مكونات إقليم شمال وشرق سوريا تتحد في وجه التهديدات التركية
أكدت نساء إقليم شمال وشرق سوريا على أهمية الحوار السوري ـ السوري، معربات عن رفضهن للتدخلات الخارجية.

مركز الأخبار ـ في ظل تصاعد التهديدات التركية لإقليم شمال وشرق سوريا، تؤكد النساء هناك رفضهن للتدخلات الخارجية، وتمسكهن بالحوار الوطني والحلول السلمية، دفاعاً عن مشروع الأمة الديمقراطية وحقوق جميع مكونات الشعب السوري.
يعتبر مشروع الأمة الديمقراطية الخيار الأمثل لجميع المكونات لما يتضمنه من مبادئ التعددية واحترام التنوع، ويسعى لتحقيق العيش المشترك وضمان حقوق كافة أبناء الوطن دون تمييز.
"صوت المرأة في الدفاع عن الحرية والكرامة"
في ظل المستجدات التي تشهدها الساحة السورية، أكدت عضوة مجلس عوائل الشهداء في مدينة القامشلو فاطمة الجاسم، أن ما يجري داخل البلاد يُعد شأناً داخلياً يخص السوريين وحدهم، مشددة على رفضها القاطع لأي تدخل خارجي من شأنه أن يهدد وحدة الوطن واستقراره.
ودعت إلى تعزيز التوافق الوطني وتكثيف العمل المشترك بين مختلف المكونات السورية، مشيرة إلى الدور المحوري الذي تضطلع به الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية في ترسيخ الأمن وتحقيق السلام، مشددة على أن الحلول الحقيقية لا يمكن أن تُبنى إلا من خلال الحوار الوطني القائم على مبادئ العيش المشترك والتفاهم المتبادل.
وأكدت أن كل ما يحدث سينعكس بشكل مباشر على الشعب السوري ومصالحه، وأن مصلحة السوريين يجب أن تبقى فوق كل اعتبار، معربة عن أملها في أن يتم تنفيذ اتفاق العاشر من آذار، والمضي نحو تحقيق السلام وإنهاء حالة التوتر القائمة.
ولفتت إلى أن "ما يقوم به دولت بهجلي وأعوانه يُعد استهدافاً مباشراً لمشروع الأمة الديمقراطية، ومحاولة للنيل من قيم التعايش وأخوة الشعوب"، مشددة على أن الإدارة الذاتية قدمت تضحيات جسيمة، حيث ارتقى آلاف الشهداء دفاعاً عن أمن واستقرار المنطقة، ولعبت دوراً حاسماً في القضاء على داعش الذي ارتكب فظائع مروعة بحق المدنيين، من نساء وأطفال وأبرياء.
وفي ظل التحديات الراهنة، جددت فاطمة الجاسم التأكيد على التمسك بخيار السلام، معربة عن الأمل في تجنب إراقة الدماء وقتل السوريين بدم بارد "دماء أبناء الشعب السوري غالية، وأن الاستقرار الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الحوار الوطني والاعتراف بحقوق جميع المكونات دون استثناء".
وأشارت إلى أن "نساء المنطقة يناضلن دوماً من أجل نيل حريتهن، وحماية مستقبل أبنائهن، وصون كرامة المجتمع بأسره. لن نقف مكتوفي الأيدي أمام التحديات، بل سنواصل النضال إلى جانب قواتنا العسكرية، فهم أبناء هذا الشعب، يدافعون عن أرضهم ووطنهم، وهذا حق مشروع لهم، وواجب يقع على عاتق كل امرأة ورجل يحمل السلاح دفاعاً عن الحرية والكرامة".
وأوضحت أن الدول المجاورة تعد شركاء وأصدقاء حقيقيين، وتحرص الإدارة الذاتية على بناء علاقات متينة معهم تقوم على الاحترام والتعاون المتبادل، مشيرةً إلى أن بعض الدول الأوروبية تتعامل مع القضايا السورية من زاوية مصالحها الضيقة، دون مراعاة لحقوق الشعوب أو لحجم المعاناة التي يعيشها الأبرياء "هذه الدول غالباً ما تستغل الأوضاع الراهنة لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، دون أن تقدم دعماً فعلياً أو حلولاً جادة تخدم تطلعات الشعوب نحو الحرية والاستقرار".
ووجهت رسالة إلى كافة المكونات "نحن شعب واحد، نعيش تحت مظلة الإدارة الذاتية، تجمعنا روابط الأخوة بين العرب والكرد والسريان والآشوريين. نؤمن بأن التعايش السلمي هو الطريق الأوحد نحو مستقبل مزدهر وآمن. نطمح إلى وقف نزيف دماء الأبرياء، والخروج من دوامة الحرب والصراعات، والوصول إلى اتفاق شامل بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية، يضمن لنا جميعاً العيش في وطن واحد تسوده الطمأنينة والوئام، حيث تصان حقوق كل مكون من مكونات شعبنا دون تمييز أو نقصان".
وفي ختام حديثها، شددت فاطمة الجاسم على أن مشروع الأمة الديمقراطية يجسد مفهوم العيش المشترك، ويقوم على أسس اللامركزية والتعددية، بما يضمن إشراك جميع المكونات والأطياف والأديان دون أي تمييز، مؤكدة أن مشروع أخوة الشعوب يعد الخيار الأمثل للجميع، إذ يهدف إلى خدمة المواطن وتعزيز كرامته، ويوفر حياة مستقرة وعادلة، دون أن يمس بحقوق أي طرف من أطراف الوطن أو يهدد توازنه.
