'الأحكام التعسفية والاستهدافات لن تكسر إرادتنا بل تزيدنا إصراراً ومقاومة'
اكتسبت حملة "لا للإعدام" التي أطلقها اتحاد إعلام المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، واختتمت قبل أيام، زخماً كبيراً ومشاركة واسعة من قبل الناشطات والحقوقيات والتنظيمات النسوية المطالبة بإلغاء أحكام الإعدام بحق النساء في إيران.
دلال رمضان
الحسكة ـ دعت عضوات مؤتمر ستار في مدينة الحسكة بإقليم شمال وشرق سوريا، النساء إلى التكاتف والوقوف يداً واحدة في وجه المخططات التي تحاك ضدهن، حتى الوصول إلى حريتهن وحقوقهن المسلوبة من قبل الدول التي تفرض أحكاماً تعسفية بحق النساء.
أطلق اتحاد إعلام المرأة في 12 آب/أغسطس حملة "لا للإعدام" للمطالبة بإلغاء أحكام الإعدام التي أصدرتها السلطات الإيرانية بحق الناشطة شريفة محمدي والصحفية بخشان عزيزي، وشارك في الحملة العشرات من التنظيمات والحركات النسائية والمؤسسات المدنية والأحزاب السياسية، ومحامين وأطباء من مختلف مناطق إقليم شمال وشرق سوريا والعالم وأوروبا.
وحول ذلك قالت عضوة منسقية مؤتمر ستار في مدينة الحسكة ناهد سليمان "ندين إصدار السلطات الإيرانية حكم الإعدام بحق الناشطة شريفة محمدي والصحفية بخشان عزيزي، ونستنكر جميع الممارسات التي ترتكب بحق النساء أينما كن خاصة السياسيات والصحفيات لأنهن تمثلن صوت المرأة الحرة".
ولفتت إلى أن الناشطات اللواتي أصدر بحقهن حكم الإعدام تمثلن جميع النساء المضطهدات، مؤكدةً أن الأنظمة الفاشية والاستبدادية تخاف دائماً من صوت النساء ومن مطالبهن بالحرية والحقوق والمساواة "يجب علينا كنساء في إقليم شمال وشرق سوريا وجميع دول العالم الوقوف في وجه الممارسات اللاإنسانية وأحكام الإعدام التي تصدر بحق النساء، فالسلطات الإيرانية تنتهك دوماً حقوق النساء اللواتي تطالبن بالحرية".
ودعت النساء في العالم إلى التشابك والوقوف في وجه أحكام الإعدام التي أصدرتها السلطات الإيرانية "هدفنا من الانضمام الى حملة لا للإعدام هي دعم النساء والكشف عما تتعرضن له خاصة الناشطات والصحفيات في إيران وما يرتكب بحقهن من ظلم واستبداد".
ومن جانبها قالت الإدارية في مؤتمر ستار بناحية الشدادي التابعة لمدينة الحسكة أميرة السعد "تسعى كل من إيران وتركيا إلى استهداف السياسيات والناشطات والصحفيات لدورهن ومشاركتهن في الحياة السياسية والاجتماعية، خاصة بعد قيادتهن لثورة Jin Jiyan Azadî التي انطلقت مؤخراً في إيران بعد مقتل الشابة الكردية جينا أميني على يد شرطة الأخلاق بذريعة عدم التزامها بقواعد الحجاب"، مشيرةً إلى أن استهداف المرأة وقتلها وممارسة العنف ضدها ليس بالأمر الجديد على مثل هذه الدول، مؤكدةً أن قرار الإعدام الذي أصدرته السلطات الإيرانية مجحف بحق جميع النساء.
وشددت على رفضهن كنساء وحركات نسوية في إقليم شمال وشرق سوريا، قرار الإعدام مؤكدةً على مواصلتهن الدفاع عن حقوقهن ومبادئهن وحريتهن وكرامتهن، لافتة إلى الاستهداف التركي الأخير الذي طال الصحفيتين كلستان تارا وهيرو بهاء الدين في إقليم كردستان يندرج ضمن سلسلة استهدافات الدول للنساء اللواتي أصبحن رياديات "أحكام الإعدام والاستهداف يدل على شيء واحد وهو قوة النساء في عملهن وما تحدثنه من تأثير على النساء والرأي العام أجمع، وخوف هذه الدول من فكرهن الحر وإرادتهن القوية".
وأكدت أميرة السعد أن الناشطات في إيران وشرق كردستان تمثلن صوت النساء في جميع أنحاء العالم، بعد قيادتهن ثورة Jin Jiyan Azadî في إيران وشرق كردستان، ووقوفهن في وجه السلطات الإيرانية "على الرغم من مرور ثلاثة أعوام على انطلاقة الثورة ونضال النساء فيه، إلا أن السلطات الإيرانية لا تزال تمارس أحكامها التعسفية بحق المطالبات بالحرية والكرامة".
وأوضحت أن النساء في إقليم شمال وشرق سوريا تتعرضن أيضاً لهذه الممارسات من قبل الدولة التركية التي تستهدف الرائدات والسياسيات "ندين الاعتداءات التي تطال النساء في إقليم شمال وشرق سوريا".
وفي ختام حديثها دعت أميرة السعد النساء إلى التكاتف والعمل المشترك للحد من الظلم والاستبداد الممارس بحقهن "الدول الفاشية بمثل هذه الأحكام والاستهدافات لن تكسر إرادتنا، بل تزيدنا إصراراً ومقاومة حتى نتمكن من الوصول إلى حريتنا، ونحقق مطالب جميع النساء، لذلك علينا أن نكون يداً واحدة ونقف في وجه المخططات التي تحاك ضدنا".