منها التوعية بالصحة الإنجابية... أبرز خدمات مستوصف الشهيدة ميديا

معالجة الأمراض النسائية ومراقبة الحمل وعلاج العقم لدى الجنسين وتعزيز مفهوم الصحة الإنجابية، أبرز الخدمات التي يقدمها القسم النسائي بمستوصف الشهيدة ميديا بمقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا.

يسرى الأحمد

 الرقة ـ أكدت الإدارية بمكتب الرعاية الصحية التابع لهيئة الصحة بمقاطعة الرقة أن القسم النسائي في مستوصف الشهيدة ميديا يساهم في التخفيف من تكاليف العلاج والأدوية وأعباء المسافات الطويلة على النساء، كما يعزز لديهن مفهوم الصحة الإنجابية.

افتتحت لجنة الصحة التابعة للمجلس المدني بمقاطعة الرقة مستوصف الشهيدة ميديا في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 الواقع في حي الأكراد بالقسم الشمالي لمدينة الرقة، يوجد تسعة فروع تابع له موزعة على أرياف وقرى الرقة.

وفيه عدة أقسام منها العام والأطفال وقسم خاص بالنساء يقدم كافة الخدمات الطبية منها كشف ومراقبة الحمل وعلاج العقم لدى الجنسين إلى جانب تقديم الأدوية مجاناً، وإعطاء الإرشادات والنصائح حول أهمية الصحة الإنجابية للنساء.

وعن الهدف من افتتاح عيادة نسائية خاصة ضمن المستوصف، قالت الإدارية في مكتب الرعاية الصحية لهيئة الصحة جنان العيسى إن "تأمين وتوفير كافة الخدمات الطبية والنفسية للمرأة أولى الأهداف، في ظل ارتفاع ثمن المعاينات والأدوية، حيث باتت العيادة النسائية مقصد العديد من النساء اللواتي ليس بمقدورهن تغطية تكاليف المعاينة والعلاج والأدوية وتكاليف عمليات الولادة، هذا القسم يغنيهن عن التوجه للعلاج في المشافي والعيادات الخاصة".

وحول أهمية وجود عيادة نسائية في المنطقة بينت "وفرت الكثير من الوقت وعناء المسافات الطويلة، ففي الحالات الإسعافية كالولادة المبكرة وغيرها يضطر الأهالي والنساء خاصة لقطع عشرات الكيلومترات للوصول إلى المشافي أو العيادات الخاصة في المدينة".

وحول أهمية دعم المرأة في الجانب الصحي والنفسي أكدت "تعتبر المرأة اللبنة الأساسية في المجتمع وجزء أساسي منه، فمن الضروري توعيتها بأضرار ومخاطر الولادة القيصرية والولادات المتتالية على صحتها، وأهمية التزامها بالصحة الإنجابية لكي تحافظ على صحتها النفسية والجسدية، فعندما تكون المرأة سليمة ومعافية جسدياً ونفسياً يكون المجتمع سليم ومعافى".

وحول مساعيهم وخططهم بينت "نسعى لتوفير المزيد من الأجهزة والمعدات الطبية في جميع العيادات النسائية، وتأمين جميع أنواع الأدوية، والعمل على تفعيل عيادات نسائية في الأرياف والقرى البعيدة عن مركز المدينة، لنتمكن من تقديم كافة الخدمات العلاجية والدوائية لأكبر عدد من النساء".

 

 

وحول الخدمات الصحية التي تقدمها العيادة النسائية أوضحت القابلة القانونية ليلى قاسم أنه "لدينا أجهزة اللولب الخاصة بمنع الحمل، وبالنسبة للعمليات سواء الطبيعة أو القيصرية فنقوم بتقديم إحالة مجانية إلى المشفى الخاص، لدينا أجهزة إيكو خاصة بكشف الحمل ومراقبة وضع الجنين وصحته طيلة أشهر الحمل، إلى جانب تقديم المنشطات والمقويات العامة للحوامل واللواتي تعانين من سوء تغذية، حتى تتمكن من تغذية جنينها وتعويض جسدها من كل ما فقده أثناء أشهر الحمل".

