2023 النساء تصعدنَّ من نضالهن وتقاومن الصراعات التي أشعلها رجال السلطة في الشرق الأوسط

تحاول نساء الشرق الأوسط افتكاك حقوقهن من بين أنياب المجتمع الذكوري والانتصار على المنظومة القانونية التي تخدمه، والتصدي للأزمات التي مرت بهن من صراعات وكذلك كوارث طبيعية زادت من معاناتهن.

سناء العلي

مركز الأخبار ـ أحداث كثيرة ومميزة وأخرى حزينة ومؤلمة شهدها العام 2023 على الصعيد النسوي، غطت وكالتنا العديد من القضايا والفعاليات النسائية في بلدان الشرق الأوسط والعالم وتناولت المواضيع المتعلقة بالبيئة والمجتمع والطفل، الذي يعد أكبر الخاسرين في هذا العام، إضافةً لقضية غزة التي كانت محورية خلال الأشهر الأخيرة، وكذلك الصراع في السودان.

تصاعد النضال النسوي خلال العام 2023 وكثفت النساء من نشاطاتهن، وأخريات أكملن مسيرة تحديهن للظروف الصعبة التي تعشنها سواء في منازلهن أو خيم اللجوء، أو اللواتي تعشن تحت القصف، أو اللواتي تحاربن القوانين التمييزية، تضاف إلى ذلك التحديات البيئية فالنساء والفتيات هنَّ اللواتي تتولين مسؤولية جمع المياه في 7 من بين كل 10 أسر تفتقر إلى إمدادات المياه، وتعيش أقل من واحد بالمئة فقط منهن في بلاد تتمتع بدرجة عالية من تمكين المرأة، وما يزال تحقيق التكافؤ بين الجنسين الهدف الذي تسعين للوصول إليه.

 

غزة والتضامن العالمي

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر بدأ الصراع بين إسرائيل وحماس ضمن عملية "طوفان الأقصى"، لكن ما طاف فعلاً هي غزة بدماء ودموع سكانها.

وخلال الهجوم اعتقلت القوات الإسرائيلية الناشطة الفلسطينية والمعتقلة السابقة عهد التميمي من منزلها بعد عملية دهم واقتحام في الضفة الغربية، ثم أطلق سراحها ضمن الدفعة السادس من عملية تبادل الأسرى في 30 تشرين الثاني/نوفمبر، وبدت خلالها في حالة جسدية سيئة.

وبعد نحو شهر من تغطيتها لتفاصيل الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، أصيبت مراسلة وكالتنا نغم كراجة بإصابات عدة في قدمها اليمنى ومؤخرة رأسها بعد استهداف الجيش الإسرائيلي لمنزلهم في منطقة الشجاعية بالحزام الناري بتاريخ 12تشرين الثاني/نوفمبر، والذي أسفر عن تدمير 10 منازل في الحي.

وانقطع اتصال وكالتنا بالمراسلات في قطاع غزة بسبب قطع الإنترنت من قبل إسرائيل، لكن وكالتنا استمرت بتغطية الأحداث إضافةً للدعم الشعبي لقطاع غزة.

ومن الأحداث البارزة خلال فترة الهجوم على غزة مذكرة الاحتجاج التي أصدرتها الشبكة العربية للمجتمع المدني النسوي، في 5 كانون الأول/ديسمبر، وعبرت فيها عن قلقها البالغ إزاء البيان الأخير الصادر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة حول الوضع في فلسطين وإسرائيل كونها لم تندد بـ "العنف الجسدي والجنسي واللفظي والتهديد بالاغتصاب" الذي تتعرض له الفلسطينيات.

وفي إطار اتفاق الهدنة بين الطرفين بعد سبعة أسابيع من الحرب أفرجت حركة حماس عن دفعة رهائن ثانية في 25 تشرين الثاني/نوفمبر، وتضمنت 13 رهينة إسرائيلية (ثمانية أطفال وخمس نساء) و4 تايلانديين، فيما أطلقت إسرائيل سراح 39 فلسطينياً بينهم 6 نساء.

وتعرضت الناشطة الفلسطينية مريم أبو دقة لعنف سياسي حين منعت من التعبير عن رفضها للانتهاكات في غزة ففي 10 تشرين الثاني/نوفمبر توجهت إلى مصر بعد مصادقة فرنسا على قرار ترحيلها تحت ذريعة أن وجودها على الأراضي الفرنسية يهدد نظامها العام.

وفي 18 كانون الأول/ديسمبر استهدف القصف الإسرائيلي منزل عائلة الصحفية حنين القشطان في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، مما أسفر عن مقتلها مع أفراد عائلتها مما يرفع إجمالي عدد الصحفيين الذين قتلوا منذ بدء الهجمات إلى 95 صحفياً.

وارتكبت إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 1779 مجزرة راح ضحيتها 21 ألف و110 قتيلاً بينهم أكثر من 8800 طفل، و6300 امرأة وفتاة، وبلغ عدد المصابين 55 ألف 243 شخص، كما ارتفع عدد المفقودين إلى 28110 الذين مازالوا تحت الأنقاض في حصيلة غير نهائية.

