نساء تقبلن على الطب البديل بهدف التشجيع على التداوي بالأعشاب الطبيعية

بعد أن هجرنها لسنوات طويلة، عادت التونسيات إلى مراكز الطب البديل ومحال بيع الأعشاب الطبية بحثاً عن علاج مفقود اقتناعاً منهن أن الأعشاب أفضل من الدواء والمواد الكيميائية كونها ليس لها آثار جانبية.

إخلاص الحمروني

تونس ـ غالباً ما تلجأ النساء إلى العلاج بالطب البديل يقيناً منهن أنه لم يثبت حتى الآن أنها تحتوي على أضرار لاعتمادها على العلاجات الطبيعية من أعشاب وغيرها.

في شارع كبير يتفرع عن سوق مدينة القصرين في تونس، تنبعث روائح أعشاب ومستخلصات طبيعية وعقاقير متنوعة، حيث يقع مركز للطب البديل أو ما يسمى بالتداوي بالأعشاب الطبيعية الذي يعد أشهر مكان تباع فيه "الأعشاب الطبّية" التي تنمو في سباسب مدينة القصرين وجبالها، يرتاده الناس بمختلف أعمارهم بحثاً عن العلاج وخاصة النساء لما يوفره هذا المركز من خدمات "نسائية".

عملت سلاف غضباني من ولاية القصرين على افتتاح مؤسسة "سلافة لتقطير الأعشاب والعطور" بهدف التشجيع على التداوي بالأعشاب الطبيعية للتجميل والتدليك والذي فضلت أن يكون مقرها بمدينة القصرين لاعتبار أن هذه الجهة تعرف بغطائها النباتي كما تجمعها قصة حب مع الأعشاب والنباتات.

وفي ورشتها هذه تكتظ أنواع مختلفة من الأعشاب، منها ما هو معلّق على الجدران، وأنواع أخرى رصفت في مدخل الورشة، وتوزعت فيها عقاقير ومستخلصات نباتات جبلية وطبيعية.

وفي إطار تعلقها بهذا المجال، قالت صاحبة مؤسسة "سلافة لتقطير الأعشاب والعطور" سلاف غضباني إنها سافرت إلى الجزائر والمغرب ومصر بقصد التعمق في دراستها وتوسيع معارفها في مجال الأعشاب الطبيعية، كما قامت بدورات تدريبية في هذا الاختصاص حصلت على إثرها على العديد من الشهادات في مناسبات كثيرة وتم تتويجها بالعديد من التكريميات الدولية.

وعن قصة نجاحها في هذا الميدان، أوضحت أنها تدربت على يد دكاترة لهم شهرة واسعة في العالم العربي في مجال تقطير الأعشاب واستخلاص الزيوت وفي مجال التجميل بالأعشاب الطبيعية والعلاج بالحجامة وبالإبر الصينية والخلطات الطبيعية التي تقوم بإعدادها وفي مجال صناعة الصابون أيضاً، وأصبحت خبيرة في هذا المجال وباتت تقدم دورات تدريبية سواءً في تونس أو في الجزائر.

وأشارت إلى أنها فرضت نفسها رغم صعوبة هذا الاختصاص، وسعت إلى التعريف بمهاراتها وبالمنتجات التي تعدها بنفسها في مختلف المعارض الدولية في تونس والجزائر ومصر، مضيفةً أنها تمكنت من مواجهة وتجاوز كل ما يعترض طريقها بفضل روح التحدي التي تتمتع بها وإصرارها على النجاح والقيم التي تسير عليها والتي مكنتها من تحقيق ما تصبو إليه في انتظار تحقيق المزيد من النجاح.

أما بخصوص دورها في علاج نساء الجهة، لفتت إلى أن المركز الذي يتخصص في التدليك والتجميل، فهو يلعب دوراً كبيراً في الحفاظ على الجانب الصحي للنساء وتقديم النصائح "كل من تقصد المركز بهدف الحصول على صابون أو أقنعة تجميل أو زيوت أو مياه مقطرة من البديهي سيتم توجيهها وإرشادها إلى أنواع المواد التي ستستعملها وكيفية استخدامها وفق نوع البشرة والشعر والزيوت أو المواد التي تتماشى معها".

وبينت أنه علاوة على التجميل والعلاج الذي يقدمه المركز، هناك من يطلب الحصول على جلسة تدليك استرخائي أو تمسيد وغيرها من الخدمات المرتبطة بها كطلب الإصغاء والنصيحة والراحة، وهو ما يحصل عليه الزبون/ـة في هذا المركز كمعالجة أولى، حيث تساعد الروائح الزكية التي تنبعث من أرجاء الفضاء على العلاج والاسترخاء.

ونوهت إلى أن المركز يقدم أيضاً خدمات الحجامة التجميلية والطبية التي تعالج العديد من الأمراض التي تفشت خاصة بعد جائحة كورونا حيث يرغب الناس من خلال الحجامة تجديد خلايا الدم، فضلاً عن علاج تساقط الشعر وفقر الدم ونقص الحديد وغيرها من الأمراض التي جعلت النساء تلجن إلى العلاجات البديلة والطبيعية على غرار الخلطات الطبيعية بالأعشاب أو بالعسل أو بالفواكه الجافة والتي لها دور في بلوغ النجاح والحصول على نتائج طيبة.

وذكرت أن المركز يشهد إقبالاً من قبل الريفيات للعناية ببشرتهن التي تضررت من الشمس ومعالجتها من آثار العمل المرهق أو لمعالجة شعرهن المتهالك نتيجة العمل الطويل تحت أشعة الشمس الحارقة، مؤكدةً أن كل النساء على اختلافهن سواء من ذوات الدخل المحدود أو الموظفات أو ربات البيوت معظمهن لجأن إلى العلاج البديل والطبيعي باعتبار ثبت أن لا أضرار لها إذا تم استعمالها بالطرق السليمة وإتباع النصائح المقدمة لها، لافتة إلى أن اسم "سلافة" أصبح علامة تجارية مسجلة.

 

 

وأشارت إلى أن هناك إقبال كبير على الطب البديل خاصة وأن الأدوية التي تعطى لمن يعانون من أمراضاً مزمنة من شأنها أن تخلف آثار جانبية وهو ما يجعل المريض يتخلى عنها تدريجياً ليقبل على هذا النوع من العلاج"، مضيفةً أن كل من يجرب هذا الدواء، يكتشف في الوقت نفسه أن آثار العشبة على الجسد أفضل بكثير من الطب الكيميائي فهو يجد نفسه أكثر نشاطاً، بينما الأدوية الكيميائية لها تأثير سلبي على الجسد لا سيما على الكبد الذي يفقد نشاطه بمفعولها.

وبينت سلاف غضباني أن الأعشاب التي تستخدم في الطب البديل تساعد على معالجة الأمراض النفسية والباطنية إضافة إلى الجلدية والأمراض المزمنة والمستعصية، كما أن هناك إقبال كبير على الطب البديل خاصةً وأن الأدوية قد تخلف آثاراً جانبية.

 

  ة