طريقة جديدة للقتل في غزة... عشرات الضحايا إثر انقلاب شاحنة مساعدات

في حادثة مأساوية جديدة تضاف إلى الجرائم التي تنتهجها القوات الإسرائيلية، قضى عشرون فلسطينياً وأُصيب العشرات بعد انقلاب شاحنة تحمل مساعدات إنسانية فوق حشد من المدنيين كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات وسط القطاع.

مركز الأخبار ـ تتجلى سياسة التجويع الممنهجة التي تتبعها القوات الإسرائيلية ضد سكان قطاع غزة، كأحد أخطر أدوات الحرب فمنذ بدء الحرب فرضت الأخيرة حصاراً خانقاً وقصفت المخابز والمزارع وخزانات المياه الصالحة للشرب ما دفع أكثر من مليوني فلسطيني إلى حافة المجاعة.

في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة نقص المساعدات الغذائية، شهدت مدينة دير البلح وسط القطاع اليوم الأربعاء السادس من آب/أغسطس مأساة جديدة، بعد انقلاب شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 فلسطينياً وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، وفقاً لما أفادت به مصادر طبية ومكتب الإعلام الحكومي في غزة

وقالت مصادر محلية، إن الحادث وقع خلال محاولة منتظري المساعدات الوصول إلى الشاحنة والتي كانت تسلك طريقاً غير مهيأ، ما أدى إلى انقلابها وسط تجمعات المدنيين، مشيرةً إلى أن غالبية الضحايا من سكان المناطق المتضررة اللذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد وقتلوا خلال انتظارهم للحصول على مساعدات من الشاحنات.

 

طرق غير آمنة

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قد اتهم القوات الإسرائيلية بالتسبب في الحادثة، لافتاً إلى أن الشاحنة أُجبرت على دخول المدينة عبر طرق غير آمنة سبق أن تعرضت للقصف، ولم تُؤهّل لتكون صالحة لحركة المرور.

وأكد أن القوات الإسرائيلية تعمد إلى هندسة الفوضى والتجويع من خلال منع تنظيم عمليات توزيع المساعدات الإنسانية وتركها تمر في ظروف عشوائية وخطيرة، معتبراً أن الحادثة كانت نتيجة مباشرة لسياسة التجويع الجماعي.

وشهد القطاع سلسلة من الحوادث المماثلة خلال الأشهر الماضية، والتي أدت إلى مقتل وإصابة المئات من الأشخاص خاصة منتظري المساعدات، وسط ما تصفه المنظمات الإنسانية بالأوضاع الكارثية وغير المسبوقة.

وقال المكتب، إن القوات الإسرائيلية هي الوحيدة التي تتحمل مسؤولية عرقلة إدخال المساعدات بشكل منظم وفرض مسارات خطرة على الشاحنات التي تنقل الغذاء، ما يدفع المدنيين المحاصرين للتدافع حولها.

 

الجوع في غزة القاتل الجديد

وأفاد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن الجوع في غزة بات القاتل الجديد، لافتاً إلى أنه حان الوقت لتقديم المساعدات بشكل آمن أكثر ومن دون أي عوائق.

ويواجه أكثر من مليوني فلسطيني في غزة من خطر المجاعة، وفقاً لتقديرات الأممية، وذلك في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ بدء الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023، وإغلاق معظم المعابر منذ أشهر، باستثناء فتحات محدودة ومؤقتة لا تلبي الاحتياجات الإنسانية المتزايدة.