قلق أممي من تفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان

يستمر النزاع الدائر في السودان منذ ثمانية أشهر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مخلفاً آلاف القتلى والمصابين والنازحين.

مركز الأخبار ـ أكدت منظمة الصحة العالمية أن الإحصائيات الواردة من السودان "صادمة"، مشيرةً إلى أن 11 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات صحية عاجلة، وما يقارب من 25 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية.

أفاد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، أمس الأربعاء 22 تشرين الثاني/نوفمبر، في بيان أن "لعالم لا يمكنه أن ينسى أو يتخلى عن السودان"، منوهاً إلى أن الشعب السوداني يحتاج إلى تضامن العالم لحل قضاياه، لأن الأوضاع كارثية مع استمرار النزاع".

وأنذر من تأخر الاستجابة للأزمة التي تزيد من الخسائر في الأرواح حيث يواجه أكثر من 20 مليون شخص مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، في حين يعاني كل طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد.

 فيما تواجه حوالي 4.2 مليون امرأة وفتاة خطر التعرض للعنف القائم على نوع الجنس المرتبط بالنزاع والذي يمكن أن يهدد حياتهن فضلاً عن قصور أو انعدام فرص الحصول على خدمات الحماية والدعم.

ويستمر النزاع الدائر في السودان منذ الخامس عشر من نيسان/أبريل الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أنحاء واسعة من البلاد، وخاصةً في دارفور وكردفان والخرطوم، وبحسب الإحصائيات الحديثة فقد بلغ عدد المصابين أكثر من 3 آلاف و679 شخصاً، ومن المرجح أن تكون الأعداد أعلى من ذلك بكثير، نظراً لتعذُّر الوصول إلى العديد من المناطق الآن بسبب انعدام الأمن.

وكانت التقديرات أشارت إلى أن 70% من المستشفيات في الولايات المتضررة من النزاع توقفت عن الخدمة، في حين تعاني المستشفيات المتبقية من عدم استجابتها للقيام بتقديم الرعاية للمرضى، كما يمثل الأطفال حوالي نصف عدد الأشخاص الذين أُجبروا على الفرار والبالغ عددهم 3.6 مليون شخص، لتصبح السودان البلد الذي يواجه أكبر أزمة لنزوح الأطفال في العالم.

وأشار المسؤول الأممي إلى إن التفشي السريع للكوليرا ضاعف من تعقيد الاحتياجات الإنسانية المتزايدة بشكل قياسي بعدما أبلغت سبع ولايات في البلاد عن حالات اشتباه بالإصابة بالكوليرا، في وقت تشير التقارير إلى تعرض ما يزيد على ثلاثة ملايين شخص لخطر الإصابة بالعدوى.

وطالب المسؤول طرفي النزاع إلى الوفاء بالوعد الذي قطعاها في بيان جدة، داعياً على ضرورة أن تتوقف الهجمات على مرافق الرعاية الصحية التي تعطلت بشدة ولم يعد بمقدورها تقديم الرعاية الصحية.