ضعف الرعاية الطبية تؤثر على صحة الأم وجنينها

تشهد المخيمات أوضاعاً معيشية وصحية صعبة يسودها الفقر وانعدام النظافة الشخصية والصرف الصحي، وزادت المعاناة مع صعوبة الحصول على الرعاية الطبية وخاصة بالنسبة للحوامل الفئة الأكثر ضعفاً بين النازحين.

هديل العمر

إدلب ـ تتعرض الحوامل في المخيمات للعديد من المشاكل الصحية، بما في ذلك انتشار أمراض الحمل والأمراض المعدية والمتنقلة بين السكان في المخيمات، في ظل عدم اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.

تكررت حالات الإجهاض لدى فاديا الحمدان 36 عاماً بعد صعوبة وصولها لمراكز الرعاية الطبية، وتقول إنها المرة الثالثة التي أجهضت فيها جنينها دون معرفة الأسباب المباشرة والتي رجحت طبيبتها أن يكون تأخر وصولها لمراكز العلاج هو العامل الأهم.

تعيش فاديا الحمدان في المخيمات الواقعة شمال بلدة كفر دريان والتي تعاني من ندرة الخدمات الصحية والصعوبة في الوصول إلى العلاج بسبب قلة المراكز الطبية في المنطقة، وهو ما يشكل تحدي كبير لها وللنساء الحوامل في المنطقة.

تقول "شعرت فجأة بألم أسفل الظهر ولم يكن بإمكاني التوجه إلى إحدى المشافي لبعدها عن المخيم وعدم وجود سيارة تقلني إلى إحدى العيادات النسائية، وحين وصلت متأخرة كنت قد فقدت جنيني بعد مضي خمسة أشهر على الحمل".

وأوضحت أنها تعاني ليس فقط من غياب الرعاية الصحية وإنما أيضاً انعدام الراحة ونقص الغذاء والدواء والمخاطر المستمرة الناجمة عن العيش في المخيمات.

ربا الحاج يونس 31 عاماً خاضت تجربة الحمل والولادة في مخيمات مشهد روحين شمال إدلب، وقالت إنها الفترة الأصعب في حياتها والأكثر تعقيداً بين ولاداتها الثلاثة السابقة قبل النزوح، حيث ترتفع مخاطر الحمل والولادة جراء نقص خدمات النظافة اللازمة لحماية حديثي الولادة، ومصاعب استخدام الحمامات المشتركة وانعدام سبل الراحة والخصوصية.

حيث أنجبت ربا يونس طفلاً بعد رحلة علاج وصفتها بالشاقة من وإلى المخيم ومراكز العلاج خاصة وأنها تعاني من حالة صحية تسمى "جرثومة الحمل" التي كانت بحاجة لمتابعة وعلاج مستمرين بالتزامن مع انعدام الخدمات الإنجابية في المخيم وصعوبة الحصول على الدواء الباهظ الثمن.

سلاف الكرمو 29 عاماً تعاني من مرض الضغط الحملي وبحاجة لمتابعة مستمرة للعلاج وخاصة وأنها أصبحت في شهرها السادس من الحمل غير أنها تواجه الكثير من الصعوبات في الوصول للخدمات الطبية.

ويتوجب على سلاف الكرمو مراجعة طبيبتها مرة كل أسبوعين للكشف عن حالة الجنين وقياس الضغط والاطمئنان على سير أمور الحمل بشكل سليم، غير أن بعد المنطقة التي تتواجد فيها الخدمات الطبية عن مخيمهم الواقع على أطراف بلدة بابسقا يجعلها تؤجل الزيارات الطبيبة لفترات طويلة الأمر الذي يؤثر سلباً على حملها في الآونة الأخيرة.

وأشارت إلى أنها تشكو من قلة حركة الجنين وكثرة الأمراض، حيث تفرض صعوبة التنقل وضعف القدرة المادية والاعتماد على المراكز الصحية المجانية الأقرب والتي لا تتوافر بها الأدوية والعلاج المطلوب على الدوام.

وقالت الطبيبة النسائية عائشة البكور أن الحصول على التغذية والفيتامينات اللازمة ومتابعة الحمل والحصول على العلاج السريع واللقاحات والتوعية الصحية تقي من مضاعفات صحية متعددة للأم والجنين.

وحذرت من نقص الخدمات الطبية المتوفرة والضغط الناتج عن ازدحام المنطقة بالسكان وتراجع أعداد المختصين الذي يقود لتبني الحوامل ممارسات ضارة بالصحة مثل تأجيل زيارات الرعاية الأساسية والتخلي عن تناول الأدوية، وهو ما يؤثر سلباً على صحة النساء الحوامل المقيمات في المخيمات.

ودعت لتكثيف الجهود من أجل افتتاح عيادات تعنى بالصحة الانجابية في المخيمات العشوائية والنائية التي تفتقر إلى الخدمات الأساسية، وبالأخص الخدمات الطبية مما يسهم في تغيير نمط حياة هؤلاء النساء نحو الأفضل.