صرخات نسائية... لا مكان للمرأة في ظل الإسلام الجهادي
أكدت نساء كوباني في مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا، أن ممارسات جهاديي هيئة تحرير الشام تمثل تهديداً خطيراً لمستقبل المرأة، مشددات على أنهن لا يعتبرن هذه الهيئة جيشاً شرعياً.

برجم جودي
كوباني ـ يواصل جهاديي هيئة تحرير الشام التي تولّت إدارة ما يُعرف بالحكومة السورية المؤقتة منذ تسعة أشهر، ارتكاب ممارسات تُشابه إلى حد كبير تلك التي ارتكبها داعش في مختلف أنحاء سوريا، وقد تصاعدت خطورة انتهاكات الهيئة وتهديداتها، خاصة بعد المجازر التي ارتكبتها بحق العلويين والدروز في الساحل السوري والسويداء.
عبّرت نساء من مدينة كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا، عن مواقفهن تجاه ممارسات جهاديي هيئة تحرير الشام، وقلقهن العميق إزاء الخطر الذي يشكله هؤلاء على مستقبل المرأة في المنطقة.
"لا ثقة بالحكومة المؤقتة والمرأة تُقصى من المشهد"
أشارت نادية حسو إلى التناقضات الواضحة في خطاب وسياسات الحكومة السورية المؤقتة قائلة "لقد انتفض الشعب السوري وقاتل بلا هوادة طوال أربعة عشر عاماً من أجل نيل حقوقه في ظل النظام السابق، كما واجه أهالي إقليم شمال وشرق سوريا هجمات داعش بنفس روح المقاومة".
وأضافت "للأسف، تُعيد جهاديي هيئة تحرير الشام متابعة نفس الممارسات والعقلية خلال الأشهر التسعة الماضية، مما أدى إلى تحطيم آمال وتطلعات الشعب السوري ومكوناته مجدداً، سواء على يد الهيئة أو السلطات الحاكمة حالياً في دمشق، وتُعد المجازر والانتهاكات التي ارتُكبت بحق العلويين والدروز في الساحل السوري والسويداء أبرز الأمثلة على ذلك، فالحكومة السورية المؤقتة تروّج لنفسها عبر خطاب موجه للمجتمع السوري، لكنها تتعامل معه على أرض الواقع بأسلوب مختلف تماماً، حيث لا تنسجم أقوالها مع أفعالها".
وأعلنت نادية حسو رفضها القاطع لما يسمى الجيش السوري الجديد التي يترأسها قادة تلطخت أيديهم بقتل المدنيين والنساء في سوريا، مؤكدةً أن تعامل هذه المؤسسة مع المرأة يتسم بحرمانها من حقوقها وإنكار وجودها "إن هذا النهج وهذه الممارسات يُشكلان تهديداً خطيراً لنا نحن النساء، فبعد سنوات طويلة من المقاومة والمعاناة والسعي نحو حياة سلمية ومشتركة، لا يمكننا نحن النساء، ولا المجتمع السوري بأسره، أن نقبل بعودة المرأة إلى الظلام أو بفرض الوعي الجهادي على الشعب من جديد".
وأضافت "لذلك، من الضروري أن نُعبّر عن مواقفنا وآرائنا بوضوح، وألا نقبل بهذا النظام البائد، خاصة جهاديي هيئة تحرير الشام الذين ينتهكون حقوق الشعب والنساء في مختلف المجالات، يجب أن تتم محاسبتهم قانونياً وبشكل عادل، ونحن النساء لا نملك أي أمل أو ثقة في الحكومة المؤقتة، بل نشعر بقلق بالغ ونعتبره تهديداً حقيقياً لمستقبل سوريا".
"من لا يعترف بإرادة المرأة لا نعترف به"
بدورها، قالت زينب حسن إن سوريا شهدت تدهوراً شاملاً خلال الأشهر التسعة الماضية، مشيرةً إلى أن الوضع المزري للبلاد تفاقم بسبب العقلية التي حكم بها نظام البعث "تدهور الوضع في سوريا بشكل كبير نتيجة سياسات النظام السابق، وكان الشعب السوري ينتظر بفارغ الصبر سقوطه أملاً في بناء نظام جديد يضمن حقوقه ووجوده".
وأفادت أن "ممارسات جهاديي هيئة تحرير الشام وطريقتهم في إدارة البلاد جعلت مصير السوريين أكثر سوءاً، حيث نشهد تصاعداً في النزوح، وازدياد المجازر، وانعدام الأمن والاستقرار، وانتشار النهب والجوع، وقد ساهم انتشار الجهاديين، واعتبارهم جيشاً رسمياً، في تفاقم هذا الوضع بشكل كبير".
وأضافت زينب حسن "من لا يعترف بإرادة المرأة، لا تعترف به النساء"، معبرةً عن غضبها من واقع المرأة في سوريا، مشيرةً إلى أن الحكومة السورية المؤقتة لا تُقرّ بوضوح بإرادة المرأة، مما يجعلها حكومة فاقدة للشرعية "إن تجربة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا تُظهر بجلاء أهمية دورها ورسالتها في الإدارة والنظام، لا يمكن بناء أنظمة ديمقراطية ومتساوية تعتمد على لون أو جنس واحد، بل إن ذلك يُفاقم الصراعات والمشاكل".
وأوضحت أنه "في بلد تُحرم فيه المرأة من حقوقها وهويتها وإرادتها، لا يمكن الحديث عن حق المكونات الأخرى في العيش بلغتها وثقافتها وهويتها، ولهذا، فإن أي إدارة لا تعترف بحقوق المرأة وإرادتها، نحن كنساء نرفض الاعتراف بها ولن نقبل بوجودها".
"الجهاديون يرسمون مستقبل سوريا بالدماء"
من جانبها، أشارت روهلات عبدي إلى أن سوريا تُدار حالياً بوعيٍ قائم على التطرف "أتابع عن كثب التطورات في سوريا، وأرى أن الممارسات التي يقوم بها جهاديي هيئة تحرير الشام غير متناسبة وغير أخلاقية بحق الشعب السوري، كان من المفترض أن تعمل هذه الجهات على بناء مستقبل قائم على المساواة والديمقراطية والحرية، إلا أن الواقع يُظهر استمرارهم في تنفيذ أنشطة ذات طابع طائفي تحت غطاء الإسلام الجهادي".
وبيّنت أنه "خلال الأشهر التسعة الماضية، غرقت سوريا في حالة من الفوضى العارمة، حيث بات من الصعب التمييز بين الجهات الفاعلة أو معرفة من يرتبط بهم، جهاديي هيئة تحرير الشام يستهدفون الأقليات بلا رحمة، ويُعيدون رسم مستقبل سوريا بدماء أبنائها".