محاولة إخفاء الحقيقة... جرائم قتل النساء تتفاقم في إقليم كردستان

تصاعدت جرائم قتل النساء في إقليم كردستان خلال عام 2025، وسط تعتيم رسمي ومحاولات لمنع نشر الإحصاءات، في ظل غياب القانون وسيطرة العقلية الذكورية، مما أدى إلى توثيق عشرات الحالات المروعة خلال الأشهر الأخيرة.

هيرو علي

مركز الأخبار ـ يتم سنوياً نشر إحصاءات العنف ضد النساء حول العالم، لكن في إقليم كردستان، ومنذ أكثر من عام، تمنع السلطات نشر هذه الإحصاءات، ولكن بفضل جهود منظمات نسوية ووسائل الإعلام، لم تنجح السلطات في التعتيم الكامل على إحصاءات قتل النساء، لأن التحقيقات في مثل هذه القضايا مستمرة، مما أدى إلى كشف بعض الجرائم واعتقال عدد من الجناة.

الأنظمة العالمية التي تُدار بعقلية ذكورية واستبدادية ترى وجودها قائماً على السيطرة المجتمعية، خاصة إقصاء النساء من الساحات السياسية والاجتماعية، كما أن قتل النساء على يد الرجال يحدث يومياً بنفس العقلية السلطوية التي اتخذت شكلاً واضحاً في إقليم كردستان.

 

أسباب تزايد حالات القتل والانتحار في إقليم كردستان

وإن جرائم قتل النساء، سواء كانت علنية أو غامضة، في إقليم كردستان مستمرة في التزايد، كما أن أسباب وأساليب قتلهن تتزايد باستمرار، وغالباً ما تُرتكب هذه الجرائم تحت مسميات مثل الشرف، المشاكل الاجتماعية، الأمراض النفسية، أو تُبرر بأعذار زائفة أخرى، مما يعكس استمرار العقلية الذكورية.

كذلك فإن القرار الصادر في 24 آذار/مارس الماضي عن وزارة العدل بمنع التغطية الإعلامية لجرائم القتل، خاصة قتل النساء، إلى جانب غياب القانون وانتشار السلاح غير المرخص في المجتمع، جعل من جرائم قتل النساء والعنف ضدهن أمراً مألوفاً بين الناس.

وهذه العوامل تُعد من الأسباب الرئيسية لاستمرار هذه الجرائم في إقليم كردستان، حيث تم تسجيل نسب مرتفعة من حالات القتل حتى الآن، فبحسب الإحصاءات التي جمعتها وكالتنا، فقدت امرأة تُدعى هـ. ر حياتها في ظروف غامضة، في 3 تموز/يوليو الماضي، في ناحية جوار قورنة التابعة لقضاء رانيا ضمن إدارة رابرين، وكانت متزوجة.

وفي 5 تموز/يوليو، توفيت امرأة تُدعى مريم سيار أفدال، تبلغ من العمر 41 عاماً، بعد أن اشتعلت النيران في جسدها أمام منزلها، في حادثة غامضة.

وفي ليلة 12 من ذات الشهر، في هولير، قُتلت وريشة سعدي على يد زوجها بعد تعذيبها وإطلاق أكثر من 9 رصاصات عليها، وتم رمي جثتها في منطقة نائية تابعة لناحية شاويس.

وفي 14 تموز/يوليو، في شارع شاكيل بناحية رزكاري التابعة لقضاء كلار ضمن إدارة كرميان، توفيت امرأة تُدعى ز. ع، تبلغ من العمر 66 عاماً، في ظروف غامضة، وفي ذات القضاء وبعد ثلاث أيام، قُتلت امرأة بثماني رصاصات أطلقها أحد أفراد عائلتها.

وفي 20 تموز/يوليو، في قضاء شيخان، أقدم شاب على قتل والده وشقيقته باستخدام سلاح من نوع بندقية داخل منزلهم.

وفي 28 تموز/يوليو، في ناحية حاجي عمران ضمن إدارة سوران، أدى هجوم من قبل زوج على منزل والد زوجته إلى إصابة ثلاثة أشخاص، اثنتان منهن نساء، وفي اليوم التالي، لكن في ناحية رزكاري، أصيبت امرأة تبلغ من العمر 28 عاماً برصاصة، وتم نقلها إلى مستشفى السليمانية بسبب خطورة إصابتها.

وبحسب الإحصاءات التي جمعتها وكالتنا، فقد تم تسجيل مقتل 25 امرأة، وفقدان 15 أخرى حياهن في ظروف غامضة، بالإضافة إلى أربع محاولات قتل، وذلك منذ بداية عام 2025 وحتى نهاية الشهر الماضي.