سودانيون في مواجهة الحرب والمرض
بالتزامن مع استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي اندلعت في الخامس عشر من نيسان/أبريل 2023، انتشرت العديد من الأمراض والأوبئة في البلاد ليواجه السكان المرض والحرب معاً.
آية إبراهيم
السودان ـ تعيش السودان أزمة صحية حادة نتيجة تفشي وباء الكوليرا في عدد من الولايات وسط ظروف صعبة تتفاقم بفعل الحرب الدائرة في البلاد، مما يجعل الوضع أكثر خطورةً مع تفاقم حالات الوفيات والإصابات بالكوليرا.
وسط تفاقم أزمات النازحين من القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أعلن وزير الصحة في السودان في وقت سابق عن تفشي وباء الكوليرا نتيجة للأوضاع البيئية التي تعيشها البلاد، والمياه غير صالحة للشرب في عدد من المواقع.
وحول ذلك قالت الدكتورة آية خالد، إن هناك حالات للإسهالات المائية منتشرة في جميع أنحاء السودان وتتمثل أعراضها في إسهال حاد يمكن أن يصاحبه مغص وانخفاض في ضغط الدم، مشيرةً إلى أن مستشفيات الجزيرة اسلانج، السروراب، النو، الخرطوم، استقبلت العديد من هذه الحالات.
ونوهت إلى أن تركيزهم الآن ينحصر في الحالات الفاقدة للسوائل "حتى يتم تحديد التشخيص، لابد من الفحص ويتم تشخيص الحالات بمرض يسمى (قارضيا) وبعضها كوليرا التي يكون لديها نوع محدد من الإسهال ولا يصحبه ألم خلاف عن الإسهال الذي يصاحبه مغص".
وحول كيفية التعامل مع الحالات أوضحت، أنهم يقفون على العلامات الحيوية مثل ضغط الدم، ومن ثم تجري المحاولات لتعويض فاقدي السوائل، لافتةً إلى أن تقييم الحالة يتم حسب الأعراض، خاصةً أن هناك حالات تتطلب إعطاء مضاد حيوي، كما هناك أشخاص يتأثرون بشكل أكبر خاصةً الأطفال تحت سن الخامسة وتكون نسبة الوفيات عالية بينهم.
في وقت سابق تم الإعلان عن وفاة 22 شخصاً، وإصابة المئات بوباء الكوليرا في ولاية كسلا شرق البلاد وسط صعوبات جمة لمكافحة المرض، نتيجة غياب الإمكانات والفقر وتفاقم الوضع الإنساني.
من جانبها قالت الأستاذة في جامعة "غاردن سيتي" سلوى غالب، إن الحرب أسوأ كلمة في قاموس اللغة العربية، لأنها مدمرة للمجتمع والنفس البشرية ومن ممارستها التشرد وانتشار الأوبئة مع قلة دخول المساعدات الإنسانية لمنطقة النزاع.
وترى أن انتشار الأوبئة نتج عن كثرة الجثث والمياه الملوثة، لافتةً إلى أن المنتجات المتواجدة بالأسواق قد تكون ملوثة وغير صالحة للاستخدام لكن لا خيار لديهم "إن الأوبئة يمكن أن تنتقل من مناطق العمليات إلى المناطق الآمنة كذلك التي ينزح إليها المواطنون، لأن المناطق التي ينزحون إليها تكون غير مؤهلة خصوصاً دور الإيواء، لكن الخلاف يبقى في توفير العلاج في المنطقة الآمنة خلافاً عن مناطق النزاعات".
وفي الولاية الشمالية، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 260 حالة إصابة بمرض التهاب الجلد البكتيري ما يسمى "أبو الصميق" في عدد من أنحاء الولاية، كما أنه سريع الانتشار والعدوى وتكمن الوقاية منه في اتباع الإرشادات المتمثلة في عدم ملامسة المريض أو الاحتكاك به أو استخدام أغراضه الشخصية.
وفي بعض المناطق بالولاية الشمالية تم اكتشاف العديد من حالات الإصابة بمرض في العين، أعراضها تتمثل في احمرار العين وارتفاع درجة حرارة الجسم، كما أنه سريع العدوى وهناك عدد من الأسر أصيبت بشكل كامل.
وتقول المهندسة سلوى سيد جمعة التي نزحت إلى الولاية الشمالية من العاصمة الخرطوم ومنها إلى مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر شرق البلاد، إن الولاية الشمالية احتوتهم وقدمت لهم الكثير من المساعدات للتخفيف عنهم مما يمرون به من ظروف، مضيفةً أن الولاية الشمالية واجهت تغيرات مناخية بشكل كبير من سيول وأمطار، أدت إلى تضرر السكان وظهرت العديد من الأمراض بالتزامن مع ذلك مثل الكوليرا وملتحمة العين.