مصريات: أهالي غزة الأولى بتقرير مصيرهم ومسؤولية العالم إعادة الإعمار
ردود فعل غاضبة سادت الأوساط المحلية مع كشف الولايات المتحدة الامريكية عن خطة التغير الديمغرافي في غزة بذريعة إعادة الاعمار.

أسماء فتحي
القاهرة ـ حالة من الرفض والغضب عمت الأجواء المحلية منذ اللحظة الأولى التي تم الإعلان فيها عن مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاص بتهجير سكان غزة إلى مصر والأردن، وهو الأمر الذي جاء الرد الرسمي عليه بالرفض القاطع باعتبار ما يحدث تفريغ للقضية الفلسطينية من مضمونها.
انطلقت عدد من التظاهرات الرافضة لهذه التصريحات بالنقابات المختلفة ومنها "الصحفيين"، وكذلك في عدد من الميادين كتعبير عن الرفض الشعبي لذلك، كما انتقل البعض لمعبر رفح لتصل الرسالة بشكل كامل، وظل الموقف الرسمي للحكومة المصرية ينحاز للقضية الفلسطينية برفضه عملية التهجير وإخلاء غزة واعتباره مخطط لا يمكن القبول به.
وماتزال النقاشات قائمة حول وضع غزة والإعمار بعد الحرب التي نالت من الأرواح والبنية التحتية ولم تترك منها سوى الحطام الذي لا يساعد على الحياة لفقدان كافة مقوماتها.
تهجير أهل غزة يفرغ القضية من مضمونها
التقرير للآخر أمر يتنافى مع الحقوق الانسانية خاصة إن كان الأمر يرتبط بأشياء مصيرية كترك الأرض أو الحق أو سلك مسار غير مرغوب فيه وهو الأمر الذي جعل فكرة تهجير أهالي غزة مرفوضة ولاقت رفضاً، على نطاق واسع وواجهة ثبات في الموقف الرسمي كذلك.
وترى الأخصائية النفسية أسماء العناني، أنه لا يحق لأياً كان أن يقرر تهجير شعب غزة ويجبرهم على ترك وطنهم ومغادرتها قسراً لأية دولة أخرى مهما كانت درجة المودة والتقارب مع شعبها فلهم حق في الأرض وكذلك الاختيار وعلى المجتمع الدولي التكاتف في وجه من يتجاوز حقوق الإنسان.
واعتبرت أن "إعمار غزة مسؤولية وليس هبة أو منحة ولكنه نداء لحقوق الإنسان التي لطالما نادت به المحافل الدولية"، مؤكدة أن "الحل الوحيد يكمن في تعميم السلام ووقف الحروب التي نالت من كرامة الشعوب وإنسانيتهم وأودت بأرواح الآلاف في محاولة لتوسيع استيطان السلطات الإسرائيلية بتخطيط من الولايات المتحدة الأمريكية وذلك على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي كاملاً".
وعن أثر التهجير وترك الوطن قالت "انتقلت من المكان الذي عشت فيه كافة مراحل عمري، ورغم أنى ذهبت لنفس الحيز الجغرافي، إلا أنه ولمدة عام كامل كنت أشعر بغربة وأبكى رغم أن وضعي آمن ومستقر فما بالنا بمن يغير دولته لأخرى وفي ظل ملابسات المشهد الحالي وبالإجبار".
المرأة الفلسطينية دفعت فاتورة دامية في الحرب
فيما أكدت عضوة بالجمعية المصرية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رحمة سمير أن المرأة الفلسطينية تحملت ما لا يمكن لإنسان طبيعي أن يتأقلم معه فقد فقدت أطفالها وعائلتها وعاشت في ظروف قاسية وشديدة التعقيد بعد انهيار البنية الأساسية لغزة ومنع كل مقومات الحياة عن أهلها في محاولة لإبادة سكانها، مشددة أن صمود المرأة الفلسطينية طوال الأعوام السابقة يستحق الدراسة والفخر لما بذلته في سبيل وطنها وحق الأرض والوجود فهناك أسر كاملة قُصِفت في لحظة وكان واضحاً استهداف القوات الإسرائيلية للنساء والأطفال وجميعها أمور عانت منها الفتيات والنساء داخل غزة.
وأوضحت أن الشعب المصري داعم طوال الوقت للقضية الفلسطينية واستمراراً في ذلك النهج تم رفض التهجير لحماية الموقف من مخططات إسرائيل، لافتة إلى أن المقاطعة التي تمت للمنتجات التي تتبع كيانات داعمة لإسرائيل خير دليل، فرغم الدعاية والتخفيضات والاغراءات إلا أن الموقف منها لم يهتز فضلاً عما تم تقديمه من إعانات سواء كانت مادية أو معنوية بالمسيرات المؤيدة للموقف الفلسطيني والرافضة للحرب والتهجير.
ولفتت إلى أن الأمان والاستقرار حق إنساني أصيل، وما أطلقه دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية من تصريحات لا تدل سوى على نرجسية شديدة التعقيد، فهو ودولته يتدخلان كما يرغبان في تغيير خريطة العالم والتقرير للآخرين بالضغوط تارة والمساومات تارة أخرى وجميعها أمور تحتاج لوقفة.
وعن الحلول المطروحة فقد لفتت إلى أن العودة لحدود عام 67 من شأنها أن تنهي الحرب المحتدمة وتعزز آفاق السلام، مؤكدة أن السلطات الإسرائيلية لا حق لها ولا أرض "أهالي غزة هم وحدهم من لهم الحق بأرضهم لأنهم دفعوا الثمن من دمائهم".