وعي النساء بحقوقهن الإنجابية والجنسية محدود

يسلط مشروع "نحن نغير، نحن صناع الأمل" الضوء على موضوع الصحة الجنسية والإنجابية ويهدف إلى إدماج الشباب/ات في الحياة العامة من خلال تهيئة بيئة ملائمة تساعد في تطوير وتحسين وصولهم للرعاية الصحية.

إخلاص الحمروني

تونس ـ يعتبر التوعية بالصحة الإنجابية والجنسية خاصة في المناطق النائية والريفية أمر ضروري، لأنها تعد من المواضيع المحاطة بالصمت وتشبه إلى حد ما المحرمات أو المواضيع المسكوت عنها، الأمر الذي يحد من انتشار وعي النساء بهذه القضايا.

تقول منسقة مشروع "نحن نغير، نحن صناع الأمل" سنية عماري، أن المشروع يسلط الضوء على موضوع الصحة الجنسية والإنجابية ويهدف إلى إدماج الشباب والشابات في الحياة العامة من خلال تهيئة بيئة ملائمة تساعد في تطوير وتحسين وصولهم للرعاية الصحية وتمتعهم بحقوقهم الجنسية والإنجابية بولاية سيدي بوزيد "إن الخوض في مثل هذه المواضيع يعتبر صناعة أمل للشابات خاصة أنها من المواضيع الهامة والمسكوت عنها ولا بد من توعيتهن لتعرفن حقوقهن وواجباتهن وحماية أنفسهن".

وأوضحت أن هذا المشروع انطلق منذ بداية نيسان/أبريل الماضي، ويستمر إلى نهاية نيسان/أبريل 2025، وتنظمه جمعية الفعل المسرحي بالشراكة مع دار الثقافة بجلمة والمجمع النسائي التنموي الفلاحي بسوق الجديد "البطومات" والديوان الوطني للأسرة والعمران البشري.

ويساهم مشروع "نحن نغير، نحن صناع الأمل" في إدماج الشبان والشابات في الحياة العامة من خلال تهيئهم على تطوير وتسهيل ولوجهم إلى خدمات الرعاية الصحية وتمتعهم بحقوقهم الجنسية والإنجابية بولاية سيدي بوزيد، وفق ما أوضحته سنية عماري.

وتبرز أهمية هذا المشروع في قدرته على تناول المواضيع المسكوت عنها ويصعب مناقشتها في الفضاءات العامة والأماكن الخاصة قائلة "نرى أن تقديم مثل هذه المعلومات أمر مهم جداً ويؤثر إيجابياً على نساء هذه المنطقة بشكل كبير ويكسبهن وعياً بمستجدات موضوع الصحة الإنجابية ويدعم حقوقهن الجنسية"، مؤكدةً أن النساء ذوات مستوى تعليمي لديهن وعي أكبر بهذه القضايا، أما المقيمات في المناطق الداخلية ذات التعليم المتوسط، فإن معرفتهن بهذه القضايا تبقى محدودة، لذلك يجب تعاضد مجهودات المجتمع المدني (جمعيات) ومؤسسات الدولة لتساهم معاً من أجل حصولهن على المعلومات الصحية والجنسية سواءً من خلال وسائل الإعلام والبرامج التثقفية التوعوية والتحسيسية.

وأشارت إلى أن ثقافة المجتمع والقيم الثقافية الاجتماعية تلعب دوراً مهماً في تحديد قياس مدى وعي النساء بحقوقهن الإنجابية وخاصة الجنسية في المجتمع الريفي المحافظ، لأنها تعد من المواضيع المحاطة بالصمت وتشبه إلى حد ما المحرمات أو المواضيع المسكوت عنها، الأمر الذي يحد من انتشار وعي النساء بهذه القضايا.

ولمحاربة نقص هذا الوعي، قالت إن الخدمات الصحية المتوفرة من تحسيس والتوعية بالصحة الإنجابية التي تؤمنها العيادات أو مندوبية المرأة، تلعب دوراً أساسياً في إنارة عقول النساء بالقضايا المحاطة بالصمت وهي القضايا التي لا يتم التطرق إليها في الفضاء العام ولا يتم مناقشتها بصوت عالي.

