مؤتمر ستار... من النّشاط السّري إلى العمل الميداني (2)

تعمل ضمن مؤتمر ستار بشمال وشرق سوريا مجموعة من اللجان، هدفها تطوير المرأة، من أجل الارتقاء بواقعها ودعمها في جميع جوانب الحياة

رهف يوسف
قامشلو ـ .
 
رغم تأسيسها حديثاً لجنة الصّحة تنشر الوعي على مستوى 100 قرية  
العضو في لجنة الصّحة فريال إبراهيم، قالت إن اللجنة تأسست في الأول من كانون الثّاني/يناير2021 "نعتني بكل قضايا المرأة الصّحية والبيئية والثّقافية". مبينةً أن المرأة بدأت بالعمل داخل المنزل وخارجه، "بدأنا بتوعيتها بالعناية الشّخصية والمنزلية، ولا سيما فيما يتعلق بالنّظافة والغذاء الصّحي، إضافة للعديد من الأمراض".
وتشمل حملات التّوعية التَّحدث عن مساوئ وإيجابيات الولادة الطّبيعية والقيصرية، والرَّضاعة الطَّبيعيّة والصَّناعيّة والفرق بينهما، إضافة لعمليات التّجميل التي تتفشى بكثرة، إضافة للأمراض والزّواج المُبكر ومخاطره، كما قالت. 
وأشارت إلى أنهنَّ يحاولنَّ نشر ثقافة الطّب البديل أو الطّبيعي، "في منازلنا دائماً ما نلجأ للأدوية الكيمياويّة التي تحوي الكثير من الأضرار، بينما من الممكن أن نستخدم شيء أكثر فعالية يجعلنا نقاوم المرض، وبهذا يكون لدينا صيدلية منزلية".
وعن نشر التّوعية بينت أنه يتم التنسيق مع المجالس والكومينات لزيارة القرى والقيام بدورات تدريبية واجتماعات، من أجل زيادة التّوعية الصّحية. تقول إن "النساء وبنسبة 60% تقريباً يتقبلنّ ما نعطيه ونلقى منهنّ الشّكر لقاء جهدنا، والإفادة والنَّصائح التي قدمناها لهنّ". 
وحول الزيارات إلى القرى قالت إن عددها أكثر من 100 قرية، مبينةً أنه "على الإطار الشّخصي كانت لنا فائدة عظيمة، ووجدنا أن هناك أشخاص بحاجة ماسة للتوعيّة وحل مشكلاتهم، كما أن في العديد من الأسر أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، لذا فالوضع الصّحي يحتاج لمتابعة، ولا سيما الذين يقطنون تلك القرى البعيدة عن المدينة". 
وعن الخطط المستقبلية قالت "في كل محاضرة نعطيها نجمع طلبات واحتياجات النّساء وكان أبرزها المُستوصفات، ودورات التّمريض والقبالة والإسعافات الأولية، لذا على المدى القريب سنبني مستوصفات لعدد من القرى القريبة على بعضها، وسيكون هناك توظيف بعد التّدريب ونسعى من خلال ذلك لنمكن النساء من الاعتماد على أنفسهن ومساعدة عوائلهن".
 
