الصحة الإنجابية... ضرورة حياتية للمرأة لتنمية وعيها

بهدف تسليط الضوء على أهمية التقيُد بمفهوم الصحة الإنجابية الذي سيساهم في بناء أسرة سليمة ومعافى، أطلقت هيئة الصحة في مقاطعة الطبقة بإقليم شمال وشرق سوريا دورة توعوية بمفهوم الصحة الإنجابية.

يسرى الأحمد

 الطبقة ـ بات من الضرورة الملحة تعرف المرأة على كيفية الحفاظ على صحتها الجسدية والنفسية، وتعزيز فكرها بالتوعية بمفهوم الصحة الإنجابية لبناء أسرة سليمة وبالتالي مجتمع معافى.

الصحة وفقاً لتعريف منظمة الصحة العالمية هي الوصول إلى حالة من اكتمال السلامة البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية وليست مجرد الخلو من المرض أو العجز، وتشمل الصحة الإنجابية العادات الشخصية الصحية بما في ذلك عملية الإنجاب والوظيفة الإنجابية وطريقتها في جميع مراحل الحياة، والصحة الإنجابية تتضمَّن السلامة البدنية والنفسية فهي حق لكل فرد، والأساس لبناء بيئة أسرية سليمة وآمنة.

الزواج المبكر والولادات المتتالية إضافة إلى نوع عمليات الولادة جميعها أمور تقوم بها المرأة دون إدراك ما تحمله من تداعيات وتبعات سلبية تؤثر على صحتها النفسية والجسدية، وبهدف تسليط الضوء على مخاطر وأضرار هذه العادات نتيجة عدم اهتمام المرأة بصحتها، أطلقت هيئة الصحة في مقاطعة الطبقة دورة توعوية بمفهوم الصحة الإنجابية وضرورة التقيد بقواعده الصحية للوصول إلى بيئة وأسرة سليمة ومعافى.

وعن الهدف من التدريبات التوعوية بمفهوم الصحة الإنجابية قالت المشرفة على التدريب روز الحسو بمقاطعة الطبقة "استهدفنا جميع النساء في المؤسسات والمستقلات عن طريق التنسيق مع كومينات الأحياء، تتضمن الدورة التدريبية محاضرات وورشات عمل يتم فيها طرح مواضيع مختلفة تهم صحة المرأة أبرزها الصحة الإنجابية وطرق الولادة وتربية الأطفال، كما تم فيها طرح المخاطر والتداعيات نتيجة عدم اهتمام المرأة بصحتها".

وعما تناولته الدروس من مواضيع بينت أن "أبرز المحاضرات كانت حول التعريف بمفهوم الصحة الإنجابية وتوعية المرأة بأهمية التقيد والالتزام بقواعده كونه السبيل الوحيد لحماية صحتها، فعليها أن تعرف كيف تحمي نفسها، حيث يجب على الأقل مرور عامين أو أكثر ما بين كل ولادة وأخرى، فالولادات المتتالية لها آثارها سلبية على جسدها فقد يرافق ذلك ظهور أمراض ومشاكل صحية أيضاً".

أما عن الفرق بين طرق الولادة الطبيعي والقيصرية قالت "الأولى أفضل وأكثر صحية، والنساء بتن في الوقت الراهن تفضلن الولادة القيصرية دون إدراك أو وعي بما قد تخلفه من تبعات مع مرور الوقت مثل التصاقات الرحم وظهور آلام المفاصل والظهر، كما أن عملية القيصرية لها عدد محدد من الولادات".

 وحول أهمية هذه التدريبات للمرأة أكدت روز الحسو "كونها نصف المجتمع والمربي للنصف الأخر، من المهم أن تخضع لهذه التدريبات لتعرف كيف تحمي نفسها وتحافظ على صحتها، فهي العامل الأكبر في التأثير على المجتمع إما بشكل إيجابي أو سلبي وتشكل الحلقة الأبرز في تربية ورعاية الأجيال".

وعن درجة اهتمام النساء بالتدريب "حصد التدريب مشاركة واهتمام كبير من العديد من النساء والفتيات، كونه يساهم في تعزيز ثقافتهن الصحية إلى جانب الحياة الزوجية، فقد تعلمن الفرق قبل وبعد خوض النساء لهذا التدريب، فقد تمكنا من ترسيخ ونشر المفاهيم والقواعد الصحيحة للصحة الإنجابية والتعريف بالمفاهيم والطرق الغير صحية التي تقوم بها المرأة دون علمها بأنها ستؤثر وتدمر صحتها سواء في الوقت الراهن أو في المستقبل، لتتمكن من ممارسة حياتها بشكل طبيعي وصحي".

