مكونات إقليم شمال وشرق سوريا تؤكد: حرية القائد أوجلان هي حرية الشرق الأوسط بأكمله
منذُ اعتقال القائد عبد الله أوجلان تطالب الشعوب المؤمنة بفكره بحريته الجسدية، لكن دون أي رد فعل من قبل الدول والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان، وتستمر الدولة التركية بفرض العزلة المشددة عليه، ومحاربة الشعوب التي اعتنقت فكره وفلسفته.
مركز الأخبار ـ نُظمت اليوم الأربعاء 14 شباط/فبراير فعاليات متنوعة في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، تنديداً بالمؤامرة التي حيكت ضد القائد عبد الله أوجلان منذ 25 عاماً وتمت المطالبة خلالها بحريته الجسدية.
"ناضل من أجل حرية المرأة"
خرج العشرات من أهالي ريف مقاطعة دير الزور الشرقي بمظاهرة منددة بالمؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان وللمطالبة بحريته الجسدية، ونظمت المظاهرة من قبل المجلس المدني للمنطقة الشرقية ولجان الشباب والرياضة في المنطقة.
وعلى هامش المسيرة قالت نهلة الفريح "خرجنا اليوم للمطالبة بالحرية الجسدية للقائد أوجلان، الذي ناضل من أجل حرية المرأة"، مشيرةً إلى أن تركيا وحلفائها اعتقلوا القائد أوجلان من أجل منع فكره وفلسفته من الانتشار.
وخلال المسيرة ألقى مجلس المنطقة الشرقية بيان جاء فيه "نحن أهالي المنطقة الشرقية من دير الزور ومؤسسات المجتمع المدني، نناشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان بضرورة إطلاق سراح القائد أوجلان، ونستنكر الصمت الدولي تجاه هذه القضية، التي حاكتها الدول الرأسمالية لقمع حركات التحرر في العالم".
وأشار البيان إلى أن القائد أوجلان الذي ناهض الإرهاب وحث على السلام تعرض للاعتقال من قبل تركيا وحلفائها، لذلك "نناشد المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لحل هذه القضية التي أفقدت العالم مصداقيته أمام الشعوب".
وأوضح البيان أن تلك المؤامرة خلفت آثاراً سلبية على شعوب الشرق الأوسط والعالم، حيث تخلت حكومات العالم عن السعي لإيجاد حلٍ سياسي يضمن حقوق الشعب الكردي، ولجأت إلى استخدام القوة دون احترام الحقوق، "نجدد نداءنا للعالم بضرورة إطلاق سراح القائد أوجلان والضغط على تركيا، ليعم السلام وللحفاظ على مصداقية جميع منصات العدل ذات الصلة بحقوق الإنسان مثل مجلس الأمن والأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان في العالم".
"صاحب فكر وفلسفة تقف عائق أمام استغلال الشعوب"
وفي مقاطعة منبج ألقى مجلس تجمع نساء زنوبيا بياناً استنكر فيه المؤامرة الدولية ضد القائد أوجلان في الذكرى الـ 25 والتي لاقت منذ تنفيذها استنكارات واسعة في عموم كردستان وأوروبا من قبل الشعب الكردي، من خلال النزول إلى الساحات وحملات الإضراب عن الطعام، كرسائل رفض للمجتمع الدولي.
وجاء في البيان "مضى 25 عاماً على المؤامرة الدولية التي بدأت قوى الحداثة الرأسمالية في تنفيذها في التاسع من تشرين الأول 1998 من خلال الضغط على سوريا والتهديد باجتياحها إن لم يغادرها القائد أوجلان"، مشيراً إلى استمرار أساليب المؤامرة ليومنا الراهن "منذ ذلك التاريخ وحتى الآن يستمر التعذيب والعزلة بهدف تدمير إرادة القائد أوجلان التي تجسد ارادة الشعوب الحرة "لم تكن مؤامرة عادية ولم تستهدف شخصاً عادياً فهو ذو فكر وفلسفة تقف عائق أمام سيطرتهم واستغلالهم للشعوب".
