إيزيديات: دعوة القائد أوجلان للشعب الإيزيدي بمثابة نهضة

وجه القائد عبد الله أوجلان رسالة للمجتمع الإيزيدي، دعا فيها إلى إرساء نظام ديمقراطي للحفاظ على الوجود التاريخي للإيزيديين، إلى جانب تطوير تنظيم اجتماعي يمكنهم من ممارسة معتقداتهم بحرية.

سيلفا الإبراهيم

الحسكة ـ تعليقاً على رسالة القائد عبد الله أوجلان للمجتمع الإيزيدي، أكدت الإيزيديات في مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا، على أهمية التنظيم من أجل الحد من الإبادات التي تستهدفهم.

وجه القائد عبد الله أوجلان رسالة للمجتمع الإيزيدي جاء فيها "تاريخ شعبنا الإيزيدي حافل بالمجازر، الهجرة، القمع والمعاناة الكبيرة، إذ يعتبر الشعب الإيزيدي من أقدم المجتمعات في ميزوبوتاميا، لقد قدموا تضحيات عظيمة لحماية ثقافتهم وهويتهم ووجودهم"، وفي ظل استقبال المجتمع الإيزيدي للرسالة، شهدت مدينة شنكال هجمات من قبل الجيش العراقي، أسفرت عن إصابة ثلاث مقاتلين في وحدات مقاومة شنكال، وهو ما نددت به النساء الإيزيديات في إقليم شمال وشرق سوريا.

 

"وفاءاً لتضحيات الشهداء علينا تطبيق رسالة القائد أوجلان"

ذكر القائد عبد الله أوجلان في رسالته التي تزامنت مع بدء الاحتفالات بعيد نوروز، أن المجتمع الإيزيدي "تعرض عبر التاريخ للعديد من الهجمات ولكن رغم كل شيء، حافظوا على وجودهم من خلال المقاومة، وفي القرن الماضي، وقعت مجازر ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية نتيجة لهجمات ذهنية الدول القوموية، إن المجزرة التي ارتكبت في شنكال عام 2014 كانت استمراراً للعقلية التي تهدف إلى القضاء على وجود الإيزيديين".

باركت الرئاسة المشتركة للبيت الإيزيدي بمقاطعة الجزيرة ليلى إبراهيم، عيد نوروز هذا العام على القائد أوجلان وقالت "رغم جميع الضغوطات وما يتعرض له القائد أوجلان من مؤامرات إلا أنه لم ينسى المجتمع الإيزيدي"، لافتةً إلى أنه  "خلال المجزرة الـ 74 التي تعرض له المجتمع الإيزيدي في عام 2014 سارعت قوات الكريلا من جبال كردستان لحماية الإيزيديين في شنكال، لن ننسى هذا الموقف التاريخي، ووفاءً لذلك نحن كمجتمع إيزيدي سنعمل على تطبيق رسالة القائد أوجلان على أرض الواقع وبناءً على ذلك سننظم أنفسنا أكثر من أي وقت مضى، لنحد بذلك من الإبادة التي نتعرض لها".

 

"الديانة الإيزيدية أساس القومية الكردية"

وحول الدور الذي أحرزوه في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا تقول "لم نحظى كمجتمع إيزيدي على مر التاريخ بفرصة إدارة أنفسنا، وهو ما تحقق بعد تأسيس الإدارة الذاتية في المنطقة، لذا التنظيم هو القرار الصائب لقول كفى للإبادة التي تسعى لصهر الإيزيديين".

وأوضح القائد أوجلان في رسالتها أنه "سيتم تشكيل مستقبل شعبنا الإيزيدي وفقاً لمبادئ المجتمع الديمقراطي المبني على قوته وإرادته الديمقراطية، لذا ينبغي تطوير تنظيم اجتماعي يمكنهم من ممارسة معتقداتهم بحرية"، وتعقيباً على ذلك قالت ليلى الإبراهيم "الديانة الإيزيدية هي أساس القومية الكردية وجذورها ورغم جميع الإبادات التي تعرضت لها إلا أنها حمت نفسها وحافظت على وجودها"، واصفةً دعوة القائد أوجلان بـ "النهضة".

وشددت على أهمية الوحدة الكردية "نحن الكرد قدمنا شهداء بأعداد لا تحصى لأجل بناء وطن يضمن حقوقنا ويصون كرامتنا، ولنكون لائقين بهذه التضحيات علينا أن نتحد ولا نسمح بذهاب دماء الشهداء سدى"، مشيرةً إلى أن ما يقوم به الاحتلال التركي هو مواصلة للإبادة التي استهدفت المجتمع الإيزيدي على مر التاريخ.

وتطرقت خلال حديثها إلى ما تتعرض له شنكال يومياً من هجمات من قبل الجيش العراقي الذي من المفروض أن يقدم لها الحماية وليس الهجوم عليها، وفي مواجهة ذلك نظم المجتمع الإيزيدي نفسه عسكرياً واجتماعياً، مشددة على ضرورة مواصلة أهالي شنكال تنظيمهم بشكل أقوى كيلا يقعوا لقمة سائغة بيد المحيط الذي يسعى لإبادته.

 

"دعم القائد أوجلان للإيزيديين حافز لرفع وتيرة النضال والمقاومة"

وقد عبر القائد عبد الله أوجلان عن دعمه للمجتمع الأيزيدي بهذه العبارات "أود أن أعبر عن دعمي لنضالهم في كل الظروف، إن حرية الشعب الإيزيدي وحرية شعوب الشرق الأوسط مترابطان، إن الدعوة إلى السلام والمجتمع الديمقراطي ستكون رداً على المجازر التي ارتكبت بحق المجتمع الإيزيدي".

ومن جهتها عبرت الشابة سيفان داوود عن البهجة التي حلت عليهم كإيزيديين في ظل استقبالهم لعيد نوروز مع الرسالة التي وجهها القائد عبد الله أوجلان لهم "رسالة القائد أوجلان التي وجهها لنا كمجتمع إيزيدي زادنا فرحاً، مع حلول احتفاليات عيد نوروز"، مشيرةً إلى أن "المجتمع الإيزيدي عانى كثيراً من القتل، والمجازر، وانتهاك ثقافتهم وهويتهم، لكنهم أصروا على حماية وجودهم"، لافتة إلى أن "المجتمع الإيزيدي استطاع من خلال معرفة فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان أن ينظم نفسه عبر تشكيل المؤسسات الخاصة به، وقوات تحميهم من الإبادة والانتهاكات التي يتعرضون لها".

وفي ختام حديثها أكدت سيفان داوود على أن تلبية نداء "السلام والمجتمع الديمقراطي" سيضمن حقوق كافة المعتقدات والأديان، لافتة إلى أن الديمقراطية هي الطريق للخلاص من الإبادة التي يتعرض لها المجتمع الإيزيدي.