ودعماً لأهالي غزة نظمت نساء مدينة تعز جنوب غرب اليمن، مسيرة نسائية تضامنية يومي (12 ـ 13) تشرين الأول/أكتوبر، وفي المغرب خرج الآلاف بمشاركة نسائية كبيرة بتاريخ 15 تشرين الأول/أكتوبر، في مسيرة تضامنية.

كما أثارت المجزرة التي طالت المشفى الأهلي في غزة، يوم الثلاثاء 17 تشرين الأول/أكتوبر، العديد من ردود الفعل الدولية والعالمية ونددت النساء بما وصفنه بـ "الإبادة الجماعية"، ومنها تونس التي نظمت وقفة احتجاجية في 18 تشرين الأول/أكتوبر، وتظاهرت نساء مدينة تعز باليمن، وفي مصر وقف أعضاء مجلس نقابة الصحفيين على سلالم قلعة الحريات، بمشاركة عدد ليس بالقليل من الرموز السياسية والشخصيات العامة وممثلين عن أغلب التيارات السياسية والمواطنين، فيما أصدرت الجريدة النسوية الجزائرية بياناً استنكرت فيه المجزرة.

وفي 25 تشرين الثاني/نوفمبر شاركت ناشطات تونسيات من مختلف الأطياف في مسيرة صامتة، ونزلن إلى شوارع العاصمة تونس، وهن مرتديات الأسود والأبيض، تعبيراً عن تضامنهن مع الفلسطينيات في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.

وأعلنت محررة الشعر في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، آن بوير، في 19 تشرين الثاني/نوفمبر عن استقالتها من منصبها، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وقالت إنها "لم تعد تكذب كذبة الحرب".  

فيما أفادت تقارير أجنبية في 22 تشرين الثاني/نوفمبر أن وكالة UTA طردت النجمة الأمريكية سوزان ساراندون، وجاء القرار بعد مشاركتها في مسيرة مؤيدة للفلسطينيين في مدينة نيويورك. 

وضمت قائمة هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) التي تضم أكثر 100 امرأة ملهمة ومؤثرة حول العالم لعام 2023، والتي أعلن عنها في 21 تشرين الثاني/نوفمبر، الطبيبة سارة السقا التي تعد أول جراحة نسائية معتمدة في غزة.

وأدت الهجمات إلى انقطاع العمل المدني والنشاط النسوي الذي كان يعمل بشكل كبير منذ بداية العام 2023 من أجل دعم النساء وتمكينهن في مختلف القطاعات، فجمعية أجيال للإبداع والتطوير أطلقت منذ آب/أغسطس حملة "تتنازليش"، لطرح معاناة النساء اللواتي تحرمن من حقهن في حضانة أطفالهن بعد الطلاق، وكان من المتوقع أن تمتد لعام وأكثر حتى يتم تحقيق العدالة وتوفير الحماية بشكل مستدام.

كما أطلقت جمعية تنمية المرأة الريفية في آب/أغسطس حملة "كوني أنتِ"، بهدف تسليط الضوء على العنف النفسي تجاه المرأة وآليات التعامل مع جميع الفئات النسوية، ومحاربة خطاب الكراهية المبني على النوع الاجتماعي.

ولا يمكن الآن معرفة الضرر الذي لحق بالمشاريع النسائية فمثلاً ماذا حدث لـ "ملتقى رياديات غزة للزراعة الحضرية" الذي يقدم خدماته للنساء وخاصة القاطنات في المناطق المهمشة، وتعمل فيه 250 امرأة.

تعيش الحوامل مأساة حقيقية في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وانهيار المنظومة الصحية ونقص الإمدادات الطبية والعلاجية والغذائية، بالإضافة إلى نقص وسائل نقل آمنة للوصول إلى المشافي والعيادات. ولا تتمكن من الاطمئنان على الأجنة خاصةً أن البعض منهن تعانين من الأمراض المزمنة وتستدعي حالتهن المتابعة الفورية.

 

الأطفال... أكبر الخاسرين

تقارير دولية عديدة صدرت خلال العام 2023 تحذر من أوضاع مأساوية وكوارث تلحق بالأطفال في مختلف دول العالم إما نتيجة الحروب أو الكوارث الطبيعية فقد حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف من أن 594 مليون طفل حول العالم عرضة بشكل خاص لندرة المياه والمخاطر والصدمات والضغوط التي تفاقمها التغيرات المناخية.

وتسجل السودان أكبر عدد من الأطفال النازحين في العالم، حيث تم دفع نحو 3 ملايين للنزوح قسراً، منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فيما يعاني حوالي 700 ألف طفل تقل أعمارهم عن الخمس سنوات، من سوء التغذية الحاد، ويواجهون خطر الموت.

وأكدت اليونيسف أن عدد الأطفال الذين عبروا البحر المتوسط من دون ذويهم منذ بداية العام الحالي، ارتفع بنسبة 60% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وأن الأطفال في أفريقيا أكثر الفئات عرضة لخطر آثار تغير المناخ.