أما عن طرق معالجة حالات العقم لدى الجنسين قالت "نعالج جميع أشكال الأمراض النسائية، فهناك أمراض تعاني منها المرأة كوجود ألياف في الرحم أو عدم انتظام مواعيد الدورة الشهرية أو وجود التهابات النسائية، كما نعالج حالات العقم  لدى الجنسين وذلك عن طريق متابعة وضعهما الصحي ومراقبة الإباضة الشهرية  لدى المرأة، حيث نقوم بإجراء التحاليل اللازمة لها ففي حال كانت المريضة لديها حليب في ثديها أو تعاني من فرط أو قصور في عمل الغدة فهذا يشكل عائقاً أمام حدوث الحمل، وفي حالات تكون المرأة سليمة نطلب منها تحاليل خاصة بزوجها  للكشف عن وضعه الصحي للتأكد من أنه سليم أو يعاني من أي نوع من الأمراض".

وحول تفعيل قسم الإرشاد النفسي وأهميته للنساء قالت "نقوم بتقديم الإرشادات النفسية والتوجيهات الصحية للنساء عبر تسليط الضوء على آثار الضغوطات والأمراض النفسية كالكتمان والاكتئاب على صحة الحوامل والمرضعات الأمر الذي قد يتسبب في جفاف الحليب وبالتالي تدهور صحة الجنين، فنسعى قدر الإمكان عبر الإنصات لها بالتخفيف عنها وتقديم النصائح لها، كون هذا القسم بات ملجأ أمان لهن وفسحة تحصلن فيها على قسط من الراحة، وكل ذلك يكون بشكل سري بين المريضة والمرشدة النفسية".

ولفتت ليلى قاسم إلى أهمية نشر الوعي بمفهوم الصحة الإنجابية "نسعى لتعريف النساء وتوعيتهن بأهمية الحفاظ على صحتهن الجسدية، وتعريفهن بالتداعيات السلبية الناجمة عن زواج القاصرات، حيث تكون البنية الجسدية للفتاة غير قادرة على تحمل متطلبات الحياة الزوجية كما أنها غير مؤهلة للحمل والإرضاع، ومخاطر الولادات في عمر مبكر إلى جانب الولادات المتتالية واضرارها على صحتها الجسدية والنفسية، والمرأة أساس المجتمع والحفاظ على صحتها وحمايتها ضرورة مهمة لإنشاء جيل سليم ومعافى".

وأضافت "تستقبل العيادة في اليوم الواحد العشرات من المعاينات النسائية، لما تجدنه من راحة نفسية ومعاملة جيدة سواء من قبل الممرضات أو الأطباء المختصين، هذا الجو يتيح لهن الفرصة لشرح وضعهن الصحي ومما تعانينه بكل أريحية، واعطائهن الإرشادات التي تتوجب عليهن العمل بها وتوعيتهن بالأمور التي يستوجب عليهن فعلها أو الابتعاد عنها، إلى جانب تعليمهن كيفية الحمية الغذائية أو الدوائية".

 

 

وعن سبب زيارتها للمستوصف قالت إحدى المريضات تدعى فاطمة ابراهيم "منذ ثلاثة أعوام وأنا اتردد إلى المستوصف كل شهر بهدف الاطمئنان على وضعي الصحي خلال فترات الحمل، وبحكم أن تكاليف المعاينة والدواء مجانية أيضاً فهي تناسبني خاصة أني لا امتلك القدرة المادية للذهاب إلى العيادات الخاصة".

وحول ما تقدمه العيادة النسائية أوضحت "تقدم العيادة النسائية كافة أنواع الخدمات الصحية والأدوية للنساء، إضافة لتقديم الإرشادات النفسية والنصائح الصحية للنساء والأمهات"، لافتةً لأسلوب المعاملة التي تُقابل بها النساء سواء من قبل الممرضات أو الطبيبات "توفرن الراحة الكافية لشرح ما نشعر به أو نعانيه، كما تكون الأذان صاغية وتسعين لتقديم كل ما بوسعهن للمرضى".

وأكدت أن افتتاح العيادة النسائية في المنطقة ساهم في التخفيف من أعباء تكاليف العلاج والأدوية للعديد من النساء خاصة اللواتي لا تملكن قدرة مادية كافية لشراء الأدوية أو لزيارة طبيب خاص، أتمنى أن يتم افتتاح المزيد من المستوصفات والعيادات النسائية كهذه في العديد من المدن لما تصبه في صالح المرأة والمجتمع".