مطالبات دولية بإلغاء أوامر التهجير القسري في غزة
طالبت منظمة العفو الدولية "إسرائيل" بإلغاء أوامر التهجير القسري والجماعي التي أصدرتها مؤخراً بحق سكان قطاع غزة، وذلك مع استمرار القصف الذي أوقع عدد من القتلى والمصابين في مناطق متفرقة من القطاع.

مركز الأخبار ـ يعاني مئات الآلاف من الفلسطينيين منذ قرابة العامين قصفاً ويتعرضون للتجويع والإجبار على العيش في مخيمات مؤقتة أو في مبانٍ مكتظة، إضافة إلى النزوح المتكرر في خرق واضح للقوانين الدولية والإنسانية.
قالت منظمة العفو الدولية، اليوم الخميس 11أيلول/سبتمبر، أنه على "إسرائيل" أن تلغي على الفور أوامر التهجير القسري والجماعي الذي أصدرته قواتها بحق السكان في قطاع غزة في التاسع من الشهر الجاري، وذلك في ظل التصعيد المتواصل للهجوم على المدينة، مما يفاقم من معاناة المدنيين وسط الإبادة الجماعية المستمرة.
وأوضحت المنظمة أن دفع السكان في غزة إلى النزوح قسراً داخل القطاع أو ترحيلهم إلى خارجه يشكل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، ويرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لافتةً الانتباه إلى أنها جمعت شهادات مروعة من السكان وطواقم عمل الرعاية الصحية عقب صدور الأمر، وكان بعضهم يحاول الفرار جنوبا منذ أن بدأ بقصف الأبراج السكنية.
وأشارت المنظمة أن المساحة التي خصصتها القوات الإسرائيلية أو ما يسمى بالمنطقة الأمنة للنزوح إليها غير صالحة للسكن ومساحتها ضيقة.
وأكدت المنظمة أن أوامر الإخلاء والتهجير القسري، وتوسيع العمليات العسكرية في غزة، بالإضافة إلى تدمير الأبراج السكنية التي كانت مأوى لآلاف العائلات، تعد مثالاً إضافياً على تعمد القوات الإسرائيلية لفرض ظروف معيشية يراد بها التدمير المادي.
وأشار إلى أن عدم استجابة "إسرائيل" لتحذيرات المنظمات الإنسانية والحقوقية، وتحديها لأوامر محكمة العدل الدولية التي تلزمها بضمان وصول المساعدات والحماية، يعد دليلاً واضحاً على نيتها في الاستمرار بعمليات الإبادة الجماعية.
من جانبها، أفادت مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، هبة مرايف أن الأوامر التي أصدرتها القوات الإسرائيلية بتهجير جماعي لسكان مدينة غزة وحشي وغير مشروع، ويفاقم من الظروف الحياتية.
تعرضت مدينة غزة منذ بدء الحرب لتدمير هائل، مهددة بمحوها بالكامل، ويبدو ذلك جلياً أن القوات الإسرائيلية ماضية في تنفيذ هدفها بالتدمير المادي للوجود الفلسطيني في قطاع غزة، وفقاً لما أكدت هبة مرايف التي أشارت إلى أنه من غير المقبول أخلاقياً أن تواصل الدول ذات النفوذ تزويد القوات الإسرائيلية بالسلاح والدعم الدبلوماسي لتدمير حياة الفلسطينيين.
مقتل وإصابة العشرات
وعلى الصعيد الميداني قتل 16 مدني وأصيب آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، منذ فجر اليوم الخميس جراء القصف الإسرائيلي الذي طال مناطق متفرقة من القطاع، في وقت شهدت مدينة رفح مقتل مدنيين بنيران القوات الإسرائيلية أثناء انتظارهم بالقرب من مراكز توزيع المساعدات الإنسانية.
وقالت وزارة الصحة، إن عدد ضحايا الحرب المستمرة على غزة أرتفع إلى أكثر من 64 ألف و656 مدني وإصابة 163503 آخرين وذلك منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.