وبعد كارثة الإعصار الذي ضرب مدن الشرق الليبي أكدت تقارير رسمية أن الأطفال كانوا أكثر الفئات تضرراً، ويعاني أطفال المخيمات في إدلب من أمراض جلدية خطيرة ومختلفة نتيجة البيئة المحيطة التي تعد بؤرة لانتشار الأوبئة بشكل كبير خاصة في ظل انعدام الرعاية الصحية والبيئية عنهم وعن مخيماتهم.

وكشف تقرير لمنظمة اليونسكو أن 250 مليون طفل حول العالم غير ملتحقين بالمدارس، وقالت مفوضية شؤون اللاجئين أن 1200 طفل دون سن الخامسة توفوا في مخيمات اللاجئين السودانيين بين أيار/مايو وأيلول/سبتمبر بسبب الحصبة وسوء التغذية، وبينت اليونيسف أن طفلاً من بين طفلين في السودان يحتاج لدعم إنساني، كما لا يقل عن مليوني طفل أجبروا على ترك منازلهم أي بمعدل أكثر من 700 طفل نازح جديد كل ساعة.

وكشف تقرير مشترك بين الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" والبنك الدولي، أن هناك ارتفاع عالمي في حدة الأزمات الصحية والطبيعية والسياسية، منذ مطلع العقد الجاري أدى إلى ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون من الفقر المدقع حول العالم من 300 مليون طفل إلى 33 مليون.

كما أن مليوني طفل تضروا من الأزمة في النيجر وهم بحاجة عاجلة إلى المساعدة الإنسانية، وأن 1.5 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية، بينهم ما لا يقل عن 430 ألف طفل يعانون من أكثر أشكال سوء التغذية فتكاً. كما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن النظام الصحي في اليمن يقترب من الانهيار، والأطفال يواجهون خطر الموت.

 

المغرب... إنجازات ثقافية وفنية

في المغرب تنوعت الفعاليات وتميز هذا العام بإقامة العديد من المهرجانات، وفي التاسع من آذار/مارس نظمت رابطة كاتبات إفريقيا بمدينة الرباط مؤتمرها التأسيسي بحضور نحو 100 امرأة من حوالي 40 دولة أفريقية.

في 12 آذار/مارس نظم الاتحاد التقدمي لنساء المغرب والاتحاد الجهوي لنقابات الرباط سلا تمارة، وقفة تضامنية مع العاملات في قطاع النسيج والإنعاش الوطني والزراعة، وكل العاملات؛ لتسليط الضوء على الجانب المظلم لواقعهن.

كما نظم اتحاد العمل النسائي في 18 آذار/مارس محكمته الرمزية، للمطالبة بوضع حد للعنف ضد النساء في المغرب، وطالبت المحكمة بإعادة تعديل المدونة لتحقيق العدالة والمساواة والحد من كل أشكال العنف ضد المرأة.

وبسبب ظروف العمل والنقل وقع حادث مروع في 30 آذار/مارس أدى لوفاة 11 عاملة في مجال الزراعة تتراوح أعمارهن ما بين 25 و45 عام.

فيما أثار قرار محكمة الاستئناف بتاريخ 31 أيار/مايو إعادة النظر في قضية القاصر فاطمة الزهراء التي تعرضت لاغتصاب جماعي، جدل واسع حول عدم ملائمة الأحكام الصادرة بحق مغتصبي وقاتلي الأطفال والقصر في المغرب.

وحطمت العداءة المغربية فاطمة الزهراء الإدريسي الرقم القياسي العالمي في "بطولة بارالمبية" الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة والتي أقيمت في الفترة (8 إلى 17) تموز/يوليو في العاصمة الفرنسية باريس.

وفي 20 تموز/يوليو، نظم الفضاء الجمعوي النسائي بمدينة آيت أورير، لقاءً لإطلاق مشروع "يودا" أي "يكفي" بالأمازيغية، وهي مبادرة نسوية لمساعدة الأمازيغيات في الوصول إلى الخدمات الأساسية والمرافق العمومية.

وفي 11 تشرين الأول/أكتوبر حكم بالسجن لعامين وثمانية أشهر على الناشطة المغربية سعيدة العلمي، بعد أن اتهمت بإطلاق تصريحات "مسيئة" للملك والقضاء، مع العلم أنها تنشط ضمن "ائتلاف مغربيات ضد الاعتقال السياسي".

ونشطت الجمعيات المدنية في المغرب بحملات التوعية من سرطان الثدي وأطلقن إلى جانب مؤسسات الحكومة خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر مجموعة من الحملات.

وانطلقت فعاليات الدورة الـ 16 للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، في 13 تشرين الثاني/نوفمبر، والذي استمر لغاية 18 من الشهر ذاته، وكُرمت ثلاث نساء بصمن مسارهن السينمائي بأعمال متميزة وهن الممثلة المغربية نعيمة إلياس والمخرجة والسيناريست المكسيكية ماريا نوفارو والممثلة الألمانية نستازيا كينسكي.

