الغارديان: الأوضاع في السودان تنحدر إلى حافة الإبادة الجماعية

يستمر النزاع الدائر في السودان للشهر الثامن على التوالي، مخلفاً الآلاف من القتلى والمصابين وتدمير البنية التحتية للبلاد، وأوضاعاً إنسانية كارثية.

مركز الأخبار ـ أفاد تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، أن السودان ينحدر إلى حافة الإبادة الجماعية بعد قيام قوات الدعم السريع وميلشياتها بقتل أكثر من ألف شخص من قبيلة "المساليت" في منطقة أردمتا غرب دارفور.

أوضح تقرير نشرته صحيفة غارديان البريطانية أمس الثلاثاء 21 تشرين الثاني/نوفمبر، أنه "في ظل انشغال العالم بالحرب بين حركة حماس وإسرائيل يواجه السودانيون أوضاعاً إنسانية صعبة، حيث أنهم تعرضوا للقتل والاغتصاب والاستعباد والنزوح من منازلهم".

وأشار التقرير إلى أن الأوضاع الإنسانية في السودان انحدرت إلى حافة الإبادة الجماعية بسرعة كبيرة، حيث انتشرت بشكل لا هوادة فيه في جميع أنحاء البلاد، مضيفاً أن أكثر من عشرة آلاف شخص فقدوا حياتهم ونزح أكثر من أربعة ملايين آخرين داخلياً و1.2مليون إلى الدول المجاورة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أكدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في البلاد كليمنتين نكويتا سلامي، على أن العنف ضد المدنيين في السودان يقترب من "الشر المطلق"، وأن الأطماع والسعي للسلطة جمعيها أسباب تغذي استمرار النزاع.

ولفت التقرير إلى أنه من المرجح أن أكثر من ألف شخص من قبيلة "المساليت" قُتلوا في منطقة أردمتا غرب دارفور، في بداية تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، على يد قوات الدعم السريع و"الميليشيات العربية" المتحالفة معها، مضيفاً أن قوات الدعم السريع حققت مكاسب كبيرة خلال الأسابيع القليلة الماضية في دارفور وأماكن أخرى غرب البلاد.

وأضاف التقرير إلى أن من أحد الاحتمالات التي تواجه السودان هو أنه يمكن أن ينقسم فعلياً إلى منطقتين، أو يستلم قوات الدعم السريع الحكم دون امتلاكه أي خبرة، لافتةً إلى أن كل ذلك يحدث بأقل قدر ممكن من الاهتمام من جانب العالم الخارجي، الذي تنهكه الحروب في غزة وأوكرانيا.

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من أن الغذاء لنصف مليون شخص فروا إلى تشاد سوف ينفد خلال الشهر المقبل إن لم يحصل إلى أي تمويل إضافي، فيما لفت التقرير إلى أن المسؤولين والمحللين يحذرون من نقص المشاركة الدولية والعمل على إيجاد مخرج من هذا النزاع رغم توفر النفوذ لدى الوسطاء، ورغبة طرفي النزاع على ما يبدو في استئناف المحادثات ذات التركيز الضيق في جدة.