بعد 2000 عام... انشطار شجرة الغريب في اليمن
تعد شجرة الغريب من أضخم الأشجار المعمرة في شبه الجزيرة العربية، ولأول مرة في تاريخها، انشطرت الشجرة اليمنية الشهيرة إلى نصفين بشكل مفاجئ.

رانيا عبد الله
اليمن ـ تعد شجرة الغريب واحدة من أبرز المعالم الطبيعية في منطقة السمسرة بمديرية الشمايتين في محافظة تعز باليمن، يقدر عمرها بأكثر من ألفي عام، ارتفاعها ومحيط جذعها وقطرها 16 و35 و8 متراً على التوالي، هذه الخصائص الفريدة أكسبتها شهرة واسعة، وجعلتها محط أنظار السياح من مختلف المحافظات اليمنية ومن خارج البلاد على مدى السنوات الماضية.
أثار انشطار شجرة الغريب دهشة السكان المحليين واستياء الناشطين، حيث تداول عدد من اليمنيين عبر وسائل التواصل الافتراضي صوراً تذكارية لهم بجانب الشجرة، معبرين عن استيائهم من الجهات المعنية بسبب الإهمال الذي تعرضت له الشجرة طوال السنوات الماضية، وعدم اتخاذ السلطات الإجراءات اللازمة لحمايتها حتى وصلت إلى هذه الحالة.
سُمّيت بـ "شجرة الغريب" لأنها وحيدة ولا تنتمي إلى أي عائلة نباتية معروفة، كما تبدو غريبة الشكل، وهي من الأنواع النباتية المتطرفة التي استطاعت مقاومة الظروف المناخية القاسية، بما في ذلك الجفاف الشديد والحرارة المرتفعة والرياح العاتية، وقد ورد ذكرها لأول مرة في كتاب "صفة جزيرة العرب" للمؤرخ اليمني الشهير أبي محمد الحسن الهمداني.
يتناقل الأهالي، خاصة كبار السن من النساء، روايات تبدو أشبه بالأساطير، حيث يعتقدن أن الشجرة تثمر مرة واحدة في العام، ثم تختفي ثمرتها فجأة، ويؤكدن أنها ثمرة مباركة، وبحسب متخصصين في البيئة والغابات، فإن شجرة الغريب تعد محطة للطيور المهاجرة المتجهة إلى جزيرة سقطرى اليمنية، خلال الفترة بين أواخر أيلول/سبتمبر وبداية تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، وكأنها منارة طبيعية تستخدم كمعلم إرشادي أو بوصلة للطيور القادمة من وسط القارة، لتحديد الاتجاه الصحيح نحو جزيرة سقطرى.
ونظراً لأهمية هذه الشجرة كمَعلم تاريخي ومزار سياحي، دعا ناشطو محافظة تعز الجهات المعنية إلى التحرك العاجل للحفاظ عليها وتشخيص الأسباب التي أدت إلى انشطار جزء منها، حيث قالت أماني أحمد "في كل مرة نمر فيها بالقرب من شجرة الغريب خلال رحلاتنا، نتوقف لالتقاط الصور التذكارية أمامها، وما حدث للشجرة كان نتيجة الإهمال المتراكم وعدم توفير الحماية الكافية لها، رغم أنها تُعد من أهم المعالم في المحافظة ويجب على الجهات المعنية الحفاظ على ما تبقى منها، وتحديد الأسباب التي أدت إلى هذه الحالة، والعمل على معالجتها".