عام من نضال المرأة في إقليم كردستان ضد العنف والاحتلال

وجهت نساء منظمة المرأة الحرة الكردستانية RJAK، اللواتي أمضين عام ٢٠٢٣ في إقليم كردستان وهن تناضلن، رسالة من خلال أعمالهن وفعالياتهن على مدار العام مفادها أن الحياة الحرة ممكنة.

توار بنجويني

السليمانية ـ لقد كانت سياسات الحرب التي ينتهجها الاحتلال التركي والتي تستهدف المدنيين أيضاً، والفساد الاجتماعي الذي تطور نتيجة دعم الحكومة لهذه السياسات، وتزايد العنف ضد المرأة وتفاقم الأزمة الاقتصادية من المواضيع الأساسية على جدول أعمال المرأة لعام ٢٠٢٣ في إقليم كردستان.

كانت العزلة المشددة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان من البنود الرئيسية على جدول أعمال المرأة، ومن أجل تحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان قامت النساء طوال العام بتنظيم احتجاجات وفعاليات، وتمت مناقشة فلسفة عبد الله أوجلان خلال هذه الفعاليات، واستمرت النساء في نضالهن من أجل جعل الحياة الحرة أمراً ممكناً.

 

"قضت منظمة المرأة الحرة الكردستانية عام ٢٠٢٣ بالنضال"

لقد كانت منظمة المرأة الحرة الكردستانية (RJAK) متواجدة في الساحات طوال العام، وتولت دوراً ريادياً في بناء مجتمع أخلاقي وسياسي، في نضالها من أجل الحل لقضايا المرأة والمشاكل الاجتماعية، من خلال حمل فلسفة "Jin jiyan azadî" إلى المجتمع في إقليم كردستان، وقامت منظمة المرأة الحرة الكردستانية بإحياء ذكرى النساء الرائدات مثل فيان سوران، ليلى قاسم، شيرين علم هولي، غربت أيدين بتنظيم فعاليات في ذكرى مقتلهن.

وفي ٨ آذار/مارس الماضي، تم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة بقيادة RJAK من خلال تنظيم فعاليات مختلفة تحت شعار "مع Jin jiyan azadî نسير نحو ثورة المرأة"، وفي اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي يصادف ٢٥ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، نظمت منظمة المرأة الحرة الكردستانية مسيرة تحت شعار "سنواصل نضالنا ضد الإبادة الجماعية ضد المرأة بفلسفة Jin jiyan azadî"، وشاركت النساء في المسيرة بأزيائهن ووجهن رسائل تضامنية من خلالها، كما واصلن تنظيمها على مدار العام وقمن بتنفيذ أنشطة توعوية.

إن منظمة المرأة الحرة الكردستانية التي قامت بالإدلاء بالعديد من التصريحات وإجراء فعاليات بشأن هجمات الاحتلال التركي واستخدامه الأسلحة الكيميائية، وجهت دعوة للمؤسسات الدولية أيضاً، وخرجت إلى الشوارع ضد الحصار الذي فرضته الحكومة العراقية على مخيم مخمور للاجئين، واتخذت موقفاً تضامنياً مع أهالي المخيم ضد سياسات الاحتلال، وشاركت في حملة "الحرية للقائد عبد الله أوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية" من خلال أنشطة وبيانات.

 

شاركت النساء بشكل فعال في حملة الـ 16يوم

وشاركت منظمة المرأة الحرة الكردستانية في الفعاليات مع المنظمات غير الحكومية والمنظمات النسائية في حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، وتم تنفيذ العديد من الأنشطة التوعوية لرفع مستوى الوعي العام ضد العنف، من خلال عقد العديد من الندوات وتنفيذ الأنشطة مثل زراعة الأشجار، وأكدت النساء اللواتي اجتمعن في العديد من المدن على أن العنف ضد المرأة هو انتهاك لحقوق الإنسان.

وفي ٢ حزيران/يونيو الماضي، افتتح مركز العلوم والبحوث والأرشيف التابع لمكتبة المرأة الكردية، الذي كان من إحدى مشاريع الأكاديمية ناكيهان أكارسال، العضوة في مركز أبحاث علم المرأة وعضو هيئة التحرير في مجلة علم المرأة، التي تم اغتيالها في هجوم مسلح في ٤ تشرين الأول/أكتوبر من عام ٢٠٢٢ بمدينة السليمانية، حيث كانت تعمل على مكتبة المرأة الكردية، وشاركت ما يقارب من ٣٠٠ امرأة من أجزاء كردستان الأربع وشنكال وألمانيا وإسبانيا في البرنامج الذي استمر ليومين تحت شعار "كتابة تاريخ المرأة بلغة المرأة" و"سنحقق أحلامنا حينما نكتبها ونسجلها ونشاركها، حاملين ذاكرتنا لمزيج المستقبل".

