عدن... دورة تدريبية في فن الإلقاء تمنح الفتيات القدرة على التعبير عن حقوقهن
شهدت مدينة عدن تنظيم دورة تدريبية نوعية في فن الإلقاء للأطفال والفتيات الصغيرات، وجاءت هذه الفعالية لتعزيز حقوق الطفولة وتمكين الفتيات من مهارات القراءة والفصاحة والثقة في التعبير.
فاطمة رشاد
عدن ـ أجمعت المشاركات في الدورة التدريبية الخاصة بفن الإلقاء، على أن هذه التجربة شكلت محطة مهمة في حياتهن، إذ منحتـهن الثقة في الوقوف أمام الجمهور، وعززت قدراتهن في التحكم بالصوت وتنويع طبقاته.
تسعى الفتاة اليمنية إلى تطوير ذاتها عبر الالتحاق بالدورات التي تعزز مهاراتها وتفتح أمامها آفاقاً أوسع لخوض تجارب الحياة بثقة أكبر، وقد جسدت فتيات مدينة عدن نموذجاً للقيادة والبحث عن التميز والمنافسة، من خلال مشاركتهن في دورة تدريبية مميزة للأطفال والفتيات الصغيرات انطلقت في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر واختتمت الأمس الخميس 27 تشرين الثاني/نوفمبر، تزامنت مع احتفال العالم بيوم الطفولة.
وجاءت هذه الفعالية لتدعم حقوق الطفولة، وركزت بشكل خاص على تمكين الفتيات وإكسابهن المعرفة في فن الإلقاء، بما يضمن أن تتعلم الفتاة منذ الصغر كيف تعبر عن حقها بطريقة مؤثرة تجعل الآخرين يصغون إليها دون أن تفقده.
وقالت مديرة مؤسسة "جوبل شبيرز" في عدن هبة فهيم حيدر "أقمنا هذه الدورة التدريبية في فن الإلقاء بمناسبة اليوم العالمي للطفولة بهدف تشجيع عدد كبير من الفتيات المشاركات في الدورة على زيادة امكانياتهن في القراءة واتقان اللغة العربية إلى جانب الفصاحة والإلقاء لأن هذه المهارات تحتاجها الفتيات خاصة أثناء تواجدهن في سوق العمل".
وقالت "فتيات اليوم بحاجة إلى اهتمام أكبر، وقد وجدنا في اليوم العالمي للطفولة فرصة ثمينة لتقديم هذا الاهتمام عبر هذه الدورات التدريبية، وأود أن أؤكد على أهمية تعليم الفتاة منذ الصغر، خاصة وأننا نستفيد من التجارب الرائدة التي قدمتها نور حيدر، إحدى الشخصيات البارزة في مجال تعليم الفتيات بمدينة عدن، وأنا أفتخر بكوني من أحفادها وأسير اليوم على خطاها في دعم تعليم الفتاة، كما أن هذه الدورة جاءت بالشراكة مع مكتبة مسواط، التي تعد من أبرز الداعمين للأطفال".
مشاركات فريدة
ومن جانبها، أكدت مديرة مكتبة "مسواط" للأطفال، وفاء أحمد غالب، أن الدورة كانت ممتعة وذات فائدة كبيرة للأطفال، حيث ساعدتهم على تعليم كيفية التحكم بطبقة الصوت وإدارتها بشكل صحيح، مما عزز من قدرتهم على الإلقاء والتحدث بثقة، مضيفةً أن هذه التجربة كانت فرصة مهمة لتطوير مهارات النقد البنّاء، وهي مهارات أساسية ستفيدهم في حياتهم الدراسية والمهنية مستقبلاً.
من جانبها قالت فرح أحمد، إحدى المشاركات في الدورة التدريبية "لقد استفدت كثيراً من هذه الدورة الخاصة بفن الإلقاء للأطفال، حيث تعلمت روح التعاون بين المشاركين، إضافة إلى كيفية التحكم بالصوت وتغيير طبقاته بما يمنح كل صوت دوره المميز، كما أدركت أن للمرأة دوراً أساسياً في المجتمع، وأن عليها أن تُظهر قدراتها وتعمل لتحقيق ما تطمح إليه".
وشاركتها زميلتها أسيل جاسم الحديث، موضحة أن هذه الدورة منحتها القدرة على الوقوف أمام الجمهور بثقة، لتصبح في المستقبل مصدر فخر لأسرتها ومجتمعها، وأكدت أنها ركزت خلال التدريب على تحسين استخدام اللغة وضبط نبرة الصوت، مما ساعدها على تطوير مهاراتها في الإلقاء "كل شخص يبدع في مجاله".
بدورها أضافت ضحى بسام "استفدت من الدورة بشكل كبير، حيث تعلمت كيفية التحكم في الأصوات وتنويعها، إضافة إلى استخدام اللغة بشكل صحيح" مؤكدةً أنها تطمح لأن تصبح مذيعة وشاعرة في المستقبل، معتبرةً أن هذه المهارات خطوة أولى نحو تحقيق أحلامها.
وأما جنات هاني والتي شددت على أهمية هذا التدريب لها من خلال تمكنها في كيفية الانتقاد الجيد الذي يجعلها تنتقد بطريقة بناءة لا تسيء لأي شخص في المستقبل وفي الحياة اليومية.
وتأتي هذه الدورة التدريبية كإحدى طرق تطوير أطفال اليمن وخاصة الفتيات اللاتي يسعين إلى تطوير ذواتهن في كيفية الإلقاء والحضور بين الجماهير والتعبير عن أنفسهن والدفاع عن حقهن ومناصرة حقوق المرأة منذ الصغر وتعريفها، لأنه عليها أن تتعلم وتكسب مهارات في حياتها العلمية والعملية.