ودعت روز الحسو في نهاية حديثها جميع النساء إلى التعرف على كيفية الحفاظ على صحتها وحماية نفسها باعتبارها الأم التي ستربي الأجيال القادمة، وذلك لن يحدث إلا إذا كانت واعية ومثقفة صحياً، "انصحها أن تتقيد بجميع قوانين وقواعد الصحة الإنجابية، واتباعها للطرق وأساليب الصحة الإنجابية إضافةً لنظام الغذاء والحمية والرياضة، فالوقاية خير من العلاج".

وعن سبب انضمامها الى التدريب أوضحت آلاء سليمان "أردت رفع مستوى ثقافتي ومخزون معلوماتي الصحية خاصة في مجال الصحة الإنجابية، ولكي اطلع واتعرف على الأمور التي كنت أجهلها من قبل، ولكي أكون قادرة على إفادة غيري من النساء وتقديم النصائح والإرشادات الصحية سواء في عائلتي أو محيطي".

وعن أهمية التدريب قالت إنه "سيساهم في رفع مستوى التثقيف الصحي للمرأة، كون المجتمع والمرأة يفتقران إلى هذا الجانب وخاصة الصحة الإنجابية، كما أنه يوجد العديد من النساء اللواتي تحملن وتنجبن دون معرفة الأضرار والمخاطر التي تحيط بصحتهن وذلك لعدم تقيدهن بقواعد الصحة الإنجابية ولعدم معرفتهن بها".

وعن أبرز الأسباب التي قد تضع المرأة الحامل وجنينها في خطر أوضحت "منها حمل الأشياء الثقيلة أو العمل الشاق المستمر يزيد من احتمالية حدوث إجهاض للجنين، إضافةً إلى الإفراط في تناول العقاقير الدوائية قد يسبب في ظهور تشوهات خلقية منها خلع الولادة".

وأضافت آلاء سليمان أنه "من خلال الدروس تمكنا من التعرف على الفرق ما بين الولادة الطبيعية والقيصرية، وأيهما الأفضل للصحة النفسية والجسدية وأن الأضرار الناجمة عن الولادة القيصرية تظهر مع مرور الوقت".

وأكدت أنه يقع على عاتق المرأة الاهتمام بصحتها النفسية "فترة الحمل حرجة لذا يجب أن تعرف المرأة كيف تحافظ على التوازن بين جسدها ونفسيتها والابتعاد عن الاضطرابات النفسية التي قد تسبب لها القلق والتوتر وبالتالي سيؤثر ذلك على صحة الجنين ما قد يسبب حدوث ولادة مبكرة". 

ودعت جميع النساء للانضمام إلى هذا النوع من التدريب "يجب أن يكون للمرأة خلفية واسعة من المعلومات الصحية وأن تولي أهمية ورعاية كبيرين لصحتها وأن تتعرف على مفهوم الصحة الإنجابية، لذا من الضروري أن تنضم إلى هكذا تدريبات مهمة".

 وعن الدروس التوعوية التي يتضمنها التدريب قالت المتدربة أمينة العبد "تلقينا العديد من هذا النوع من الدروس في جميع الجوانب والظواهر الاجتماعية التي تعاني منها المرأة في المجتمع، أبرزها الزواج المبكر والمخاطر الصحية الناجمة عنه إلى جانب المخاطر النفسية، ففي هذا العمر بنيتها الجسدية تكون غير مكتملة أو غير قادر على الحمل والإنجاب، ومشاكل وأضرار الإجهاض المتتالي والذي يسبب في تأخر الولادة أو العقم لدى المرأة".

وحول أهمية التدريب أكدت أنها "لم نكن على دراية بماهية مفهوم الصحة الإنجابية وأهميته بالنسبة للمرأة، أما اليوم وبعد توعيتنا فكرياً وعلمياً بتنا قادرين على تجنب الأمور الصحية الخاطئة، والالتزام بالطرق الصحيحة ضمن قوانين الصحة الإنجابية".

ووجهت أمينة العبد رسالة لجميع النساء أكدت فيها "يجب على المرأة أن تكسر قيود العادات والتقاليد البالية والمفاهيم الاجتماعية الخاطئة التي تفرض عليها الزواج بعمر مبكر خوفاً من العنوسة، فيجب عليها أن توعي نفسها من الجانب التثقيفي لتتمكن من توعية مجتمعها بمخاطر هذا الزواج والذي سيكون سبب في تدمير صحتها".

وأكدت أنه "هناك نساء في المنزل لا تسمح لهن ظروفهن بالانضمام للتدريبات لذا يقع على عاتقنا أن ننشر مفهوم الصحة الإنجابية وتوعيتهن للحفاظ على سلامة صحتهن الجسدية والنفسية، وأحث جميع النساء للانضمام إلى التدريب وتوعية فكرهن أكثر".