نساء شرق كردستان: إتلاف الأسلحة خطوة جديرة نحو السلام

أكدت نساء شرق كردستان على إيمانهن القوي بفلسفة القائد عبد الله أوجلان، مبينات بأن إتلاف حزب العمال الكردستاني للأسلحة بطليعة المرأة كانت بمثابة خطوة تاريخية تضمن السلام والحرية لكافة أرجاء كردستان والعالم.

سناء رضائي

سنة ـ شهد مراسم إتلاف حزب العمال الكردستاني للأسلحة، إقبال جماهيري كبير في الشرق الأوسط وكردستان بشكل خاص، ورأى الكثيرون بأنها خطوة جريئة نحو السلام والديمقراطية، وبينت نساء شرق كردستان أنها بداية جديدة لوقف الحروب من خلال حل سياسي سلمي.

 

فلسفة القائد أوجلان... طريق للتحول إلى حل جذري في الشرق الأوسط

سيمين يزداني امرأة من شرق كردستان، تؤكد على أهمية مرحلة "السلام والمجتمع الديمقراطي"، معتبرة إياه من إحدى المخططات التي عمل القائد عبد الله أوجلان عليها منذ سنوات طويلة "أثبت القائد عبد الله أوجلان، منذ بداية مسيرته بأنه يسعى إلى السلام وإن وجدت الحروب فإنها تفرض كدفاع مشروع فقط".

وتابعت "نشأت في عائلة من الطبقة المتوسطة، كانت القرارات المهمة في حياتي، من التعليم إلى الملابس والزواج، جميعها بيد والدي ورجال العائلة. ولا يزال هذا هو حال العديد من النساء في القرى وأطراف المدن. لكن في المدرسة الثانوية، تعرفت على أفكار القائد أوجلان. كانت أول جملة له قرأتها "ما لم تتحرر النساء، لن يتحرر المجتمع". كانت هذه الجملة بمثابة نور على ظلمة عقلي، فقد أزاحت كل تلك التعريفات المهينة للمرأة في عقلي. أدركت أنني لست ضعيفة، بل أن عينيّ وأذنيّ قد أُغمضتا".

وأشارت إلى الأثر العميق لأفكار القائد عبد الله أوجلان على حياتها "بمعرفتي لأيديولوجية القائد أوجلان، بدأت حياتي من جديد. ربما لم تسمع به نساءٌ كثيرات، لكنهن عشنَ وفق فلسفته وهذا يعني النصر. قد تشعر الأمهات والنساء اللواتي فقدن أحباءهن في طريق الحرية ببعض الحزن، لكن إيمانهن بأوجلان يُشعرهن بالقوة والنصر".

وعن التضحيات التي قدمتها الشعوب لضمان السلام، قالت "لقد ناضلنا من أجل السلام، استشهدنا، وسُجنّا، لكن الحروب لم تكن يوماً رغبتنا. إن اعتناقنا اليوم للسلام، بدلاً من مواصلة الصراع، دليل على النضج والوعي".

واختتمت سيمين يزداني حديثها بالتأكيد على أنه "لا مكان للعنف في أقوال وأفعال القائد أوجلان، فمعتقداته قائمة على احترام الإنسان والحيوان والطبيعة. لم يقاتل من أجل السلطة والهيمنة. إذا اتخذ الطرف الآخر خطوة نحو السلام، فسيكون ردهم مُرحباً، وهذا يؤكد على مبدأ هذه الحركة وإنسانيتها".

وأضافت "أنا سعيدة جداً بهذه الخطوة التاريخية التي اتخذها حزب العمال الكردستاني في تغيير مساره وإنهاء الكفاح المسلح. هذا القرار جدير بالثناء لأنه يتطلب تضحيات، واعتبر هذه الخطوة دليل وعي ونضج وشجاعة".

 

"فلسفة القائد أوجلان منبع للسلام والحرية للنساء"

بدورها شددت سرفيه عبدي، وهي امرأة من ماريفان، إلى إحياء الحياة الحرة من خلال تحقيق السلام "لستُ ضد الحرب، فحياتنا كنساء مليئة بالحروب. علينا أن نحمل السلاح أينما دعت الحاجة، لكن أسلحتنا ليست الوحيدة، فبأفكارنا وسياساتنا وقلمنا وذكائنا، نستطيع الوقوف ضد كافة الانتهاكات التي تمارس بحق شعبنا".

وأضافت "عندما لا تعود الأسلحة فعّالة، نلجأ إلى أساليب أخرى، ونحن على ثقة تامة بقرار حزب العمال الكردستاني الذي يسعى إلى إيقاف الكفاح المسلح، كان إتلاف سلاح حزب العمال الكردستاني درساً عظيماً لنا نحن النساء. لقد قاتلن بالسلاح ما دام ذلك ضرورياً، والآن، بمحض إرادتهن، ألقين أسلحتهن. نعتبر هذه الخطوة شجاعة ونفخر بها".

وفي ختام حديثها أكدت سرفيه عبدي بأنهم كنساء اكتسبن الشجاعة من فلسفة القائد عبد الله أوجلان، ومن صميم هذه الفلسفة، انبثقت ذروة الحرية "نؤمن بالسلام ونناضل من أجله، نحن ضد الحرب ونُقدّر الإنسان والحياة".