في مواجهة العنف والنزوح... "ستيرك" تضع الأطفال في قلب أولوياتها
أكدت جوليا خلو، منسقة منظمة "ستيرك" لحماية ومراقبة حقوق الأطفال، أن حماية الأطفال تُعد من أولى أولويات عملهم، مشيرةً إلى أن المنظمة تبذل جهوداً حثيثة لحماية الأطفال اللاجئين من مظاهر العنف والانتهاكات، والسعي نحو تعزيز صحتهم النفسية واستقرارهم العاطفي.

زينب عيسى
قامشلو ـ تنظم منظمة "ستيرك" لحماية ومراقبة حقوق الأطفال في إقليم شمال وشرق سوريا، ندوات توعوية وأنشطة تعليمية متنوعة، إلى جانب حماية الأطفال من الانتهاكات وضمان حقوقهم، وتولي اهتماماً خاصاً بالأطفال اللاجئين من عفرين وشهباء إلى قامشلو، وتسعى لتوفير بيئة آمنة لهم وتحسين صحتهم النفسية.
حماية الأطفال النازحين من عفرين إلى الجزيرة
أوضحت جوليا خلو، منسقة منظمة "ستيرك" لحماية ومراقبة حقوق الأطفال، أن الهدف الأساسي من عمل المنظمة يتمثل في حماية حقوق الأطفال، بما يشمل حقهم في التعليم، والرعاية، والعيش بأمان داخل مجتمع يسوده الاستقرار.
وأكدت أن من أبرز المهام التي تضطلع بها المنظمة هي تأسيس مجموعات خاصة بالأطفال، حيث يتم من خلالها مراقبة أوضاعهم النفسية والاجتماعية والعائلية.
وفي سياق حديثها، سلّطت الضوء على الهجمات التي طالت مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، مشيرةً إلى تصاعد وتيرتها في 27 آذار/مارس 2024، لا سيما في منطقة الشهباء، نتيجة للهجمات المكثفة التي شنّتها الدولة التركية، موضحةً أن اللاجئين الذين نزحوا من مدينة عفرين إلى شهباء اضطروا لاحقاً إلى النزوح مجدداً نحو منطقة الجزيرة بسبب استمرار تلك الهجمات.
وبيّنت أن الأطفال خلال رحلة اللجوء تعرضوا لأشكال متعددة من العنف والانتهاكات، حيث شهد بعضهم مقتل أمهاتهم، آبائهم، إخوتهم وأخواتهم أمام أعينهم، مما خلّف آثاراً نفسية عميقة لديهم "نحن في منظمة ستيرك تحركنا فوراً لحماية هؤلاء الأطفال ومراقبة أوضاعهم، وقدمنا الدعم للاجئين الذين وصلوا إلى منطقة الجزيرة، من خلال توفير الملابس الشتوية وتوزيعها عليهم".
أنشطة ترفيهية وتوعوية لحماية الأطفال من آثار النزوح
وتابعت "بعد فترة وجيزة، تم تأسيس مجموعات خاصة بالأطفال اللاجئين، حيث بدأنا بمراقبة أوضاعهم داخل هذه المجموعات، كما قمنا بإعداد برامج تعليمية لهم، وخصصنا لجنة مختصة لمتابعة حالاتهم النفسية، حيث يتم اللقاء بهم وتقديم العلاج اللازم للتخفيف من آثار التجارب المؤلمة التي مرّوا بها، بهدف تحسين حالتهم النفسية".
أكدت جوليا خلو أن منظمة "ستيرك" تواصل التزامها بدعم الأطفال في مختلف الظروف، مشددةً على أن هدفهم الأساسي هو مساعدة الأطفال الذين يعيشون في أوضاع غير مستقرة "نحن في منظمة ستيرك سنظل دائماً إلى جانب هؤلاء الأطفال، وسنقدم لهم الدعم اللازم للخروج من تلك الظروف الصعبة، سننظم لهم أنشطة متنوعة، نأخذهم إلى الشوارع والحدائق، ونوفر لهم أماكن للعب والترفيه، حيث يتعلمون فنون التسلية والمرح".
وأضافت "كما نقيم ندوات توعوية تهدف إلى حمايتهم من الأمراض، ونشجعهم على الاهتمام بصحتهم، ونعقد لقاءات مع عائلاتهم لمراقبة أوضاعهم النفسية والاجتماعية داخل الأسرة".
"أبوابنا مفتوحة لكل طفل يعاني"
وأوضحت أنه "في الوقت الحالي، نشهد تصاعداً في الصراع داخل مدينة السويداء، حيث يتعرض السكان لهجمات عنيفة، وقد ناشد أهالي المنطقة قوات سوريا الديمقراطية لتقديم الدعم والمساعدة، وفتح الطريق أمامهم للانتقال إلى مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، ومع بدء موجة النزوح من أبناء الطائفة الدرزية، نحن في منظمة ستيرك مستعدون لتلبية جميع احتياجاتهم، وتقديم الحماية والرعاية للأطفال منهم"، مختتمةً حديثها بالتأكيد على أن "أبواب منظمة ستيرك مفتوحة أمام جميع الأطفال، دون استثناء".