كما احتفى المهرجان الدولي لفيلم المرأة، بالناشطة في مجال حقوق المرأة والسياسية والدبلوماسية عائشة بلعربي من خلال تقديم كتابها "التاريخ الاجتماعي لتكوين وتعليم الفتيات في المغرب"، وقد دأب المهرجان في دورات سابقة على تقديم مؤلفات نسائية ضمن أنشطته المتنوعة.

ونظمت جمعية التحدي للمساواة والمواطنة ندوة صحفية، قدمت خلالها دراسة إحصائية تحليلية تم رصدها من العمل الميداني للجمعية طيلة فترة خمس سنوات التي مرت على تطبيق قانون محاربة العنف ضد النساء، وتغطي الفترة الممتدة من نوفمبر 2018 إلى غاية نوفمبر 2023، وكشفت أن 74% من المعنفات هن ضحايا الاغتصاب الزوجي، فيما رصدت أرقاماً متنوعة لضحايا العنف الجنسي بمختلف أشكاله.

وخلال فعاليات الدورة الـ 20 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش الذي انطلق في 24 تشرين الثاني/نوفمبر، بمشاركة مخرجات وصانعات السينما من مختلف القارات توج فيلم "كذب أبيض" للمخرجة المغربية أسماء المدير بالنجمة الذهبية.

وكشف مرصد "عيون نسائية" في 6 كانون الأول/ديسمبر، عن تقريره الذي سجل تعرض 3219 امرأة لما يقارب 29 مرة للعنف في الفترة الممتدة من 2018 إلى 2023.

كما أقيم مهرجان بصمات الدولي للمونودراما في الفترة ما بين (6 ـ 8 كانون الأول/ديسمبر)، وخصصت دورته السابعة للمرأة والمونودراما وتناولت مجموعة من العروض المسرحية المحلية والعربية، وقضايا المرأة وحقوقها.

وأدى الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز، في الثامن من أيلول/سبتمبر إلى مضاعفة معاناة النساء فالمرأة تعد من أكثر الفئات تأثراً بالكوارث الطبيعية والحروب لما تتعرض له من عنف، فيزداد العنف الاقتصادي والاجتماعي والمؤسساتي بعد تهدم منازلهن وتعثر إعادة الإيواء.

 

السودان... العنف الجنسي غلب على عام 2023

أدى النزاع الدائر في السودان منذ الخامس عشر من نيسان/أبريل الماضي، إلى انهيار شبه تام للقطاع الصحي في البلاد والذي تسبب في ضعف الاستجابة للتصدي لانتشار الأوبئة كالكوليرا، كما تفشت ظاهرة العنف الجنسي ففي 30 تشرين الأول/نوفمبر أفاد خبراء مستقلون مكلفون من مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن حالات العنف الجنسي منتشرة في السودان على نطاق واسع، بدوافع عرقية ويستخدم كأداة حرب.

وتنتشر على منصات التواصل الاجتماعي صور للعديد من الشابات والنساء المفقودات، مرفقة بأرقام هواتف عائلاتهن.

ومنذ منتصف نيسان/أبريل انطلقت عدة مبادرات شعبية لتدريب النساء على حماية أنفسهن، منها المعسكر الخاص بقرية الطلحة في محلية جنوب ولاية الجزيرة جنوبي الخرطوم، إضافةً لتكوين المعسكرات بمحلية شندي وعدد من محليات ولاية نهر النيل، والتي وصل عددها لنحو 11 معسكراً، وتتعلم النساء الإسعافات الأولية، والتدريب العسكري لحماية النفس، ويتم تقديم التأهيل النفسي للنازحات من العاصمة.

ورغم ظروف الصراع، ونزوح معظم القائمات على مؤسسة "بتقدري" المجتمعية من العاصمة الخرطوم إلا أنهن تحدين الصعاب وأصبحن تعملن في ظروف صعبة جداً وبموارد محدودة من أجل إنقاذ أخريات، ونظمن في حزيران/يونيو بازاراً استمر لمدة ثلاثة أيام. 

وفي الأيام الأخيرة من تشرين الأول/أكتوبر، نظمت نساء مدينة كريمة بشمال السودان مهرجاناً للعطور والبخور، بمشاركة نازحات من المدن التي تشهد نزاعاً للترويح عنهن وتسويق منتجاتهن.

وقُتلت الفنانة آسيا عبد المجيد في 4 أيار/مايو في تبادل لإطلاق النار شمال العاصمة الخرطوم، وتسببت شظية بمقتل الفنانة السودانية شادن محمد حسين في 13 أيار/مايو في منزلها بأم درمان.

وفي العاشر من تشرين الأول/أكتوبر قتلت الصحفية حليمة إدريس التي تعمل بقناة "سودان بكرة"، دهساً بسيارة تابعة لقوات الدعم السريع أثناء عملها في الضاحية بأم درمان.

 

تونس... استمرار العنف السياسي

يستمر العنف السياسي ضد النساء فبعد يومين من إيداعها السجن الاحتياطي، صدر في 5 تشرين الأول/أكتوبر، قراراً يقضي بسجن رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر عبير موسي وهي من بين أبرز المعارضين لقيادة قيس سعيد للبلاد، لتبدأ في 29 تشرين الثاني/نوفمبر إضراباً عن الطعام تزامناً مع حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، استمر حتى انتهاء وقت الحملة.

