'نوجيان أرهان زرعت جمالها وحبها في قلوب كل امرأة وبيت في شنكال'
عملت الصحفية نوجيان أرهان على تسليط الضوء على معاناة الإيزيديات في شنكال خلال الفرمان الذي ارتكب بحقهن، وبذلت الكثير من الجهود من أجلهن، حتى دفعت حياتها ثمناً لكشف الحقيقة.

شنكال ـ في الثالث من آذار/مارس من عام 2017 في خانصور بشنكال، ونتيجة لهجمات بيشمركة روج التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، أصيبت الصحفية نوجيان أرهان بجروح خطيرة أثناء تغطيتها للهجمات بعد أن هبت مع رفاقها من مقاتلي الحرية لنجدة المجتمع الإيزيدي.
تأسس إعلام المرأة الإيزيدية في شنكال بعد الفرمان الـ 74 الذي ارتكب بحق الإيزيديين عام 2014، كانت الشهيدة نوجيان أرهان صاحبة إرثٍ قيم، دربت وأعدت الشباب ليتمكنوا من توعية المرأة الإيزيدية والتعبير عن آلامها ومعاناتها، أصيبت بجروح خطيرة خلال تغطيتها الهجوم الذي شنه قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني، لتفقد حياتها بعد 20 يوماً من الصراع مع الحياة في مشفى الشهيد ساريا بروج آفا.
عملت نوجيان أرهان على كشف الحقيقة، واستخدمت قلمها وكاميرتها، حتى أصبح لها مكان في قلب كل شخص من شنكال، حيث لا يزال آثار عملها باقياً حتى اليوم، عملت على تثقيف الشباب وقدمت لهم التدريب المهني، واليوم وبفضل عملها تم إنشاء مركز إعلام المرأة في شنكال وتعمل فيه العشرات من الشابات.
وحول ذلك أكدت الصحفية روجين حبابي أنهم سيواصلون نضالهم على خطى نوجيان أرهان "في شخص نوجيان استذكر جميع شهداء الحرية والكشف عن الحقيقة، كانت نوجيان محاربة، وتابعت لحظات حرب شنكال وأدت واجبها، لكنها قُتلت بغدرٍ، لأنها كانت صوت ولون شنكال والمجتمع الإيزيدي، لذا كصحفيات سنعمل على خط نوجيان ومقابل كل شهيد نقدمه سنضع العشرات مكانهم، لأن قوتنا مستمدة من شهدائنا".
وأكدت أنه لا ينبغي استهداف الصحفيين والصحفيات "مهما كثرت الهجمات لن نتراجع عن قضيتنا وسنبقى دائماً صوت الحق، هدفنا الرئيسي هو كشف الحقيقة لمجتمعنا ونقل قضيتنا للعالم أجمع، لذا سنحمل الكاميرا بين أيدينا وسنسعى وراء الحقيقة ونحقق أحلام نوجيان أرهان"، لافتةً إلى أنه قبل الفرمان لم يكن هناك إعلام خاص بالنساء، أما اليوم هناك إعلام نسائي والذي تأسس بفضل من قدموا أرواحهم وعملوا لسنوات.
وعن شخصية الشهيدة نوجيان أرهان ونضالها في شنكال، قالت عضوة مجلس المرأة في سردشت كيني خيدر "كانت امرأة وطنية أولت أهمية كبيرة لحماية المرأة، وكانت من اللواتي استجبن لصرخة المجتمع الإيزيدي، وشعرت بآلامه ورفعت عنه عبئه، وعملت على إيصال آلام الإيزيديات وأصواتهن للعالم".
وأوضحت أن نوجيان أرهان زرعت جمالها وحبها في قلب كل امرأة وبيت في شنكال "كانت امرأةً في غاية الجمال، مخلصة، وفية، وصامدة، ضحّت بحياتها من أجل شنكال، عرفت نوجيان كل حجرٍ في شنكال وجابت كل شارع ومنطقة، زرعت حبها في قلوب الجميع وتركت بصماتها في كل بيت، لطالما قالت إن العدو لن ينتصر، وعندما قالوا إن الخونة سيأتون إلى شنكال، قالت نوجيان أرهان لن يأتي أمثال هؤلاء إلى هذه الأرض ما دمنا موجودين".
وأكدت أنهم سيسيرون على خطى نوجيان أرهان، لأنها طالما دربت النساء على تنظيم أنفسهن والتحلي بالقوة فقد كانت صوت الحق والحقيقة.