وفي سياق حديثها، لفتت إلى أن بعض مؤسسات الدولة مثل العيادات والمستشفيات تقدم خدمات صحية تثقيفية تساعد على تعزيز الوعي والفهم لدى النساء، كما يقوم المجتمع المدني بهذا الدور التوعوي وخصت بعض الجمعيات النسوية التي تنظم حملات ومبادرات على غرار مشروع "نحن صناع الأمل" الذي لعب دوراً كبيراً في تثقيف النساء بهذه القضايا المسكوت عنها.

وقالت إن هناك جهود مكثفة لتوعية النساء والفتيات القاطنات في المناطق الريفية، بهذه القضايا ولكن يبقى الوضع بحاجة مستمرة وملحة لبذل المزيد من الجهود التوعوية لضمان ولوج جميع النساء لخدمات الصحة الإنجابية ومناقشته بصوت عال، لتصبح لديهن القدرة والمعرفة الكافية بهذه المواضيع واتخاذ قرارات صحية لا تضر صحتهن.

وأكدت أن المشروع اختار الفئة العمرية من 18 وما فوق كعينة للعمل معهن، لإكسابهن معرفة ووعي بمختلف جوانب قضايا الصحة الإنجابية والجنسية على حد سواء لضمان وقايتهن من هذه المخاطر.

 

 

"من الضروري التطرق إلى الصحة الانجابية والجنسية ومناقشته في الفضاء العام"

من جهتها قالت المشاركة في المشروع نعيمة السحيمي من سيدي بوزيد "شاهدت عرض مسرحي يهدف إلى توعية الشباب/ات بأهمية تمتعهم بحقوقهم الجنسية والإنجابية قدم مجموعة من المعلومات والعواقب الوخيمة التي يمكن أن تترتب عن الممارسات السلبية المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية، واختتم بحلقة نقاش مع ممثل الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري".

واعتبرت أن محاولة إدماج الشابات في الحياة العامة وخاصة بالأمور المتعلقة بالصحة الإنجابية والعلاقات الجنسية موضوعاً قيماً، لأن بعض المناطق شهدت عام 2024 انتشار العلاقات غير الشرعية والتي كانت لها عواقب وخيمة وصلت حد تسجيل عدد من الوفيات، بسبب قله الوعي ونقص المعلومات فيما يتعلق بالموضوعين.

وأضافت "إننا نعيش في مجتمع محافظ تنقصه الكثير من المعلومات وبالتحديد ما الذي يستوجب القيام به عند مواجهة بعض المواقف مثل متطلبات الحياة الزوجية ومسؤولية المرأة الجنسية وفيما بعد الإنجابية، لأننا في مجتمع ريفي لا تتناقش المرأة مع ابنتها ولا مع أخواتها في مثل هذه المواضيع التي تعتبر خادشة للحياء".

وأوضحت أن طبيعة الفتيات في هذه المناطق خجولة ولا تتطرقن لمثل هذه المواضيع ولا يطرح الأسئلة لفهم طبيعة هذه المواضيع "من الضروري القيام بتوعية الفتيات وتحسسيهن وخاصة الشابات في سن المراهقة وما بعد المراهقة لتكن مستعدات للدخول إلى معترك الحياة الزوجية، وهن على دراية بحقوقهن ولهن ثقافة في هذه المواضيع، من أجل ألا تتعرضن لمشاكل من هذا النوع مستقبلا".

ولفتت إلى أن التطرق إلى مثل هذه المواضيع هام ويجب مناقشته في الفضاء العام سواء مع جمعيات المجتمع المدني أو مؤسسات الدولة، لأنه جزء من الحياة العامة وعدم مناقشته يعد خطراً على النساء الريفيات اللواتي لا تملكن الكثير من المعلومات وتجهلن بعض التفاصيل لاسيما الشابات اللواتي تجهلن تفاصيل الثقافة الجنسية، وذلك يجعلهن معرضات لعيش علاقات غير شرعيه الذي يجعلها تعاني أزمة نفسية والكثير من المشاكل مع العائلة والمجتمع، مطالبة بتوفير المزيد من الحملات التوعوية لصالح فتيات ونسوة المناطق الداخلية من أجل تحسين وضعيتهن والدفاع عن حقوقهن وحمايتهن من الأمراض التي انتشرت كثيرا في تونس.