'التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية تؤثر على الصحة النفسية للنساء'

تتعرض النساء بشكل عام للإرهاق النفسي وتغيير المزاج بسبب طبيعتهن الفيسيولوجية، إلا أن الخطر يزداد لدى النساء اللواتي تعشن في المناطق المتضررة من النزاع أكثر من النساء اللواتي تعشن في بلدان آمنة ومستقرة.

حنان حارت

المغرب ـ تنتشر الكثير من الأمراض النفسية بين النساء، وذلك لاختلاف طبيعتهن الفسيولوجية التي تتغير بعد المرور بمواقف مؤلمة أو بعد الحمل والولادة أو حتى خلال أيام الدورة الشهرية، أو حينما يمارس عليهن العنف، ما يجعلهن أكثر إصابة بالاكتئاب والتقلبات المزاجية الحادة، والحزن والقلق والتوتر.

أكدت الأخصائية النفسية والفاعلة الجمعوية، شيماء أبلق أن زيارة الطبيب النفسي أو الاخصائي النفسي لم يعد من التابوهات في المجتمع المغربي، خاصة لدى النساء "لقد تغيرت نظرة المجتمع للأمراض النفسية، فعام تلو الأخر نرى أن هناك وعي لدى الأهالي بتزايد الإقبال على زيارة الأخصائيين النفسيين".

وأضافت "لا يمكن تحديد سبب واحد لتراجع الصحة النفسية للأشخاص، فمع كل الضغوط المعيشية والأسرية التي يتعرض لها الأفراد، تزداد أهمية الطب النفسي باعتباره حلا للأزمات الناتجة عن كل المعاناة التي تواجه الإنسان في حياته اليومية، إضافة إلى أهميته الكبيرة في مكافحة آثار التحرش والعنف والتمييز والاغتصاب الذي تتعرض له المرأة في مجتمعاتنا".

وحول أشكال الاضطرابات النفسية التي تعاني منها النساء وهل هن أكثر عرضة للإصابة بها أوضحت "أثبتت الأبحاث والإحصائيات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية مقارنة بالرجال، وذلك لعدة عوامل فالصحة النفسية للنساء تتأثر أولاً مع اقتراب موعد الدورة الشهرية، حيث يؤثر ارتفاع وانخفاض الهرمونات على الحالة المزاجية للمرأة، ما قد يؤدي إلى حدوث بعض الأعراض بنسب متفاوتة منها الحزن والقلق والانفعال والاضطرابات في النوم، كما أن الصحة النفسية لبعض الأمهات الحديثات يمكن أن تتأثر أيضاً بسبب إصابتهن باكتئاب أثناء الحمل وما بعد الولادة".

وبينت أن أكثر الأمراض النفسية شيوعاً، تكون من حالات الاكتئاب، والقلق النفسي والخوف المرضي، إضافة إلى مرض الفصام والاضطراب ثنائي القطب والوسواس القهري "يمكن أن يظهر الاكتئاب في صورة مرض من هذه الأمراض: كالاكتئاب الشديد، والاضطراب ثنائي القطب، واكتئاب ما بعد الولادة، واضطرابات الهلع عند النساء".

وترى أن حالات الضغط النفسي بين النساء تزداد أكثر حين تعرضهن للعنف والاغتصاب والتحرش والعنف الرقمي الذي أضحى ظاهرة في المجتمع المغربي وتتعرض له النساء أكثر من الرجال.

وقالت إن الصحة النفسية للنساء تتأثر كذلك نتيجة عمل المرأة طوال الوقت وبذلها لمجهودات في المجتمع بدون أن تأخذ حقها المشروع في أن تعيش كإنسانة متساوية مع الرجل "لا تزال النساء، أكثر عرضة من الرجال لتولي المسؤوليات بشكل يومي، والتي تكون غالباً على شكل أعمال منزلية غير مدفوعة الأجر، فكل هذه الأشياء يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الإرهاق والضغط النفسي لدى النساء".

وحول تأثير النزاعات والكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية على الصحة النفسية للنساء، قالت إنه "خلال السنوات الأخيرة تراجعت الصحة النفسية للنساء في المنطقة، كما تأثرت صحتهن مع انتشار جائحة كورونا عام 2020، بالإضافة إلى الظواهر الطبيعية التي عرفتها مجموعة من البلدان كالزلزال الذي ضرب المغرب، والإعصار في ليبيا والتغيرات المناخية المتمثلة في الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة".

ولفتت إلى أن الأشخاص غالباً ما يعانون في ظل الظروف الصعبة من اضطراب ما بعد الصدمة، إلا أن النساء تكن أكثر عرضة بمرتين للإصابة بالأمراض النفسية "اضطراب ما بعد الصدمة له تأثير كبير على كيفية إدراكهن للعالم وأنفسهن".

ودعت الأخصائية شيماء الأبلق النساء إلى التعبير عما يدور في أنفسهن، وأن تبحثن عن المساعدة، مشيرة إلى أنه عندما تتمتع النساء بصحة نفسية جيدة، فإنهن سيتمكن من العيش بشكل مستقل وأفضل.