وأوضح البيان أن المشاركة في حبك ونسج خيوط المؤامرة كانت من جانب قوى الحداثة الرأسمالية منذ 25 عاماً لم يبقى شيء ولم تقم به هذه الدول، لكنها لم تحقق حتى الأن أي من أهدافها التي سعت إليها.
وأشار إلى أن أحداث الحرب العالمية الثالثة بدأت في الشرق الأوسط مع بدء تنفيذ المؤامرة "دخلنا العام 26 من عمر المؤامرة التي لاتزال مستمرة مع نظام العزلة المشددة في إيمرالي وسياسة الابادة الجماعية بحق الشعوب التواقة للحرية وسط صمت القوى العالمية والدول الرأسمالية صاحبة الدور الأكبر في تنفيذ مخطط المؤامرة".
وأكد البيان أن "القائد أوجلان بمقاومته داخل السجن أفشل مؤامرتهم ولم يسمح لها بتحقيق نتائجها التي انطلقت من أجلها، لذلك حان وقت الحرية الجسدية للقائد أوجلان أكثر من أي وقت مضى"، لافتاً إلى أن ما يزيد من هاجس الخوف لدى تركيا هو القيام بتنظيم فعاليات في إقليم شمال وشرق سوريا وكردستان وأوروبا إلى جانب أضراب السجناء السياسيين عن الطعام، لذا تلجأ إلى شن الهجمات على المنطقة، وتستهدف البنى التحتية والمنشآت الحيوية والخدمية، واستهداف القياديات.
واستنكر البيان في ختامه المؤامرة الدولية بحق القائد أوجلان "نرفع صوت الإنسانية عالياً ليسمع العالم أجمع بأننا نطالب بالحرية الجسدية للقائد أوجلان، كما نطالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بأن يكون لهم موقف واضح تجاه ممارسات تركيا بحق القائد أوجلان والضغط عليها للأفراج عنه".
المؤامرة الدولية مستمرة بطرق وأساليب مختلفة
وفي مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا نصب مجلس عوائل الشهداء خيمة اعتصام ستستمر حتى يوم غد الخميس.
قالت فريدة محمد إحدى المتواجدات في الخيمة "المؤامرة الدولية بحق القائد أوجلان مستمرة من قبل تركيا من خلال فرض العزلة المشددة والعقوبات الانضباطية عليه ومحاربة الشعوب في إقليم شمال وشرق سوريا التي اعتنقت فكره وفلسفته، وقامت أيضاً باستهدافهم من خلال ضرب البنية التحتية في البلاد بهدف تهجير سكانها الأصليين".
وأشارت إلى أن "أغلب الدول الرأسمالية شاركت بالمؤامرة لذا وصفها القائد أوجلان بالدولية وتركيا هي من نفذ هذه المؤامرة وسعت من خلال اعتقاله وفرض العزلة المشددة طمس فكره وفلسفته، كما منعت محاميه وذويه من اللقاء به، لكن جميع مخططاتها فشلت لأن فكره وفلسفته انتشرا وقامت الثورات على أساسهما وأصبحت تجربة الإدارة الذاتية ومشروع الأمة الديمقراطية النموذج الذي أفرغ المؤامرة من محتواها".
وأكدت "سنقاوم في سبيل حرية القائد أوجلان، ولن نسمح بنجاح مخططات الدولة التركية في افراغ المنطقة من سكانها، والقضاء على فكر مشروع الامة الديمقراطية"، مضيفةً "نسعى للسلام وليس للحرب وسندافع عن مكتسباتنا التي تحققت بعد تضحيات جمة".
وعن نصب خيمة الاعتصام قالت الناطقة باسم مجلس المرأة في مجلس عوائل الشهداء عبير حاج عبد الله "نظمنا الخيمة تنديداً باعتقال القائد أوجلان وتأمر الدول الرأسمالية، ونحن بدورنا كذوي الشهداء لن نستسلم في تقديم المزيد من التضحيات فقد قدمنا الآلاف من أبنائنا فداءً لترسيخ مشروع الأمة الديمقراطية، لهذا سنستمر بالمضي على درب الشهداء الذين قدموا أرواحهم حتى نيل الحرية الجسدية للقائد أوجلان".
