حملة وطنية شاملة للتوعية بحقوق الطفل في الجزائر
أطلق المركز الإعلامي للتوثيق حول حقوق النساء والأطفال، حملة وطنية للتوعية بحقوق الطفل، بهدف ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان منذ الطفولة، ومبادئ الكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية في المجتمع الجزائري.

نجوى راهم
الجزائر ـ أكدت الناشطة نادية آيت زاي، على ضرورة خلق جيل يعرف حقوقه ويدافع عنها، وتوعية المحيط الاجتماعي بضرورة احترامها وتطبيقها.
في إطار تعزيز ثقافة حقوق الطفل وترسيخ الوعي المجتمعي بأهمية حمايته وضمان رفاهيته، أطلق المركز الإعلامي للتوثيق حول حقوق النساء والأطفال (CIDDEF)، حملة وطنية للتوعية بحقوق الطفل، وذلك منذ شهر آذار/مارس الماضي، والتي لا تزال مستمرة حتى الآن من قبل المؤسسة من أجل المساواة.
وتُعد هذه الحملة واحدة من أبرز المبادرات الميدانية الهادفة إلى ترسيخ مبادئ اتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها الجزائر عام 1992، ونشرت بياناً تفسيرياً في الجريدة الرسمية، مما أوجب على الدولة ملاءمة تشريعاتها الوطنية مع أحكام الاتفاقية.
وقد ركزت الحملة على التعريف بالحقوق الاثني عشر الأساسية للطفل، وتناول البروتوكولين الاختياريين الملحقين بالاتفاقية، وذلك عبر إنتاج سلسلة من المواد التوعوية تم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال والبالغين، حيث أثبتت هذه المنصات أنها وسيلة فعالة لمخاطبة الجمهور العام والتأثير فيه، خاصةً فئة الشباب.
كما شملت الحملة أدوات مبتكرة للتثقيف، من بينها ألعاب تفاعلية مثل "لعبة السلم والحقوق"، التي تم تطويرها خصيصاً للأطفال من أجل إيصال الرسائل الحقوقية بطريقة مبسطة وملموسة، وتتناول هذه اللعبة مواضيع حساسة مثل التمييز، وحقوق الأطفال ذوي الإعاقة، والاحترام المتبادل، من خلال وضع الأطفال في مواقف حياتية تحاكي واقعهم اليومي.
وفي جانب التكوين، نظّم المركز دورات تدريبية لفائدة المربين والمنشطين والعاملين مع الأطفال في عدة ولايات منها بومرداس، تيزي وزو، غرداية، عنابة، وجانت. وتم خلال هذه الدورات اعتماد دليل تربوي متخصص في حقوق الطفل، كأداة بيداغوجية تساعد المؤطرين على دمج ثقافة الحقوق في البرامج التعليمية والترفيهية.
وقد بلغ عدد الأطفال المستفيدين من الأنشطة الميدانية ما يقارب 100 طفل في كل ولاية، في حين تعتمد الحملة على الجمعيات المحلية كشركاء أساسيين في إعادة نشر المحتوى وتوسيع نطاق التأثير، سواء من خلال التدريبات أو أيام التوعية والأنشطة الترفيهية الهادفة.
وأكدت الناشطة نادية آيت زاي وهي رئيسة مؤسسة "من أجل المساواة"، على أن الهدف الأساسي من هذه الحملة هو خلق جيل يعرف حقوقه ويدافع عنها، مشيرةً إلى أن حماية الطفل تبدأ أولاً بمعرفة حقوقه وتمكينه منها، ثم بتوعية المحيط الاجتماعي بضرورة احترامها وتطبيقها.