 
لجنة الحماية تنطلق من ضرورة وجوب قدرة المرأة على الدّفاع
الإدارية في قوات حماية المجتمع بناحية تل كوجر ولجنة التَّدريب في شمال وشرق سوريا خولة الموسى، أشارت إلى أن قوات حماية المجتمع تأسست مع بداية الثّورة والهدف منها هو الحماية، ولا سيما مع تصاعد هجمات داعش المتكررة على المنطقة، واستهدافها للمرأة على وجه الخصوص.
وتبين أنه بعد تأسيس قوات حماية المجتمع، تأسست وحدات حماية المرأة، "مع انضمامنا للمجال العسكري عانينا من العادات والتّقاليد البالية، ولكننا كنا بحاجة لحماية أنفسنا، وأن نكون مستعدات لأي طارئ، لأن قواتنا العسكريّة كانت تحارب على الجبهات، وكان لا بد من تأمين حماية للأهالي".
ولعل التّركيز الأكبر كان لتدريب المرأة على حماية نفسها، إضافة للتدريبات الفكرية والسّياسية، "كان لا بد لكل امرأة أن تعرف كيف تحمي أسرتها، وبهذا جذبنا أكبر عدد من النساء للانضمام لقوات الحماية الجّوهريّة".  
"الحماية أساس" جملة وصفت بها خولة الموسى ضرورة التّدريبات على الحماية، وبهذا لا يعتمد الإنسان على غيره للدفاع عنه، بل يكون هو المبادر للدفاع عن نفسه. "لا ننكر أن حملنا للسلاح كان غريباً بداية الأمر، لكن مع الوقت وبوقوفنا على الحواجز أصبح المنظر مألوفاً". 
وتعتبر أن المرأة قادرة على تغيير ذهنية الرّجل، لذا كان هناك تغيير إيجابي في تقبله لعملها في المجال العسكري وتشجيعه لها، "أكبر نسبة للمنضمين لوحدات حماية المجتمع من النّساء ولا سيما في القرى والبلدات". 
 
 
لجنة التّدريب... العمود الفقري لمؤتمر ستار
الناطقة باسم لجنة تدريب مؤتمر ستار في مقاطعة قامشلو روهلان مسلم، قالت إن اللجنة تأسست في الأول من كانون الثّاني/يناير 2016، بهدف التّوعية ونشر فكر الحياة النّدية المُشتركة وحرية المرأة، "تنظم لجنة التّدريب عملها على مستوى البّلدات، والنّواحي، والمقاطعات في شمال وشرق سوريا، وتضم عدداً من الأكاديميات".
وعن أغلب التّدريبات قالت إنها عن "زواج القاصرات، وتعدد الزوجات، والعنف، والحرب الخاصة، إضافة للثقافة والأخلاق"، ويعود ذلك لحاجة المجتمع "تزداد نسب زواج القاصرات بحجج السّتر، وتحت مسمى الدين والشرع، ولذات السبب ينتشر تعدد الزّوجات الذي يجعل امرأتين في مجابهة بعضمها، لذا ندعو للحياة التّشاركية الحرة على مستوى عام". وأضافت "نتطرق لتاريخ المرأة، لنحيي وجودها ونكتب تاريخها الذي لم يُكتب"
ولعل أبرز الصّعوبات تتمثل في عدم تقبل النّاس للأفكار الجديدة المطروحة "استمرت السيطرة الذكورية لخمسة آلاف عام، لذا من المستحيل أن نغير ذلك بأعوام قليلة". 
وتعمل لجنة التّدريب لمصلحة الشّعب عامة والمرأة خاصةً، والحديث لـ روهلان مسلم "لم تمنح المرأة حقوقها كاملةً، لذا عبر فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان تستمر التّدريبات لبناء الأمة الدّيمقراطيّة".  
وتستشهد روهلان مسلم بمقولة القائد عبد الله أوجلان "أنّ التّدريب هو أساس الغذاء والماء والأوكسجين"، لتعبر عن أهمية التّدريب.
"لجنة التّدريب هي العمود الفقري لمؤتمر ستار" هكذا وصفت مدى فعالية هذه اللجنة ضمن المؤتمر، لأنه من دونها لا يمكن أن يستقيم عمل النّساء في المجتمع. وقالت "نرى أن الكثير من النّساء اللواتي نعطيهنّ التّدريبات، يتوافدنّ إلينا ويتعرفنّ على الدّروس التي أعطيناها ويناقشننا فيها، في الأشهر المنصرمة ازدات نسب قتل النساء، لذا نريد تغيير ذهنية الرجل وتدريبه، وإعطاء محاضرات في المؤسسات والكومينات والأكاديميات عن العنف ضد المرأة".
 
