مقتل صحفية وطفلها بقصف للقوات الإسرائيلية على غزة
في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل استهداف الكلمة الحرة، قتلت الصحفية إسلام مقداد وطفلها إثر قصف للقوات الإسرائيلية غادر على منزلها.

غزة ـ استنكرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين جريمة مقتل الصحفية إسلام مقداد، مؤكدةً أن استمرار استهداف الإعلاميين محاولة واضحة لإسكات الحقيقة وإرهاب الأصوات المهنية التي تنقل معاناة الشعب الفلسطيني للعالم.
قتلت الصحفية إسلام نصر الدين مقداد وطفلها في قصفٍ شنته طائرات القوات الإسرائيلية أمس السبت الخامس من نيسان/أبريل، على منزلها في حي الأمل غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، لتضاف بذلك جريمة جديدة إلى سجل الجرائم المرتكبة بحق الإعلاميين والمدنيين العزل في القطاع المحاصر.
وكانت إسلام نصر الدين مقداد قد أمضت أيامها الأخيرة في انتظار لقاء مرتقب مع ابنتها الصغيرة التي تخضع للعلاج في مصر، غير أن طائرات الموت عاجلتها لتتحول أمنية اللقاء إلى فاجعة تُدمى لها القلوب.
وعرفت إسلام مقداد بين زملائها بالمهنية العالية والالتزام الإنساني، وكانت صوتاً شجاعاً ينقل المآسي من قلب الواقع، ويوثق المأساة اليومية التي يعيشها أبناء غزة تحت الحصار والقصف المتواصل، لم تكن مجرّد ناقلة للحدث بل كانت واحدة من أولئك الذين يكتوون بناره، حتى خطّت بدمها صفحة جديدة في سجل التضحية.
وبمقتل إسلام مقداد يرتفع عدد ضحايا الصحفيين الذين قضوا في الحرب منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 210 صحفي من بينهم أكثر من 27 صحفية في تصعيد خطير يعكس استخفاف القوات الإسرائيلية بالحماية المكفولة للعاملين في الحقل الإعلامي وفق القوانين الدولية.
واستهدفت آلة الحرب الإسرائيلية على مدار الأشهر الماضية مؤسسات إعلامية ومنازل صحفيين، ومركبات تحمل شارات الصحافة في محاولة لكتم الصوت الحر، وتغييبه عن نقل حقيقة المجازر والدمار الواسع الذي يضرب كافة أنحاء القطاع، وتؤكد الجهات الحقوقية أن هذه الاعتداءات ترقى لجرائم حرب ممنهجة تستدعي المساءلة الدولية.
في سياق متصل، استنكرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين جريمة مقتل الصحفية إسلام مقداد، معتبرةً أن استمرار استهداف الإعلاميين يُعد محاولة واضحة لإسكات الحقيقة وإرهاب الأصوات المهنية التي تنقل معاناة الشعب الفلسطيني للعالم، وطالبت النقابة المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والأممية، بالتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها، وضمان حماية الصحفيين في أماكن النزاع لا سيما في قطاع غزة.
وأكدت النقابة أن إسلام مقداد كانت نموذجاً للصحفية الميدانية التي لم تتراجع عن أداء رسالتها رغم الخطر، مشيرةً إلى أن فقدانها يُعد خسارة فادحة للمشهد الإعلامي الفلسطيني.
وتجدر الإشارة إلى أن إسلام مقداد عملت مع مؤسسات إعلامية محلية، وشاركت في توثيق انتهاكات القوات الإسرائيلية على مدار سنوات، وكان لها حضور بارز في نقل الصورة من الميدان خلال الاعتداءات السابقة على غزة، ورغم الظروف القاسية لم تتوقف عن ممارسة دورها الإنساني والمهني حتى لحظة مقتلها.
وتبقى استهدافات الصحفيين شهادةً حية على ثمن الكلمة في زمن القصف، وعلى التضحيات الجسيمة التي يدفعها الكوادر الصحفية في سبيل نقل الحقيقة، وبرحيل إسلام مقداد تتعمق الجراح الفلسطينية ليُضاف اسم جديد إلى قائمة القتلى الذين سقطوا دفاعاً عن صوت المظلومين.