المرصد العالمي للجوع: سيناريو المجاعة في غزة يتكشف يوماً بعد أخر

في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة، كشفت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل أعلى معدل شهري لسوء التغذية الحاد بين الأطفال منذ بدء الحرب، بعد تسجيل نحو 12ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد.

مركز الأخبار ـ اندلعت الحرب بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس في تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأسفرت عن مقتل وإصابة آلاف المدنيين، فضلاً عن تدمير شبه كامل للبنى التحتية وخروج المراكز والمستشفيات عن الخدمة والذي يهدد حياة من تبقى بالخطر.

أفاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أمس الخميس السابع من آب/أغسطس، أن قطاع غزة شهد أعلى معدل شهري لسوء التغذية الحاد لدى الأطفال مع ارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع في القطاع، مشيراً إلى أنه تم تشخيص قرابة 12ألف طفل دون سن الخامسة على أنهم يعانون من سوء التغذية الحاد في غزة، وهو أعلى رقم شهري يتم تسجيله على الإطلاق.

وأوضح المدير أن 99 شخصاً على الأقل فقدوا حياتهم بسبب سوء التغذية منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية تموز/يوليو الفائت، وهم 64 بالغاً و35 طفلاً، من بينهم 29 دون سن الخامسة، مشدداً على ضرورة تقديم كميات أكبر من المساعدات ودون انقطاع عبر جميع الطرق الممكنة.

وأشار ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية، إلى أن إجمالي حجم الإمدادات الغذائية لا يزال غير كاف على الإطلاق لمنع المزيد من التدهور، مؤكداً أنه يجب تكثيف الإمدادات.

وكان المرصد العالمي للجوع، قد أكد أن سيناريو المجاعة يتكشف في القطاع يوماً بعد أخر، حيث يتفشى الجوع ويموت الأطفال لأسباب تتعلق بالجوع ويجري تقييد وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر بشدة.

وندد فريق من خبراء الأمم المتحدة بتصعيد القوات الإسرائيلية لحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين في غزة، داعين المجتمع الدولي إلى إنهاء تواطؤه في مواجهة الفظائع الإسرائيلية، مؤكدين أن أوامر التهجير التي أصدرتها القوات الإسرائيلية استهدفت آخر معاقل الاستجابة الإنسانية الدولية في غزة.

وقال الخبراء إن القوات الإسرائيلية استخدمت التجويع كسلاح وحشي في الحرب، وهو ما يعد جريمة بموجب القانون الدولي، مشيرين إلى أن أكثر من ربع سكان غزة، يواجهون المجاعة، بينما يعاني باقي السكان من مستويات طوارئ من الجوع.

وحذر الخبراء من أن أوامر التهجير قد أجبرت كامل السكان الناجين في القطاع على التكدس، فيما لا يتجاوز 12% من أراضي القطاع، معتبرين أن المقترحات الإسرائيلية لنقل سكان غزة قسراً إلى ما يسمى بالمدينة الإنسانية، على الحدود مع مصر لا يمكن اعتبارها سوى محاولة لإنشاء معسكر اعتقال بظروف قاسية.

وطالب الخبراء المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الفلسطينيين ومحاسبة القوات الإسرائيلية، مؤكدين أن الإبادة الجماعية المستمرة ممكنة بفضل تواطؤ الدول التي تحمي إسرائيل من العواقب السياسية والدبلوماسية لأفعالها.