 
من لجنة العلاقات الدّبلوماسية إلى لجنة العلاقات والاتفاقيات الدّيمقراطيّة
العضو في لجنة العلاقات الدّبلوماسية لمؤتمر ستار روكن أحمد، قالت إنه "بعد المؤتمر الثّامن لمؤتمر ستار تغير الاسم إلى "العلاقات والاتفاقيات الدّيمقراطية، كوننا لا نمارس دبلوماسية الدّول، لأن العلاقات الدَّبلوماسية بين الدّول تتم عن طريق هيئة الخارجية، وهذا يختلف عن طبيعة عملنا بفتح علاقات واتفاقيات بين المنظمات النَّسوية والشَّخصيات النّسائية السّياسية أو منظمات المجتمع المدني، وبهذا نأتي على نطاق فتح علاقات شعبية مجتمعية تؤثر على الرأي العام أكثر منها رسمية بين الدّول".
وتبين أن "ثورة المرأة" في شمال وشرق سوريا، لاقت صدى عالمي، نظراً للمقاومة التي أبدتها النساء بدحر داعش "مقاومة كوباني، وشهادة آرين ميركان عرفت العالم بنا بشكل أكبر، وبهذا بدأنا نفكر بطريقة لنشرها على أكبر نطاق، ليكون للمرأة روئ صحيحة تُظهر المقاومة بصورتها الحقيقية، العديد من الشخصيات النسائية تتوافد للمنطقة للاستفادة من تجربتنا".
وتركز العلاقات الدّبلوماسية منذ تأسيسها في عام 2013، على توثيق الأحداث، وجذب انتباه العالم، وفتح علاقات جديدة، "المشروع الذي ندعو له وهو الأمة الدّيمقراطية ويحتاج لدعم دولي للاعتراف به، حتى لا يبقى على المستوى المحلي". 
وأكدت على أن المشروع المطروح في المنطقة يهدف لإنهاء النّزاعات والخلافات في سوريا، لذا فإن الأخطار المحدقة به كثيرة وأهمها الدّولة التّركية "تركيا تستهدفنا منذ اليوم الأول للثورة، لأننا طرحنا نظام أخوة الشّعوب، فاحتلت عدد من المناطق".
وتشدد على أن قضية المرأة واحدة، على مستوى العالم، رغم اختلاف السّياسات في بعض الأحيان "المرأة يمكن أن تقتل في أفغانستان وإيران وليبيا، وعلينا دعمها، وكذلك نستفيد من التجارب الناجحة، واليوم نحضر الكونفرانسات والنّدوات النسوية على المستوى العالمي". 
وأضافت "في السّابق عُرف أن السّياسة عمل الرّجال، فنسبة النّساء قليلة جداً في المشاركة السّياسية، كذلك تتواجد النّساء ضمن التنظيمات السياسية، ولكنهنّ لا يمثلنّ الإرادة النّسائية، ولعل أصعب مجال عانينا منه لإدخال المرأة فيه كان المجال السّياسي، انطلاقاً من قولنا إنه لتتحقق أهداف الثورة لا بد لها من الانتقال من طور التّنفيذ إلى التّخطيط في مراكز صنع القرار".
"ندرب النساء لتمكينهنّ سياسياً، إضافة لدعم الإدارة الذّاتية بإعطاء كوتا للنساء ليشغلنّ المكان المخصص لهنّ"، وتضيف "مشكلتنا تعبئة الفراغات في التّمثيليات الخارجية، كما أنه لا يكفينا في مجالنا وجود النّساء، لأن الموضوع ليس بالكم فقط بل بالكيان، لذا يجب أن يكون هناك تنسيق دائم بين المركز والممثليات".
وتبين أنهنّ يعملنّ على توسيع علاقاتهنّ على مستوى الشّرق الأوسط "فتحنا علاقات كثيرة على مستوى أوروبا وأمريكا اللاتينية وإسبانيا، إلا أن مجال تحرر المرأة في الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا ما يزال يعاني من القمع نظراّ لتحكم العادات والتقاليد". 
والسّياسة هي إدارة مجتمعية تدعوا لإدارة الشّعب لذاته، والحديث لروكن أحمد "المرأة التي تدير نفسها، ولا تقبل أن يأخذ أحد القرار عنها، وتلعب دورها في الحراك الشّعبي والمجتمعي، ستكون قادرة على خلق التغيير، وممارسة السّياسة بوجهها الصّحيح"، وتؤكد "لدينا مركز معلومات ونسلم الملفات للجهات المعنية، لنضغط على المجتمع الدّولي وتتم محاسبة مرتكبي الجّرائم".