موت النساء في أفغانستان... جريمة صامتة أم رواية رسمية؟
قمع النساء في أفغانستان بلغ ذروته؛ من قتل واختفاء، اغتصاب وزواج قسري، وطالبان تسعى إلى إلغاء دور النساء من المشهد.

بهاران لهيب
ننكرهار ـ بلغ رعب طالبان في أفغانستان ضد النساء ذروته، فالأفغانيات تحت حكم طالبان يواجهن السجن، التعذيب، التحرش الجنسي، الاغتصاب، الزواج القسري من أعضاءها، بل وحتى القتل، هذا الوضع لا يقتصر على المناضلات والناشطات، بل يشمل جميع نساء البلاد.
في ظل حكم طالبان، تعيش المرأة الأفغانية تحت وطأة قمع ممنهج بلغ ذروته، حيث لم يعد يقتصر على التضييق على الناشطات، بل بات يشمل جميع النساء، من مختلف الفئات والطبقات، فالسجون، التعذيب، التحرش الجنسي، الاغتصاب، والزواج القسري من عناصر طالبان، أصبحت مشاهد مألوفة في حياة المرأة الأفغانية، بل إن القتل بات وسيلة لإسكات الأصوات النسائية المطالبة بالحرية والكرامة.
نساء مثل حورا وحسنا سادات، اللتين كانتا من الوجوه الاجتماعية البارزة، قُتلتا في ظروف غامضة، ثم أُجبرت عائلتاهما على الإدلاء باعترافات قسرية، لتُغلق ملفات القتل تحت ذريعة "الانتحار"، هذا التلاعب بالحقائق لا يُعد فقط انتهاكاً صارخاً للعدالة، بل هو محاولة ممنهجة لإخماد صوت المرأة المطالب بالحق.
وفي سياق متصل، أثار اختفاء زلاله حبيبي، إحدى المشاركات في برنامج "ستاره افغان"، موجة من الغضب الشعبي داخل أفغانستان وخارجها. عائلتها اتهمت طالبان بالوقوف وراء اختفائها، لكن الحركة سارعت إلى نشر فيديوهات تُظهر اعترافات زوجها تحت الضغط، وفيديو آخر يُظهر خروجها من المنزل، في محاولة لتصوير القضية على أنها "هروب منزلي"، لا اختطاف أو قتل.
الناشطة الحقوقية ظريفة قادري علّقت على هذه الأحداث وقالت "نحن النساء نعيش في وطن يُعد فيه كونكِ امرأة جريمة، لا يهم إن كنتِ ناشطة سياسية أم لا، فمجرد كونكِ امرأة يجعلكِ هدفاً للقمع والاضطهاد"، مضيفةً "زلاله، حورا، وحسنا هنّ مجرد نماذج لأسماء وصلت إلى الإعلام، لكن هناك آلاف النساء يُقتلن بصمت، دون أن يُذكر اسمهن، ودون أن يُطالب أحد بحقوقهن".
وأكدت أن النساء الأفغانيات يُسحقن تحت طبقات متعددة من الظلم، مشيرةً إلى أن المجتمع غالباً ما يُحمّل الضحية المسؤولية، فتُلام المرأة على لباسها أو جرأتها في المطالبة بحقها، مما يمنح الجناة مزيداً من الجرأة للاستمرار في جرائمهم.
واختتمت ظريفة قادري حديثها بالقول "لقد تعهدنا، نحن النساء، ألا ننسى دماء زلاله، حورا، وحسنا، وسنواصل نضالنا بكل ما أوتينا من قوة ضد حكم طالبان القائم على الرعب والظلم".