وفي هذا العام بدأ بذكرى حزينة وهي وفاة الناشطة النسوية الدكتورة أحلام بلحاج، مساء 11 آذار/مارس، عن عمر ناهز الـ 59 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض.

وفي 13 كانون الأول/ديسمبر، حكمت المحكمة العسكرية التونسية، حكماً بالسجن عاماً واحداً موقوف التنفيذ بحق عضو "جبهة الخلاص" المعارضة شيماء عيسى إثر إدانتها بتهمة "تحريض العسكريين على العصيان وإهانة رئيس البلاد".

وفي 26 نيسان/أبريل انطلقت أعمال اللقاء الدولي للمسيرة العالمية للنساء الذي ينظم في تونس، على امتداد أربعة أيام لمناقشة أوضاع النساء بالمناطق الممثلة بالتنسيقية من القارات.

وفي الأول من أيار/مايو عيد العمال العالمي أعلن عن تأسيس جبهة المساواة وحقوق النساء من أجل توحيد الجهود في مواجهة التهديدات والتحديات التي تواجهها المرأة في تونس.

كما استضافت تونس ملتقى المبدعات العربيات على مدى ثلاثة أيام من 15 حزيران/يونيو إلى غاية 17 منه، وأكدت المشاركات على ضرورة كسر مجموعة من التابوهات وطرح قضايا الجندر في الكتابات النسوية.

وحققت العداءة سمية بوسعيد من ذوي الاحتياجات الخاصة عدة إنجازات منها الميدالية الذهبية في بطولة العالم للماسترز المقامة في بولونيا، كما ظفرت بالميدالية البرونزية ببطولة العالم لألعاب القوى المقامة في العاصمة الفرنسية باريس.

 

اليمن... النساء تتحدين واقعهن

في ظل استمرار الانتهاكات بحق النساء واعتقالهن وما يترافق مع ذلك من وصم مجتمعي يلقي بظلاله على الحالة النفسية للنساء نظم مركز "الحماية والتأهيل للنساء والفتيات" في 24 أيار/مايو ورشة نقاشية تسعى لتأمين كل ما تحتاجه المعتقلة من التمكين والدعم أثناء فترة الحكم، وبعد خروجها من السجن.

وقد قضت المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة في صنعاء التي تقع تحت سلطة الحوثيين في 5 كانون الأول/ديسمبر، بإدانة الناشطة الحقوقية فاطمة العرولي وهي الرئيسة السابقة لمكتب اليمن في اتحاد قيادات المرأة العربية التابع لجامعة الدول العربية وحكم عليها بالإعدام تعزيزاً، ولكن لم يتم تنفيذ الحكم بعد.

ولم يسلم أهالي اليمن من غضب الطبيعة فقد أودت صواعق رعدية بحياة سبعة أشخاص في غرب البلاد، فيما قضت امرأة في سيول أدت كذلك إلى تدمير عشرات المنازل، وأدت صواعق رعدية في مديرتي اللحية والزهرة وسيول لمقتل 7 نساء وتدمير عشرات المنازل في 16 أيلول/سبتمبر.

وأصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي في 5 أيلول/سبتمبر، مرسوماً يقضي بتعيين 40 قاضياً في عضوية المحكمة العليا بينهم 8 قاضيات.

وفي 20 أيلول/سبتمبر اختتمت مؤسسة "بنات الحديدة" للتنمية في مدينة تعز "مشروع الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي للمرأة في اليمن"، وخلال فترة المشروع الذي استمر لمدة عامين في مدينتي تعز والحديدة، تم تمكين 100 امرأة، وتوفير فرص لبناء مشاريع مدرة للدخل، بالإضافة إلى تنفيذ شراكات مع 6 مؤسسات محلية وإنتاج محتوى توعوي متنوع.

وأقامت مؤسسة القافلة للتنمية في 14 تشرين الثاني/نوفمبر، مهرجان صالة لأفلام المرأة والسلام تحت عنوان "مهرجان السلام وقصص نساء اليمن"، استعرضت خلاله قصص رائدات ساهمن في فض النزاعات وخدمة المجتمع.

كما انعقد اللقاء التشاوري الأول للقيادات النسوية في مدينة تعز، في 16 تشرين الثاني/نوفمبر، تحت شعار "معاً من أجل تعزيز دور المرأة اليمنية في ترسيخ قيم الحوار وبناء السلم المجتمعي"، بالتعاون مع مؤسسة باحث للتنمية وحقوق الإنسان وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في اليمن ومركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان.

وفي 25 تشرين الثاني/نوفمبر بالتزامن مع حملة 16 يوم لمواجهة العنف ضد المرأة نظم اتحاد نساء اليمن بمدينة تعز معرضاً للمنتجات النسوية، بمشاركة 70 امرأة ومؤسسات تهتم بالمنتجات التي تصنعها وتعمل عليها النساء.