"مكونات المنطقة ترفض التهديدات وتتمسك بالحل السياسي"
وعبرت عضوة المؤسسة الدينية بمقاطعة الرقة في إقليم شمال وشرق سوريا عزيزة خليل عن موقفها حيال التهديدات الأخيرة من قبل الرئيس العام لحزب الحركة القومية في تركيا دولت بهجلي على إقليم شمال وشرق سوريا "نرفض أي عملية عسكرية ضد إقليم شمال وشرق سوريا، ونعول على الحلول السلمية والسياسية التي من شأنها أن تحقن دماء السوريين، وتضمن حقوقهم، وذلك عبر الحوارات السياسية بديمقراطية كاملة".
يواصل دولت بهجلي تهديداته بشن هجوم على إقليم شمال وشرق سوريا، مستنداً إلى مزاعم بعدم التزام قوات سوريا الديمقراطية باتفاقية العاشر من آذار، وأوضحت عزيزة خليل، أن مكونات إقليم شمال وشرق سوريا تؤيد تنفيذ الاتفاقية، كما أنها لا تمانع اندماج قوات سوريا الديمقراطية مع الجيش السوري، شريطة أن يتم ذلك بعد ضمان حقوقهم بشكل قانوني وموثق في الدستور السوري، لا عبر وعود شفوية، مؤكدة أن اعتماد مبدأي اللامركزية والديمقراطية هو السبيل لضمان حقوق جميع مكونات الشعب السوري دون استثناء.
كما علقت على مطالب دولت بهجلي بنزع سلاح قوات سوريا الديمقراطية، "قسد لا يمكن أن تسلم سلاحها لأنها هي من تحمي إقليم شمال وشرق سوريا ولا نقبل أن نواجه مصير الساحل السوري ومدينة السويداء من القتل والمجازر"، مؤكدة أن الحلول السياسية تبقى الخيار الأمثل، شرط أن تضمن الحقوق لا أن تنتقص منها، وأن اندماج القوات مع الجيش السوري يجب أن يتم بعد تثبيت حقوق كافة المكونات في الدستور بشكل قانوني، لا عبر وعود شفوية أو إجراءات تهدف إلى نزع السلاح.
وشبهت عزيزة خليل التدخلات التركية في سوريا حالياً بالتدخلات الروسية في عهد النظام السابق، مؤكدة على ضرورة حل الأزمة السورية وقضاياها من قبل أبنائها بعيداً عن التدخلات الخارجية التي تبحث عن مصالحها، معتبرة التدخل التركي في سوريا هو من أجل ضرب مشروع الأمة الديمقراطية والنيل من القضية الكردية.
"نرفض التدخلات التركية بمصير الشعب السوري"
أعربت نجمة إبراهيم، عضوة مؤتمر ستار في مدينة كوباني، عن إدانتها واستنكارها للتصريحات الأخيرة الصادرة عن الدولة التركية، والتي تضمنت تهديداً بشن هجوم عسكري بالتعاون مع جهاديي هيئة تحرير الشام على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، مؤكدة أن هذه التهديدات المستمرة منذ سنوات، تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار وبث الخوف بين مكونات المنطقة، إلا أن الشعب هناك يتمتع بتنظيم قوي وروح مقاومة راسخة، ولن يسمح بتمرير هذه المخططات.
وأضافت أن نداء القائد عبد الله أوجلان حول السلام وبناء المجتمع الديمقراطي، منح الشرق الأوسط أملاً حقيقياً بإنهاء الحرب والانطلاق نحو مستقبل يسوده السلام والديمقراطية، غير أن التصريحات التركية الأخيرة تكشف بوضوح عن نواياها العدائية، وتؤكد أنها لا تسعى إلى السلام، بل تواصل محاولاتها لشن الهجمات على المنطقة.
وحول تأثير التهديدات والهجمات التركية على مسار السلام والمجتمع الديمقراطي الذي أطلقه القائد عبد الله أوجلان، أكدت نجمة إبراهيم أن هذه التصعيدات تهدف بشكل مباشر إلى تقويض المرحلة التي من شأنها أن تحقق السلام والديمقراطية لكافة شعوب المنطقة، مشددة على أن تركيا لا تملك أي شرعية لشن هجمات عسكرية على الأراضي السورية.
وأشارت إلى أن تدخلاتها العسكرية والسياسية بدأت منذ بدء الأزمة السورية، وتستمر اليوم تحت ذريعة عدم تنفيذ اتفاقية العاشر من آذار بين الحكومة المؤقتة وقوات سوريا الديمقراطية، مضيفةً أن هذه الاتفاقية تخص أبناء الشعب السوري وحدهم، ولا يحق لأي طرف خارجي بما في ذلك تركيا، التدخل في تفاصيلها أو فرض رؤيته على السوريين، لأن تقرير المصير يجب أن يكون بيد الشعب السوري داخل وطنه.
في ختام حديثها، شددت نجمة إبراهيم، على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف الاحتلال التركي وإنهاء تدخلاته في الشأن السوري ومصير السوريين، معربة عن ثقتها بأن توحيد الصف السوري والانخراط في نقاشات وحوارات سلمية وديمقراطية سيمكن السوريين من بناء وطن حر، ديمقراطي، ولا مركزي، يكفل حقوق جميع مكوناته بعيداً عن أي تدخل خارجي.