شيرين عبادي: الاعتقالات الجماعية ذريعة لتبرير حملة قمع ممنهجة

وصفت الناشطة شيرين عبادي الاعتقالات الأخيرة التي طالت عشرات المواطنين في إيران بتهمة التجسس لصالح إسرائيل بأنها جزء من قمع السلطات للشعب، محذرةً من أنها تضحي بالمواطنين لإخفاء إخفاقاتها.

مركز الأخبار ـ في ظل استمرار الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، تشهد البلاد موجة جديدة من الاعتقالات الجماعية التي طالت مئات المواطنين في مختلف المحافظات بتهم مختلفة وذرائع مختلفة، بهدف كبح أي مظاهر احتجاج أو تعبير عن الرأي في ظل ما تعتبره السلطات تهديداً خارجياً متزايداً.

ردت الناشطة والحائزة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي، على حملة الاعتقالات الجماعية الأخيرة في إيران من خلال رسالة وصفت من خلالها تلك الاعتقالات بـ "الاستعراض الأمني" للتغطية على عجز السلطات الإيرانية أمام إسرائيل.

وجاء في نص الرسالة "أودّ أن أعرب عن بالغ قلقي إزاء الموجة الأخيرة من الاعتقالات التي طالت مئات المواطنين في أنحاء مختلفة من البلاد من بينهم 30 شخصاً في محافظة همدان، اعتُقلوا بتهمة التجسس لصالح "الموساد" أو بدعوى "دعم إسرائيل" و"إثارة الرأي العام".

إن هذه التهم تُستخدم كذريعة لتبرير حملة قمع ممنهجة تستهدف فئات من المواطنين، من عمّال وطلاب ومعلّمين، لا لشيء سوى لتعبيرهم عن آرائهم أو مطالبهم الاجتماعية، فهم في الحقيقة لا يشكلون تهديداً للأمن القومي بأي شكل من الأشكال.

وفي المقابل فإن الجواسيس الحقيقيين كما تشير المؤشرات قد تسلّلوا إلى مراكز عليا في مفاصل السلطة، حيث تُباع المعلومات الحساسة للأطراف الأجنبية، دون أن تبذل الأجهزة الأمنية جهداً فعلياً لمحاسبتهم.

إن ما يجري اليوم يعكس فشلاً ذريعاً في مواجهة التهديدات الخارجية، ويكشف عن ضعف مؤسسي تُرجم إلى التضييق على المواطنين العاديين، والذي يثير التساؤلات الجدّية حول شرعية وفعالية المؤسسات الأمنية والحاكمة، ويضع البلاد أمام خيار واضح، إمّا التراجع عن النهج القمعي، أو مواجهة عزلة داخلية متزايدة".