وفي 28 تشرين الثاني/نوفمبر فازت الناشطة اليمنية آسيا المشرقي بجائزة نانسن الدولية لمساعدة اللاجئين، وتمنح هذه الجائزة تكريماً للجهود التي تبذلها النساء في مجال المساعدة الإنسانية وتحسين حياة اللاجئين.

 

الجزائر... نشاطات متنوعة

يقبع عشرات النشطاء والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان خلف القضبان، ويتزايد العدد مع قيام الحكومة بمزيد من الاعتقالات وتوجيه المزيد من التهم ضد الأشخاص الذين يمارسون حقوقهم في حرية التعبير والتجمع وتكوين الجمعيات أو الانضمام إليها، وخلال عام 2023 حاكمت السلطات خمسة صحفيين، وأغلقت شركتين إعلاميتين، وأوقفت وسيلة إعلامية واحدة لمدة 20 يوماً.

أشرفت وزارة الشباب والرياضة، في 26 كانون الثاني/يناير، على انطلاق النسخة الثانية لسباق السيارات الدولي النسوي "عروس المتوسط".

واختتمت جمعية المرأة في اتصال، بتاريخ 27 أيار/مايو، مشروع "إسمع لها"، بعد عرض فيلم يتناول ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وعلى مدى عام كامل عمل المشروع لمنح الأولوية للمهاجرات ضحايا العنف لإسماع صوتهن والبحث عن بدائل استراتيجية وحلول واقعية للحد من هذه الآفة.

واستضافت الجزائر بطولة الملاكمة النسوية بدورتها الخامسة عشر للألعاب العربية، التي انطلقت في 5 تموز/يوليو واستمرت 10 أيام، وتوجت لاعبات جزائريات بميداليات ذهبية في نهائيات البطولة.

كما نظمت جمعية "ثروة فاطمة نسومر" بالتعاون مع مؤسسة "من أجل المساواة"، الدورة الثانية من ملتقى النسويات الجزائريات، على مدى يومي 23 و24 تموز/يوليو، بالجزائر العاصمة، والذي سلط الضوء على جرائم قتل النساء وحقهن في الحياة.

ونتيجة ازدياد نسب العنف في البلاد قدمت 8 جمعيات نسوية، في 22 تموز/يوليو مشروعاً مشتركاً يعد الأول من نوعه يسعى لإنشاء شِباك موحد للتكفل بالنساء ضحايا العنف، يسمح للنساء بتقديم شكاوى والقيام بكل الإجراءات في اليوم ذاته وأخذ بلاغاتهن بعين الاعتبار من قبل أعضاء المؤسسات العمومية التي تتقدم لها الضحية.

وفي 10 تشرين الأول/أكتوبر نظمت الجريدة النسوية الجزائرية ورشة عمل مع مختلف الجمعيات النسوية والناشطين في مجال حقوق النساء، من أجل وضع برنامج وإطلاق حملة رقمية لمناهضة العنف ضد المرأة.

وفي 7 تشرين الثاني/نوفمبر أصدر القضاء الجزائري حكماً غيابياً يقضي بسجن الناشطة السياسية أميرة بوراوي عشر سنوات وهي أحد الوجوه البارزة في المعارضة الجزائرية.

ونظمت منظمة العفو الدولية في ٢٨ تشرين الثاني/نوفمبر، يوماً توعوي للتعريف بحقوق المرأة في الجزائر، بمناسبة انطلاق الحملة الدولية لمناهضة العنف ضد النساء، وقدمت المنظمة برنامجاً ثرياً من خلال عرض فيلم من أعمال المخرجة والناشطة النسوية حبيبة جحنين بعنوان "صفية… حكاية امرأة"، ويروي قصة امرأة تعاني من جبروت وظلم زوجها.

 

لبنان... منتديات ومؤتمرات هامة

تحت عنوان "لا أكثرية... لا أقلية... مناصفة بالبلدية" ناقشت مشاركات في سلسلة جلسات واجتماعات توعوية ضمن مشروع "نساء في البلديات"، اقتراح قانون الكوتا في الانتخابات البلدية خلال شهر أيار/مايو.

وتم تنظيم منتدى "معاً من أجل شرق أوسط ديمقراطي... الطريق إلى السلام"، يومي 13 و14 حزيران/يونيو، الذي ناقش البدائل والمقترحات لتطبيق الديمقراطية عبر مقاربات إيجابية تشمل الحفاظ على العدالة لمكونات الشعوب والمجتمعات وقضية القيادة ودور المرأة.

وبمناسبة مرور عقد على تأسيسها، وكذلك ذكرى تأسيس منصة "شريكة ولكن" نظمت Fe-male مهرجاناً نسوياً يومي 23 ـ 24 حزيران/يونيو، تضمن محادثات ملهمة من قبل نساء رائدات، بالإضافة إلى المناقشات وعرض الفنون ومشاركة المعرفة وغيرها من الأنشطة.

ونظم من قبل رابطة جين النسائية بالتعاون مع رابطة نوروز الثقافية المؤتمر النسوي الإقليمي "تجارب الحركات النسائية في الخروج من أزمات المنطقة" في 18 و19آب/أغسطس تحت عنوان "على هدى: Jin jiyan azadî" وتطرق إلى تداعيات تدخلات النظام العالمي المهيمن على النساء في المنطقة في الألفية الثالثة، وتأثير التدخلات الخارجية والغربية على النساء العربيات.

