كابول ـ لقد مر أكثر من عامين على حكم طالبان، وشهد الشعب خلالهما وضعاً أسوأ، والآن تعرض وكالتنا الإحصائيات التي نشرتها المنظمات الدولية في العام الماضي والوضع السائد.

كتب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" على مواقع التواصل الاجتماعي أن أكثر من 28 مليون شخص في أفغانستان بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، بينهم 23% من النساء، و54% من الأطفال، و8.3% من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وكتبت منظمة "مؤيد الإعلام الحر في أفغانستان" في تقريرها السنوي، أنها سجلت هذا العام 120 حالة عنف ضد صحفيي المنظمة، 80% منها تشمل الضرب والإهانة والشتائم والسلوك غير المبدئي والاعتقالات التعسفية.

وقررت الحكومة الباكستانية ترحيل 1.73 مليون مهاجر أفغاني يعيشون في هذا البلد دون وثائق قانونية، ووفقاً لمنظمة الأغذية العالمية، تم ترحيل 280 ألف لاجئ أفغاني من باكستان في 1 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وأعلن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة من خلال تقرير نشره في أيلول/سبتمبر الماضي، تم إنتاج نحو 330 طناً من المخدرات في أفغانستان هذا العام.

 

السجون تحت حكم طالبان

وقالت إدارة "شؤون السجون" التابعة لحكومة طالبان في نشرة إخبارية، إن نحو 16 ألف معتقل يقبع في السجون في جميع أنحاء أفغانستان، بينهم 1194 امرأة، 1042 طفلاً، 47 طفلة، 16 مواطن أجنبي 5 منهم نساء.

وبحسب الإدارة ذاتها، يعيش في مركز الإصلاح والتأهيل ما بين 600 ـ 700 طفل، منهم 400 طفل متسول تم جمعهم من الشوارع، ويوجد حالياً 400 أفغاني معتقلين في السجون الإيرانية، لكن لم تذكر الإدارة السجناء السياسيين ومعارضيها والنساء المحتجات وجنود الحكومة السابقة الذين يتعرضون للتعذيب في قسم "أمن 90 و40"، ولا يتم إحصاؤهم من بين عدد السجناء.

وفي الوقت نفسه، فإن السجناء الذين اعتقلتهم طالبان في ولايات مختلفة ويختفون لعدة أشهر لا تشملهم هذه الإحصائية.

 

القطاع الصحي

وخلال العشرين عاماً الماضية، تأثرت حياة الناس في كافة المجالات، إذ لا يوجد سوى مشفى عام واحد أو اثنين وسط المدينة، ولا توجد مراكز للخدمات الصحية في المناطق البعيدة والقريبة، وعلاوة على ذلك، فإنهم يواجهون نقصاً في المعدات الطبية والعاملين في المجال الطبي وتفاقم النقص على مدار عام كامل، بالإضافة إلى الفصل بين الجنسين في وزارة الصحة.

وكتبت منظمة الصحة العالمية في بيان لها، أنه يواجه 8 ملايين شخص في أفغانستان، نقصاً في الأموال المخصصة لقطاع الصحة، لافتةً إلى أن هناك 14 مليون شخص في حالة طوارئ صحية، بينهم 7.5 مليون طفل، 3.1 مليون منهم امرأة.

وقال وزير الصحة العامة الأفغاني خلال افتتاح أحد المشافي، إن "عدد وفيات الأمهات والأطفال هذا العام وصل إلى 256 حالة".

 

ارتفاع عدد حالات الانتحار بين النساء

ارتفع عدد المرضى الذين يتلقون العلاج النفسي خلال هذا العام في ظل نقص المراكز المختصة في هذا المجال نتيجة مشكلات مالية وأمنية، وأكدت منظمة الصحة العالمية أن النساء والأطفال الأفغان "ليسوا في حالة نفسية جيدة بسبب الأوضاع غير المواتية".

ولفتت إلى أن نحو 39% من الأطفال يواجهون مشاكل عاطفية، و52% منهم يعانون من مشاكل مع أقرانهم، و11.5% لديهم مشاكل في أداء مهامهم اليومية بسبب مشاكل نفسية.

وبعد سيطرة طالبان على أفغانستان منتصف آب/أغسطس 2021، ارتفع عدد جرائم القتل والانتحار بين النساء، والسبب الرئيسي لذلك هو الترويج لأصولية طالبان والأفكار المناهضة للمرأة، إلى جانب عوامل أخرى مثل البطالة، الفقر، العنف الأسري، الزواج القسري، وتزويج الفتيات لطالبان، زيادة المشاكل النفسية، حرمان المرأة من العمل والتعليم.