من جانبها أوضحت شمسة خضر سعيد "شاركنا في هذه الخيمة استنكاراً للمؤامرة الدولية بحق القائد أوجلان واستمرارها حتى الأن بطرق وأساليب مختلفة كاستهداف إقليم شمال وشرق سوريا"، مؤكدةً "اجتمعنا هنا صفاً واحداً لنرفع صوتنا لكل العالم ونقول كفى انتهاكاً كفى قتلًا" لن نستلم وسنقاوم ولن نكتفي بهذه الخيمة بل سنستمر بالاعتصام حتى تحرير القائد أوجلان من سجن إيمرالي".
ومن جانبها أكدت الرئيسة المشتركة لمجلس عوائل الشهداء فاطمة نعسان أن الدولة التركية تسعى من خلال استهدافها المتكرر لإقليم شمال وشرق سوريا إلى إفشال مشروع الأمة الديمقراطية وإضعاف إرادة الشعوب وكسرها، لكنها لن تكسرها لأننا سنقاوم تلك الانتهاكات مهما كلفنا الثمن".
وعن الهدف من المؤامرة ضد القائد أوجلان أوضحت "كل ما تقوم به تركيا ردة فعل وضعف أمام الفكر الحر الذي قدمه القائد أوجلان لجميع الشعوب والمكونات، لهذا سعوا من خلال المؤامرة لمنع فكر ونهجه الذي نادى به والقائم على مبادئ تحرر كافة الشعوب التواقة للحرية والعيش بكرامة".
وأكدت فاطمة نعسان "اجتمعنا في هذه الخيمة للتنديد بكل الانتهاكات التركية بحق القائد أوجلان، ولنثبت للعالم أجمع أننا سنبقى مستمرين بنضالنا ومقاومتنا حتى نيله الحرية".
حلقات لقراءة مرافعات وكتب القائد أوجلان
وفي مدينة قامشلو ونواحيها نظم مؤتمر ستار حلقات لقراءة مرافعات وكتب القائد أوجلان للتعمق بأفكاره، وشارك في الجلسة قرابة عشر نساء، وقرأن الفصل الخامس من مرافعة الحضارة الديمقراطية القضية الكردية والحل الأمة الديمقراطية، ويقيم القائد أوجلان في هذا الفصل بالتحديد المؤامرة الدولية التي طالته في الخامس عشر من شباط/فبراير.
وقالت الإدارية في مؤتمر ستار لمدينة قامشلو ابتسام العلي "عملت جميع الدول الرأسمالية من أجل اعتقال القائد أوجلان لمنع فكره وفلسفته من الانتشار"، مشيرةً إلى أن فكر القائد أوجلان منح النساء فرصة لتطوير أنفسهن ومجتمعهن نحو الأفضل.
وأشارت إلى أن "العزلة المفروضة على القائد أوجلان ما هي إلا مخططات لإكمال المؤامرة الدولية على فكره الحر"، مضيفةً أن فكره وفلسفته جاءت لخلاص الشعوب من الاضطهاد والرأسمالية التي تسعى لتحويل المجتمعات الحرة إلى مجتمعات مقيدة تنتشر فيها العبودية.
وأكدت أن "فكر القائد أوجلان لم يبقى مقيد بجدران سجن ايمرالي بل انتشر في العالم وكسر جميع قيود العبودية ليصل إلى جميع الشعوب التواقة للحرية"، مشيرةً إلى أن آلاف الأِشخاص جعلوا من أنفسهم حلقات من النيران حول فكره الحر.
وأوضحت "اجتمعنا اليوم لقراءة كتب القائد أوجلان، من أجل تطوير فكرنا بشكل مستمر، فالذين يقرأون كتبه باستمرار يعتبرونها بمثابة تدريب للذات والفكر"، لافتةً إلى أنهم مستمرون بالنضال من أجل تحرير القائد أوجلان جسدياً "كنساء وشعوب إقليم شمال وشرق سوريا، سنقوم بالعديد من الفعاليات منها جمع الرسائل بكتاب خاص، بالإضافة إلى حملات التوقيع وغيرها من الفعاليات الأخرى حتى نتمكن من نيل حرية القائد أوجلان جسداً لأن حريته هو مفتاح الأزمات في الشرق الأوسط".