كما توفيت عدد من الشخصيات النسائية المعروفة منهن الفنانة اللبنانية ـ المصرية نجاح سلام عن عمر ناهز 92 عاماً في 28 أيلول/سبتمبر، وفي 15 تشرين الأول/أكتوبر توفيت الإعلامية جيزال خوري التي اشتهرت ببرامجها الحوارية، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، عن عمر ناهز 62 عاماً.

وفي 25 تشرين الثاني/نوفمبر تم إطلاق حملة الستة عشر يوماً من النشاطات المهمة لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي لمواجهة تزايد العنف في خضم الأزمة الحالية المتعددة الأوجه.

تعيش الحوامل مأساة حقيقية في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وانهيار المنظومة الصحية ونقص الإمدادات الطبية والعلاجية والغذائية، بالإضافة إلى نقص وسائل نقل آمنة للوصول إلى المشافي والعيادات.

وأدت الهجمات الإسرائيلية المتكررة على الحدود الجنوبية في لبنان إلى نزوح العديد من المواطنين نحو أماكن أكثر أمناً، تاركين خلفهم منازلهم وأرزاقهم، ووفقاً لهيئة إدارة الكوارث بلغ العدد الإجمالي للنازحين 7301 شخصاً، بينهم 7173 لبنانياً، و131 سورياً، توزعوا على المدارس.

 

مصر... القضاء ينصف نيرة أشرف

وارتفعت نسب العنف الجنسي الإلكتروني بنسبة 50%، وتهدد جرائم الابتزاز والإكراه الجنسي الإلكتروني حياة الفتيات والنساء وتنال من حريتهن وتنتهك حقوقهن، وتأتي الثقافة المجتمعية السائدة حول أجساد النساء ونمطية تعاملاتهن وعلاقاتهن في مقدمة الأسباب الكامنة في ارتكابه.

احتفلت مؤسسة المرأة الجديدة في 16 آذار/مارس، بيوم المرأة المصرية تحت شعار "حماية النساء أولوية"، بحضور عدد من الجمعيات والمبادرات الشابة، مكرمين عدد من النسويات الفاعلات والمؤثرات في قضايا النساء خلال العام الماضي.

في 14حزيران/يونيو أسدل الستار على قضية قتل نيرة أشرف التي شغلت الرأي العام المصري بعد مرور ما يقارب العام بتنفيذ حكم الإعدام شنقاً على الجاني، إثر رفض محكمة النقض الطعن المقدم من قبل المتهم.

وتوفيت الإعلامية المصرية، فايزة واصف في 11 حزيران/يونيو، وتوفيت المنتجة المصرية ناهد فريد شوقي في 5 كانون الأول/ديسمبر عن عمر ناهز 72 عاماً.

وبعد مرور أكثر من نصف قرن على رحيلها، حصلت المطربة أم كلثوم على المرتبة 61 في قائمة أعظم 200 مغن ومغنية في التاريخ.

وفي 23 تشرين الثاني/نوفمبر استقالت الفنانة هند صبري من منصبها من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، بعد 13 عاماً على انضمامها كسفيرة للنوايا الحسنة احتجاجاً على تجويع غزة وفرض الحصار كسلاح حرب ضد المدنيين.

 

ليبيا... مساعي نسائية لإيجاد الحل السياسي

في تموز/يوليو أطلقت مؤسسات مدنية وناشطات ليبيات حملة ميدانية تحت عنوان "مش قبل الـ 18"، أي ليس قبل بلوغ الثامنة عشرة من العمر، وتعنى بالتوعية من مخاطر الزواج المبكر على الفتيات وآثاره السلبية على الأسرة والمجتمع.

وعاد للواجهة ملف تعرض النساء في ليبيا للعنف السياسي أو الانتخابي بالتزامن مع الحملة الأممية لمناهضة العنف ضد المرأة، وارتفعت الأصوات النسائية الرافضة لقانون الانتخابات كونه يمنح 8 بالمئة فقط من مقاعد مجلس النواب للنساء.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر احتضنت مدينة بنغازي أول برنامج تدريبي لمشروع محاورات والذي يهدف لتعزيز مشاركة المرأة الليبية في الحوارات الوطنية والدولية، وتضمن تدريب المشاركات على أشكال الأنظمة والهياكل السياسية وآليات تحليل التفكير الناقد، بالإضافة لفنون الحوار وأساليبه، والتي تضمنت أسس ومهارات التفاوض الفعالة ومبادئ المناظرة وتقنياتها بالإضافة لاستراتيجيات تحقيق التأثير الفعال.

وأطلقت منظمة نوازي لدراسات النوع الاجتماعي في 21 تشرين الأول/أكتوبر، المرحلة الأولى من مشروع إنصاف (نحو ثقافة سيادة القانون والعدالة الاجتماعية) والذي يهدف لتعزيز دور النساء في المؤسسات الحكومية.

