مع بدء العام الدراسي... حركة طالبان لا تزال مستمرة في حرمان الفتيات من التعليم
مع بدء العام الدراسي الجديد في أفغانستان، لا تزال أبواب المدارس مغلقة أمام الفتيات فوق الصف السادس، مع فرض قيود جديدة على الطلاب الذكور والمعلمين.

بهاران لهيب
باميان ـ منذ تولي حركة طالبان الحكم في أفغانستان فرضت العديد من القيود على السكان خاصة النساء والفتيات وكان أبرزها حرمانهن من حقهن في التعليم بعد صف السادس الأمر الذي يهدد مستقبل جيل كامل في البلاد.
بدء العام الدراسي الجديد في أفغانستان في الثاني والعشرين من آذار/مارس الجاري، مع استمرار حرمان الفتيات فوق الصف السادس من حقهن من دخول المدارس لأكثر من ثلاثة سنوات، وتشير التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة إلى أن أكثر من خمسة ملايين فتاة في أفغانستان خارج المدارس.
ولم يُسمح للفتيات من الصف الأول إلى الصف السادس بالذهاب إلى المدرسة، كما فرضت قيود على الطلاب الذكور حيث طُلب منهم ارتداء الملابس التقليدية وقبعة بيضاء وإلا فلن يُسمح لهم بدخول المدرسة، كما تم تغير المناهج العلمية في وقت زادت فيها من المواضيع الدينية.
ولتقييم الوضع، زارت وكالتنا مدرستين في ولاية باميان للتعرف على الأنظمة الجديدة التي فرضتها حركة طالبان، وكانت إحدى هذه المدارس خاصة، تحدثنا مع شمسية شريف وهي إحدى المعلمات في هذه المدرسة والتي تقوم بتدريس الأطفال وقالت "في العام الماضي كنا نتلقى رسائل كل يوم من إدارة التعليم في باميان تتضمن قرارات جديدة، خاصةً فيما يتعلق بحجاب المعلمات".
وأوضحت أن "هدفنا هو تثقيف الجيل القادم في هذا البلد حتى يصبحوا متعلمين، أفغانستان هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعاني من معدل أمية مرتفع للغاية، وفي هذا العام وقبل بدء الدراسة تم إبلاغنا باللوائح الجديدة التي فرضتها طالبان والتي تضمنت تغييرات في ملابس الطلاب الذكور، نحن حزينون للغاية ومحبطون بسبب هذا الوضع".
وبعد ذلك قمنا بزيارة مدرسة حكومية لتعليم الفتيات، حيث يتعين على طلاب هذه المدرسة السير لساعات عبر طرق صعبة للوصول إلى المدرسة، وقالت المعلمة شازيا نفاس "لا أعرف ما هو هدف طالبان من حرمان الفتيات من حقهن في التعليم، قاموا بفرض قيود على النساء والفتيات، والآن ضيقوا المجال أمام الرجال والفتيان أيضاً، وفي جميع المدارس زاد المحتوى الديني وتم فصل عدد كبير من المعلمين ولم يتقاض المعلمون رواتبهم منذ أكثر من ثلاثة أشهر".
وأوضحت أنها الوحيدة التي تعيل أسرتها المكونة من أربعة أفراد "جميع المعلمين من حولي ليسوا بأفضل حال أحياناً أسأل نفسي ماذا يريد طالبان منا؟ وما الهدف من كل هذا القمع والضغط؟".
ومع بدء العام الدراسي الجديد في محافظات أفغانستان، لا تزال القيود التعليمية قائمة، ولا يُسمح للفتيات بالدراسة بعد الصف السادس، وتُفرض على الطلاب الذكور قواعد صارمة خاصةً فيما يتعلق بالملابس والتغييرات في المناهج الدراسية، بالإضافة إلى المخاوف التعليمية، يواجه المعلمون صعوبات مالية وضغوطات متزايدة وقد فرضت هذه الظروف تحديات خطيرة على مستقبل التعليم ومحو الأمية في أفغانستان.