وكتبت منظمة الأمم المتحدة في تقرير لها، أن 9 من كل 10 نساء في البلاد تقعن ضحايا للعنف المنزلي، وتدعم حركة طالبان معظم أعمال العنف هذه.

وفي متوسط ​​العام الجاري، أفادت وكالة أنباء "معلومات اليوم"، أن 213 شخصاً انتحروا، 110 منهم رجال و103 نساء، وسجلت أعلى حصيلة للوفيات في ولاية فارياب.

وقالت "وكالة أنباء بختار" في بحثها الذي استمر عاماً ونشرته منتصف العام الجاري، إن 109 أشخاص انتحروا، منهم 53 امرأة و56 رجلاً، في هذا البحث، الإحصائيات العالية من ولاية فارياب.

 

وضع المرأة خلال عام واحد

ويقول "معهد جورج تاون للمرأة والسلام والأمن"، إن أفغانستان تعتبر المكان الأكثر خطورة بالنسبة للنساء من بين 177 دولة، ورغم ذلك لم تتوقف النساء عن النضال ولم يخيب أملهن، فخلال العام الماضي رفعن أصواتهن بشتى الطرق في أغلب الولايات، ورغم أن الكثيرات منهن تعرضن للاعتقال والتعذيب، إلا أنهن واصلن نضالهن دون خوف.

وفي كل يوم، تعلن حركة طالبان عن قوانينها المناهضة للمرأة، فقد أعلنت إلزامية الحجاب، ولا يحق للمرأة السفر من ولاية إلى أخرى دون "محرم"، فهناك العشرات من نقاط التفتيش من أجل مراقبة النساء والفتيات.

وقد أجرى مكتب الأمم المتحدة في أفغانستان "يوناما"، وإدارة المرأة في هذه المنظمة، ومنظمة الهجرة الدولية بحثاً مشتركاً بين 592 امرأة في 22 ولاية. وقد قيل "69% من النساء يعانين من العزلة والإهانة بسبب فقدان وظائفهن وتعليمهن"، وبحسب هذه المؤسسات، فقد أصدرت حركة طالبان أكثر من 50 "قانوناً" ضد المرأة.

 

الأمن

ومع عودة حركة طالبان إلى البلاد، أعلنت في الأيام الأولى عن "العفو العام"، فقالوا "ليس بيننا وبين أحد عداوة"، والآن تعلن كل يوم أن الأمن قد انتشر في جميع أنحاء أفغانستان وأن الحكومة لديها القدرة على الوصول إلى كافة المناطق.

لكن ما يجري لا يقال أبداً، ووسائل الإعلام التابعة للحركة، لا تسمح بتغطية الأوضاع التي تجري في غالبية الولايات، فالقوات العسكرية التابعة للحكومة السابقة، الذين لم يتمكنوا من مغادرة مناطقهم ويلجؤون إلى مكان آخر ليلاً، إما أن تسيطر حركة طالبان على منازلهم أو يتم اغتيالهم باسم "مسلحين مجهولين".

كما تكون حياة غالبية الصحفيين والصحفيات في خطر حيث يتم اعتقالهم وضربهم أو قتلهم أثناء إعداد التقرير، كما يتم اعتقال النساء المتظاهرات من منازلهن وبعد تعرضهن للتعذيب وقضاء أشهر في السجن، يتم إطلاق سراحهن مقابل التزام الصمت ودفع مبالغ مالية ضخمة.

لقد أصبح القتل المتسلسل للنساء والزواج القسري للفتيات في سن مبكر على يد حركة طالبان أمراً شائعاً، وفي شمال البلاد، تكتسب قوات داعش قوة كل يوم وكانت هناك عمليات انتحارية وتفجيرات في المساجد والأماكن الرياضية وحدثت تفجيرات في إحدى المدن، لكن لا يُسمح بنشر إحصائيات القتلى والجرحى.

 

الكوارث الطبيعية

وتعرضت أفغانستان هذا العام لكوارث طبيعية في عدد من الولايات، حيث فقدت مئات الأسر ملاجئها وحياة أحبائها وبيوتها بسبب الفيضانات والزلازل، لكن من ناحية أخرى، استغلت حكومة طالبان هذه الفرصة وحصلت على الكثير من الأموال باسم "الضحايا".