في أيار/مايو بدأ جهاز الأمن الداخلي التابع لحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، تنفيذ قراره بإلزام النساء الراغبات في السفر إلى الخارج دون مرافق تعبئة بيانات تذكرن فيها أسباب سفرهن بمفردهن، رغم أن القانون لا ينص على ذلك، واستنكرت 12 منظمة حقوقية في بيان ما وصفته بـ "الإجراء التمييزي" الذي فرضه جهاز الأمن الداخلي على النساء.

وتسبب الإعصار "دانيال" الذي اجتاح مدن الشرق الليبي بمقتل أكثر من أربعة آلاف شخص وفقدان ثمانية آلاف و450 شخص، وعلى إثر ذلك أطلقت نساء من بنغازي حملة "فزعة حواء" لمساعدة أهالي المدن المتضررة من السيول والمياه والفيضانات التي ضربت مدن الشرق الليبي بشكل عام ومدينة درنه بشكل خاص، وتستهدف المساعدات النساء بشكل خاص.

وطالبت التجمعات النسوية بضرورة تعديل بعض مواد القانون الذي نشر عبر الجريدة الرسمية المعتمدة من مجلس النواب، والتي تتعلق بتوزيع المقاعد حسب المنطقة الجغرافية أو الدوائر الجغرافية المعروفة غرباً وشرقاً وجنوباً.

وكان من المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية الليبية في كانون الأول/ديسمبر، بينما الانتخابات الرئاسية في كانون الثاني/يناير 2024، لكن الانقسام السياسي والصراع الدائر في البلاد أثر على العملية السياسية ويعطل العملية الانتخابية.

 

العراق وبلدان الخليج

شهد النشاط النسائي في العراق خمولاً خلال العام 2023، وتصدرت المواقع عدد من الأخبار منها قتل الناشطة طيبة العلي على يد والدها في 31 كانون الثاني/يناير، وفوز جوان خليل بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان بغداد للمسرح الذي أقيم في تشرين الثاني/نوفمبر، ومنح الجائزة الدولية لحرية الصحافة لعام 2023 للصحفية العراقية الكردية نياز عبد الله.

وجرت انتخابات مجالس المحافظات في 18 كانون الأول/ديسمبر وتخضع مشاركة النساء للكوتا حيث أن عدد المقاعد 275 وعدد مقاعد النساء منها 75.

أما في الكويت فأثار مشروع قانون المفوضية العامة للانتخابات في 27 تموز/يوليو غضب المجتمع المدني، بسبب ما تضمنه من إشارات اعتبرت تعدياً على حقوق المرأة ومكاسبها، وطالبت 6 جمعيات بوقف العبث بمكتسبات المرأة الكويتية، ودعت إلى مراجعة مشروع القانون وإلغاء المادة المذكورة.

وفي الانتخابات البرلمانية خلال حزيران/يونيو فازت المعارضة بأغلبية مقاعد البرلمان وانتخبت امرأة واحدة فقط.

ونتيجة لضغط الإسلاميين بدأت جامعة الكويت عامها الدراسي الجديد، بتطبيق قانون يمنع الاختلاط بين الجنسين، الذي أقر منذ 27 عاماً ولم يكن يطبق، ويسعى الإسلاميون إلى تطبيق قواعد تخنق النساء تحت اسم "أسلمة" المجتمع الكويتي بفرض الوصاية الدينية عليه.

وفي الفترة من 30 تشرين الثاني/نوفمبر إلى 12 كانون الأول/ ديسمبر أقيمت قمة المناخ في الإمارات المعروفة بـ "كوب 28" وتأتي القمة بعد عام من الحرارة الشديدة والجفاف وحرائق الغابات والفيضانات، وستكون أول تقييم عالمي للتقدم منذ اتفاق باريس عام 2015.

أما في السعودية فأطلق صاروخ "فالكون 9" من إنتاج "سبيس إكس"، بتاريخ 22 أيار/مايو والذي يُقل رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي، ويضم الطاقم أيضاً بيغي ويتسن رائدة الفضاء السابقة في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) وستتولى قيادة المهمة.

فيما كشفت مصادر عن اعتقال الناشطة الحقوقية مناهل العتيبي خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، بعد اتهامها باستخدام حسابات في موقع تويتر وتطبيق "سناب شات" للترويج لتمكين المرأة والمطالبة بإنهاء ولاية الرجل في البلاد.

أما البحرين وبحسب تقرير الفجوة بين الجنسين العالمي للعام 2023 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، اعتبرت أكثر تحسناً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على صعيد سد الفجوة بين الجنسين.

وفي تموز/يوليو تم إلغاء المادة 353 من قانون العقوبات والتي يتمكن مرتكبي الجرائم الجنسية بموجبها من الإفلات من الملاحقات القضائية إذا وافقوا على الزواج من ضحاياهم.

وأحرزت العداءة البحرينية يونيس تشومبا، في 5 تشرين الأول/أكتوبر، ذهبية سباق الماراثون (42.195 كلم)، مسجّلة 2:26:14 ساعتين، ضمن دورة الألعاب الآسيوية في هانغجو.