ندوة حول جنولوجي وتمكين المرأة خارج الأطر التقليدية
أكدت المشاركات في ندوة "جنولوجي مستقبل المرأة والمجتمع"، أن تمكين المرأة لا يكون عبر تمثيل رمزي أو حزبي، بل من خلال إعادة تعريفها كفاعل رئيس في بناء الوعي والمجتمع.

مركز الأخبار ـ تحت عنوان "جنولوجي مستقبل المرأة والمجتمع"، نظم مركز "نفرتيتي" للدراسات والبحوث الاستراتيجية في مصر، أمس السبت 21 حزيران/يونيو، ندوة بمشاركة نخبة من الشخصيات الفكرية والثقافية من مصر، سوريا، السودان، واليمن، من باحثين وصحفيين ونشطاء اجتماعيين.
أدارت الندوة الإعلامية اليمنية ماجدة طالب، التي افتتحت بكلمة تناولت فيها الإطار العام لمفهوم جنولوجي (علم المرأة) من زوايا اجتماعية، فلسفية، ومعرفية، مشيرة إلى أهمية إعادة التفكير في العلاقة بين المرأة والمجتمع من منظور نقدي تحرري.
شاركت الندوة ثلاث نساء، الدكتورة فرناس عطية باحثة في الشأن السياسي من مصر، ومن فلسطين الأستاذة نفين عبد العال باحثة في الشأن الفلسطيني، والمحامية سلوى بسام يوسف مؤسس مركز "ساس" الحقوقي للتدريب القانوني من السودان.
في مداخلتها، قدّمت الدكتورة المصرية فرناس عطية شرحاً علمياً لمصطلح "جنولوجي"، موضحة أنه علم كردي الأصل يعني "علم المرأة"، لكنه يتجاوز كونه وصفاً بيولوجياً ليصبح إطاراً معرفياً نقدياً يعيد قراءة التاريخ والسلطة والمعرفة من منظور نسوي تحرري.
وأكدت أن هذا العلم يتقاطع مع الفلسفة والأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع، ويهدف إلى تفكيك الهيمنة الذكورية على المعرفة، وتحقيق مشاركة عادلة في تشكيل الوعي والسلطة، داعية إلى دمج هذا العلم ضمن مناهج التعليم والثقافة لتوسيع مجاله المعرفي والبحثي خارج القوالب السائدة.
أما الأستاذة نيفين عبد العال، فقد ركّزت في طرحها على تنوير المرأة بوصفه مشروعاً تحررياً شاملاً لا يقتصر على التعليم، بل يشمل وعي الذات والتاريخ والحقوق، مشيرةً إلى أن جنولوجي يمثل صيغة جديدة لفهم قضايا النساء، يتحدى التقاليد الذكورية في الفكر الغربي، متناول بالنقد الفلسفات التي أسهمت في تهميش المرأة مثل فلسفة ديكارت وفوكو.
وفي مداخلة المحامية السودانية سلمى بسام يوسف، تم تسليط الضوء على مفهوم الحياة التشاركية كبديل عادل ومستدام للأنظمة الأبوية والرأسمالية، وشرحت كيف أن جنولوجي يقدم قراءة فلسفية للعلاقات بين الجنسين من منظور يرسّخ التوازن والمساواة لا التبعية.
كما أكدت أن التشاركية تبدأ من داخل الأسرة، وأن العدالة لا تتحقق دون الاعتراف بدور المرأة كشريك في صنع القرار، مشيدة بتجارب نسوية رائدة مثل نموذج شمال وشرق سوريا.
وقد شارك عدد من الضيوف بمداخلات قيّمة، وتناولوا أبعاد علم المرأة وتقاطعاته مع قضايا المرأة في التاريخ والواقع المعاصر.
أبرز توصيات الندوة
وخرجت الندوة بتوصيات مهمة منها تجديد لغة الخطاب الديني في المنابر لمناصرة مشاركة المرأة في المجالين الأسري والمهني، والاعتراف بحقها في العمل دون وصاية أو قمع، وتعزيز الوعي بحرية المرأة الشخصية باعتبارها اختياراً لا إكراهاً، بما في ذلك قراراتها في مظهرها كاللباس أو الحجاب.
بالإضافة إلى توثيق تجارب النساء وتوفير الدعم النفسي والوجداني، خاصة في المجتمعات النازحة، بوصفه جزءاً من عملية التنمية الإنسانية، إعداد برامج تدريبية للرجال لتعزيز قبول الحياة التشاركية، تعزيز التمثيل غير الهامشي للمرأة داخل المؤسسات، تنظيم حملات ومحاضرات توعوية لتعزيز وجود المرأة، مناهضة زواج القاصرات، رفض حصر مشاركة المرأة ما بعد النزاعات في الأطر السياسية فقط.
ودعوة نسوية موحدة من مختلف الأطراف لتفكيك الهيمنة الدينية والثقافية التي تستخدم المرأة كأداة للسلطة وتهميشها، إنشاء منصات ومنتديات إعلامية وبحثية نسوية مستقلة، إدماج منهجية جنولوجي في المناهج التعليمية والإعلام والبرامج الثقافية، الربط بين النضال النسوي والنضال البيئي والحياتي، رفض التمثيل الصوري للنساء في الهيئات الرسمية، تشجيع التضامن النسائي الداخلي وإعادة بناء العلاقات بين النساء على أسس التعاون والتنمية، لا التنافس الذي تفرضه البنى الذكورية.