من مريم يحيوي إلى وريشة مرادي: النظام يخاف من قوتنا

كتبت الناشطة في حقوق المرأة مريم يحيوي، وهي زميلة سابقة للسجينة السياسية وريشة مرادي، رسالة إلى الأخيرة، مؤكدة عزمها على إلغاء عقوبة الإعدام.

مركز الأخبار ـ كتبت السجينة السياسية السابقة مريم يحيوي، رسالة نشرتها عبر حسابها على موقع التواصل الافتراضي "انستغرام" موجهة إلى السجينة السياسية وريشة مرادي المحكوم عليها بالإعدام، قالت فيها إن "النظام يخشى قوتنا، يخشى أن نقف متحدين ولهذا السبب يُصدر حكم الإعدام".

 

نص رسالة مريم يحيوي:

منذ بضعة ليالٍ حلمت بكِ مرة أخرى، نفس الحلم الذي أخبرتكِ به في السجن، كنا نملك أجنحة وكنا نطير معاً في جبال زاغروس، أخبرتني عن ذكرياتكِ بشغفكِ المعتاد، ضحكنا معاً، صرخنا في وجه الجبل، وضحكنا على صدى أصواتنا، كنا نقفز، ونمشي، ونجري. ثم أخبرتني أنكِ ترغبين في اصطحابي إلى مكان ما وسافرنا نحو روج آفا. لقد أريتني كل زاوية منها بما في ذلك المتحف الذي تحدثت عنه دائماً ونفس الأماكن التي وقفت فيها ضد داعش.

لقد عرفكِ العديد من النساء والرجال والأطفال وكانوا يشجعونك. لقد تحدثت معهم بلغتك الأم، كنت واقفة على قمة جبل شاهق، وشعركِ الجميل يتناثر بفعل الرياح، وذراعيكِ مفتوحتان على الجانبين وصوت ضحكاتك الطفولية تعلو.

عندما استيقظت، تذكرت اليوم الأول الذي دخلت فيه جناح النساء. كنتِ جالسة في الغرفة رقم 2، فوق سريرك، بجانب النافذة، مبتسمة. قبل عدة أيام، بعد المؤتمر الذي عقدتموه حول البيئة، جئت إليكم لأعبر عن شكري. مع مرور الوقت، بدأنا نتحدث بشكل أعمق، واكتشفنا العديد من القواسم المشتركة بيننا. تحدثتِ عن هجمات داعش والدفاع عن الناس الذين يعانون من الظلم والعدوان، وتحدثنا عن مشاكل المرأة في المجتمع وفي أجزاء كردستان الأربعة، وعن فترة الاستجواب والألم الذي تحملناه، وهكذا أصبحنا تدريجياً أقرب إلى بعضنا البعض وأصبحنا صديقات.

عندما أصدر حُكم الإعدام بحقكِ أنتِ وشريفة وبخشان، وقفتن بثبات وقوة. لقد وقفنا جميعاً ضد جميع أشكال الظلم، ولا يزال هذا النضال مستمراً حتى اليوم، النظام يشعر بالخوف من قوتنا، فهو يخشى أن نبقى متحدين. ولهذا السبب أصدر حكم الإعدام. إنهم يسعون إلى زرع الخوف والعزلة في نفوس الناس، ويريدون انتزاع حقنا في الاحتجاج على الظلم والقمع، لكننا لن نسمح لهم بذلك. نحن جميعاً متكاتفون من أجل إلغاء عقوبة الإعدام. سيستمر هذا النضال وسنجتمع مرة أخرى، ونعانق بعضناً البعض، ونضحك، ونغني أغنية الحرية بصوت عالٍ.