في ذكرى استشهادها الحادية عشرة... دنيز فرات صوت الحقيقة الذي لا يُنسى
بمناسبة الذكرى الـ 11على استشهاد الصحفية دنيز فرات خلال الهجوم الذي شنه داعش على مخيم مخمور، أكدت الصحفية قادر كارا، أن دنيز فرات كانت رمز للنضال النسوي والإعلام الحر وواجهت الخطر بشجاعة لنقل معاناة شعبها إلى العالم.

برجين كارا
مخمور ـ في مثال حي للمرأة المناضلة والبطلة والباحثة عن الحقيقة لشعب كردستان، كانت الصحفية دنيز فرات صوت الحقيقة في سبيل المقاومة والنضال، وسارت منذ طفولتها وحتى لحظة استشهادها على درب الحق والصدق وواجهت كل الصعوبات والآلام، ولم تتراجع بل واصلت نضالها بإرادة حرة، فالألم الذي عاناه شعبها أصبح دافعاً لقوتها النضالية.
في الثامن من آب/أغسطس من عام 2014 أي قبل أحد عشر عاماً، ارتقت الصحفية والمناضلة دنيز فرات شهيدة أثناء تغطيتها لهجمات داعش على مخيم مخمور، حيث كانت تسعى بكل شجاعة لنقل الحقيقة إلى العالم ومنذ ذلك الحين لا يزال سكان المخيم، كباراً وصغاراً يستحضرون ذكراها ويقولون "كانت دنيز فرات دائماً معنا بروحها، إنها شهيدتنا الخالدة، وانتصارنا في وجه الظلام، ووجهنا المشرق ونور حقيقتنا" أصبحت دنيز فرات جزءاً لا يُنسى من ذاكرة النضال، وستبقى حاضرة في ذاكرة شعبها.
وبنضالها ومقاومتها أصبحت دنيز فرات بما تركته من إرث نضالي مصدر وقوة لكل النساء خاصةً الصحفيات في مخيم مخمور اللاجئين، استشهدت دنيز فرات في الثامن من آب/أغسطس 2014 في مخيم مخمور خلال الفرمان التي أصدره داعش بحق المجتمع الإيزيدي.
وتحدثت الصحفية قادر كارا عن المناضلة دنيز فرات قائلة كانت دنيز فرات شخصية ثورية، كاتبة، وصحفية، كرّست حياتها لقضية تمكين المرأة حيث أنها نشأت في بيئة وعائلة وطنية وانخرطت في مسيرة النضال منذ طفولتها وحتى لحظة استشهادها، وكانت مثالاً للصمود والتفاني "من يتأمل في شخصية دنيز فرات لا يسعه إلا أن يتذكر قوتها وانتصاراتها ونضالها المستمر من أجل شعبها لا سيما في قضايا النساء"، لافتةً إلى أن أعمالها برزت بشكل خاص خلال الهجمات التي شنها داعش على المجتمع الإيزيدي، حيث تركت بصمة لا تُنسى في ذاكرة من عاشوا تلك المرحلة.
عملها وحياتها
وأشارت إلى أن دنيز فرات خلال عملها في مجال الإعلام، تعاونت مع العديد من الوكالات والقنوات التلفزيونية والصحف، مثل وكالة "Nûjinha" نوجينها، وكالة فرات للأنباء (ANF)، قناة ستيرك، إذاعة صوت الشعب، وغيرها من المؤسسات الإعلامية.
وقالت إنه في عام 2013 بدأت دنيز فرات العمل في مخيم مخمور، وسعت إلى نقل المعاناة والآلام التي يعيشها سكان المخيم في ظل اللجوء إلى الرأي العام، كانت تركز في عملها على هذا الأساس خصوصاً فيما يتعلق بالنساء اللواتي تعرضن للعنف، حيث كانت تسلط الضوء على ما واجهنه من ظروف قاسية وتجارب مؤلمة، ونقلتها إلى العالم".
ووصفت قادر كارا المناضلة دنيز فرات بالشخصية النشطة والمؤثرة والتي تحظى بتقدير واسع داخل المجتمع، "كانت مثالًا يُحتذى به في التواضع والارتباط العميق بالأطفال والنساء، خاصة اللواتي عانين من الألم والمعاناة، عندما كانت تعمل في الصحافة وتنشر الأخبار، كنت أراها عن قرب وأتعرف عليها، لم نكن نعيش معها مباشرة لأننا كنا أطفالاً حينها ولم نكن نعمل في الإعلام، لكنها كانت رفيقة مخلصة والجميع كان يقدرها ويحترمها، كلما التقينا بها كانت تستقبلنا بفرح وتتحاور معنا بسعادة".
استشهادها
وعن تفاصيل الهجوم الذي شنه داعش على أحد المخيمات في السادس من آب/أغسطس عام 2014، أوضحت أن دنيز فرات كانت تتابع المعركة عن كثب وبشجاعة، لعبت دوراً مهماً في نقل تفاصيل الهجوم إلى الرأي العام رغم خطورة الوضع.
وأشارت إلى أن الهجوم تم التصدي له من قبل مقاتلي قوات الدفاع الشعبي (HPG)، ووحدات المرأة الحرة (YJA-STAR)، إلى جانب سكان المخيم الذين شاركوا في الدفاع، وفي الثامن من آب/أغسطس ومع استمرار الاشتباكات أصيبت دنيز فرات بجروح بالغة وتم نقلها إلى المستشفى واستشهدت هناك وليخلد اسمها في ذاكرة النضال.
وأضافت أن دنيز فرات كانت من النماذج الناجحة "أن النضال من أجل الحرية لا يقتصر على استخدام السلاح، بل يشمل الفكر، الإيديولوجيا، القلم، والكاميرا، أن الفلسفة التي يتبناها الإنسان تشكل أساساً جوهرياً في معركة التحرر"، مشيرة إلى أن مواجهة الجماعات الظلامية تتطلب نضالًا متعدد الأبعاد.
وفي ختام حديثها أكدت قادر كارا، أن الصحفيين في مركز الشهيد رستم جودي سيواصلون السير على نهج الشهداء الذين ضحوا من أجل صحافة حرة، فأعمالهم ستُترجم إلى انتصارات ملموسة في سبيل الحرية والكرامة.