية الأيديولوجية، السياسية، والدفاع الذاتي. بهذا المعنى، فإن زيلان تمثل فهماً عميقاً لقائدنا من الناحية الفكرية، وقيادة فكرية لمهام المرحلة، وتطبيقاً عملياً للثورية الفاعلة في اللحظة.
بناءً على هذا، سنتحمل مسؤوليتنا بدقة لإنجاح استراتيجية الحل الديمقراطي والسلام، وسنقود في خط زيلان، كما قدنا معركة البقاء في مواجهة حرب الإبادة التي تشنها الدولة التركية، فإننا نؤكد مجدداً التزامنا بقيادة عملية السلام.
ولكن يجب أن يُعلم أن الحرب الجارية في ساحات الدفاع ومواقع الكريلا لا تنبع من قوات الكريلا، بل نتيجة استمرار الجيش التركي الفاشي في هجماته، مما يؤدي إلى تصعيد الحرب. سنفي بمسؤولياتنا من أجل السلام والحل الديمقراطي، ولن نتردد في اتخاذ خطوات حسنة النية لدفع العملية إلى الأمام، وسنواصل المقاومة على نهج زيلان في وجه أي اعتداء.
إن تحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان والانتقال الفوري إلى مفاوضات ديمقراطية بوجوده كشخص رئيسي في العملية، هو أمر نتعاطى معه بخط زيلان، بثبات وبروح الفداء.
إن إصرار القائد أوجلان، واستجابة حركتنا الإيجابية لهذه الدعوة، وجهود الشعب الكردي وقوى الديمقراطية تُكسب دعوة "السلام والمجتمع الديمقراطي" حياة جديدة، ومن الضروري أن تقوم حكومة حزب العدالة والتنمية بواجبها دون تأخير.
وبينما نرى كل خطوة تُتخذ في إطار مسار السلام والمجتمع الديمقراطي بشكل إيجابي، إلا أن الإرادة السياسية المطلوبة يجب أن تُظهر لتأمين البنية القانونية والسياسية اللازمة.
وعلى هذا الأساس، نحيي مجدداً المناضلة زيلان بكل احترام وامتنان، ونؤكد أننا سنُتوج مقاومتها الفريدة وإرثها عبر بناء مجتمع ديمقراطي كومينالي.