من داخل أفران كويه حكايات نساء يخبزن الأمل

في مدينة كويه بإقليم كردستان، ورغم محدودية فرص العمل، لا سيما للنساء، فإنهن يواصلن الكفاح ويشاركن في مختلف المهن، مثل إعداد اللبن وبيع البرتقال، لتأمين سبل عيش كريمة.

شيا كويي

كويه ـ رغم قلة فرص العمل في مدينة كويه واعتماد معظم سكانها على الرواتب الحكومية، برزت صناعة الخبز كمصدر رزق أساسي للنساء، فقد انتشرت المخابز بشكل واسع، يعمل في كل منها عدد كبير من النساء، بينهن خريجات جامعيات وأرامل، هذا القطاع وفّر لهن فرصاً حقيقية للتمكين الاقتصادي رغم استمرار بعض النظرات المجتمعية السلبية.

 

امرأة تكسر قيود الحاجة وتبني حياة

نارنج رفيق امرأة مثابرة لم تجد عملاً دائماً أو وظيفة حكومية في كويه، فتنقلت بين عدة أعمال حتى استقرت في أحد المخابز، بدأت بمشروعها الخاص، لكنها اضطرت لاحقاً لإغلاقه، وتعمل الآن في المخبز كموظفة فيه لساعات طويلة تمتد من الظهر حتى المساء، ورغم التعب، تواصل العمل بإصرار لتربية ستة أطفال بكل عناية ومسؤولية.

نارنج رفيق رفضت أن تكون تحت رحمة الظروف أو تنتظر المساعدة من أحد، حتى من الحكومة، عملت كمساعدة طبية في مستشفى لأربع سنوات، إلى موظفة في جامعة كويه لثلاث سنوات، مروراً بخدمة الشاي في مؤسسات مختلفة، وكل ذلك لتضمن ألا تمد يدها لأحد.

واليوم، تعمل في مخبز منذ سنتين، وتعتبره مصدر فخر لأنها استطاعت تربية ستة أطفال وحدها حتى أصبح لكل منهم بيت مستقل.

ترى أن المرأة الكردية لا تقل حرية أو قوة عن الرجل، بل تتفوق عليه في الاستقلالية "لو لم أكن حرة، لاضطررت لطلب المساعدة بعد ثلاثة أشهر من انقطاع الرواتب، لكنني لا أقبل أن أكون تحت رحمة أحد".

في عملها، تخبز حسب طلب الزبائن بأنواع مختلفة، ويعمل معها فريق من ثمانية أشخاص، ينتجون يومياً ما بين 150 إلى 200 رغيف، رغم تراجع السوق بسبب تأخر الرواتب.

وفي ختام حديثها، وجهت نارنج رفيق دعوة صادقة للنساء "المرأة التي تبقى في المنزل تُصاب بالكآبة، أما التي تخرج للعمل تشعر بالسعادة، نحن هنا نتحدث ونتبادل الأفكار يومياً، لذلك أتمنى أن تسعى كل امرأة لامتلاك عمل خاص بها، دون الاعتماد على أحد، حتى الحكومة".

 

شونم إسكندر تصنع الخبز والأمل لثماني نساء

بدأت شونم إسكندر رحلتها في صناعة الخبز قبل ثماني سنوات، تعمل في مخبز صغير، ثم قررت أن تؤسس مشروعها الخاص، واليوم، تدير مخبزاً تعمل فيه ثماني نساء ضمن مجموعتين، وتفخر بجودة العمل الذي يقدمنه، حيث يحظى خبزهن بإعجاب الزبائن.

تهتم شونم إسكندر بالنظافة بشكل كبير، وتعتبرها أساس النجاح في هذا المجال، مؤكدةً أن أي خلل في نظافة المكان أو الأدوات يؤثر على الطعم ويبعد الزبائن، ورغم صعوبة العمل، ترى فيه مصدر فخر وسعادة، خاصة حين تتمكن من تلبية طلبات أطفالها دون تردد.

وفي ختام حديثها، دعت النساء إلى العمل خارج المنزل، مؤكدةً أن العمل يمنحهن القوة والراحة النفسية، ويساعدهن في بناء مستقبل أفضل لعائلاتهن.