وناضلت نساء إقليم كردستان طوال العام من أجل الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان من خلال المطالبة برفع العزلة المشددة المفروضة عليه، فإن النساء اللواتي تؤمن بأن نموذج الأمة الديمقراطية الذي طرحه القائد أوجلان هو الحل للأزمات في الشرق الأوسط، شاركن بشكل فعال في مبادرة "الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية"، التي انطلقت في ١٠ تشرين الأول/أكتوبر الماضي في ٧٤ مركزاً، كما وأطلقت لجنة "حرية أوجلان" في إقليم كردستان في ٤ نيسان/أبريل حملة تحت شعار "حان الوقت لإنهاء المؤامرة الدولية" لإدانة هجمات الاحتلال التركي على أراضيها وتسليط الضوء على العزلة، وتم تنظيم الإضرابات عن الطعام أيضاً ضمن نطاق هذه الحملة، وفي ١٥ شباط/فبراير الماضي، ذكرى المؤامرة الدولية، خرجت مسيرة في السليمانية بمشاركة جماهيرية غفيرة.

وتم الاحتفال بمناسبة عيد نوروز بحماس كبير في ساحة نوروز في قنديل بمشاركة الآلاف من الأشخاص، حيث تم توجيه رسائل خلال الاحتفال تدعو لتصعيد النضال وحماية الأراضي، وتمت الإشارة إلى مئوية معاهدة لوزان، بالتشديد على أنه سيتم تعطيل اتفاقيات الإبادة الجماعية هذه، وأكدت النساء اللواتي شاركن في احتفالات نوروز بأزيائهن الشعبية على أنهن متحدات حول فلسفة القائد عبد الله أوجلان.

لقد قامت المرأة بتنفيذ العديد من الأعمال في مجال الثقافة والفنون أيضاً، وأقامت العديد من المعارض من ضمنها الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي، ونظمت المهرجانات والمسرحيات، كما وتضمنت أعمالها الفنية التي تطرقت إلى مشاكل النساء ونضالاتهن، وفي منطقة رانية في مدينة السليمانية أقامت المعلمات معرض فني بعنوان "الإحساس بالعاطفة والألوان والشبيبة"، كما وتضمن هذا المعرض أعمالاً لفنانات من شرق كردستان أيضاً، وأقيم معرض "ملجأ الألوان" بمشاركة ٣٠٩ فنانات من شرق كردستان وطهران وإقليم كردستان بعنوان "المرأة والحياة في روج آفا".

 

"دعم سياسات الاحتلال أدى إلى تعميق الأزمة الاقتصادية"

إن الدعم الذي يتم تقديمه للاحتلال التركي وسياسات الحرب الخاصة قد أثر على كافة شرائح المجتمع، وفي المنطقة التي تزايدت فيها ممارسات العنف ضد المرأة وحالات الوفيات المشبوهة، أثرت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة على مجال التعليم أكثر من غيرها من المجالات، ففي الوقت الذي ألغت فيه المنح الدراسية للطلاب، لم يتلقى المعلمون/ات رواتبهم لأشهر عديدة.

ومع ارتفاع البطالة في إقليم كردستان، احتج المعلمون/ات واضربوا عن وظائفهم طيلة العام، واستمرت هذه الاحتجاجات لمدة ثلاثة أشهر في مدن السليمانية وحلبجة وكويا وكرميان ورابرين.

 

بعض الأعمال المهمة التي تم إجراؤها خلال هذا العام

عقدت لجنة العمل المشتركة بين اليسار الكردستاني وتحالف المرأة الكردستانية اجتماعاً في مركز صنع القرار وبناء السلام الكردستاني، بشأن المشاكل التي تواجه المرأة.

وبمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من آذار/مارس من كل عام، نظم اتحاد المرأة الكردستانية فعالية فنية تحت شعار "قوة المرأة في الوحدة".

والتقت منظمة المرأة الكردية للعلاقات مع وفد يتكون من ممثلات من بلدان مختلفة، من بينهم كلا كوبر من بوليفيا، كارولينا كيم من كوريا، راها زماني من إيران، كوكب مهريتاب من إريتريا، وزينب بايازيدي من شرق كردستان.

وفي ١٦ أيلول/سبتمبر الماضي، ذكرى وفاة جينا أميني، التي قتلت في طهران على يد "شرطة الأخلاق"، نظمت فعاليات وندوات مختلفة، كما تم إحياء ذكرى جينا أميني في مركز "جينا" الثقافي بفعاليات مختلفة.

وفي السادس من شباط/فبراير الماضي، اطلقت منظمة المرأة الحرة الكردستانية حملة لتقديم المساعدات وخاصة الإمدادات الطبية، تضامناً مع ضحايا الزلزال الذي ضرب تركيا وشمال كردستان.

كما شاركت مجموعة من نساء إقليم كردستان في مؤتمر "تجارب الحركة النسائية في الخروج من الأزمات" الذي عقد بقيادة رابطة جين النسائية، ورابطة نوروز الثقافية الاجتماعية، تحت شعار "على هدى: Jin jiyan azadî"، في العاصمة اللبنانية بيروت خلال يومي 18 ـ 19 آب/أغسطس الماضي.

وقدمت النساء اللواتي اجتمعن في بلدة كويا بإقليم كردستان، "جائزة الأخت الملاك" للنساء اللواتي تناضلن من أجل الحقوق والحريات، وفي هولير عُقد مؤتمر بعنوان "مائة عام لمعاهدة لوزان، دور المرأة في الحفاظ على الأرض والهوية".

كما وتم تنظيم مؤتمر دولي بعنوان "المرأة في مرآة المجتمع والتاريخ" بقيادة كلية العلوم الإنسانية، بالتعاون مع جامعة جيهان في إقليم كردستان.