المرأة والطبيعة... منبعاً للعطاء
في قرية كري ميري التابعة لمدينة زركان في إقليم شمال وشرق سوريا، تمكنت نجاح سلو من تحويل فناء منزلها إلى حديقة علاجية وغذائية، من خلال زراعة الأشجار لتكون الطبيعة جزءاً من حياتها ومصدراً للشفاء والغذاء معاً.

سوركل شيخو
زركان ـ أكدت نجاح سلو على أهمية إدراك النساء، بأن العلاج الذي تحتجن إليه قد يكون موجوداً في منازلهن، داعيةً إلى ضرورة البحث عنه والاستفادة منه بالشكل الصحيح.
لكل شجرة، وسنبلة، وزهرة، وورقة خصائص علاجية عظيمة، لا تقل أهميتها عن فوائدها الغذائية عند تناولها، هذه الكنوز الطبيعية غالباً ما تغيب عن وعي الأجيال الحديثة، بينما لا تزال الأمهات والجدات تتعاملن معها بخبرة ومعرفة، لذا من الضروري أن يكون لدى من يزرع أو يبيع أو يستهلك الفواكه والخضراوات إدراك شامل لفوائد كل نوع، ومعرفة دقيقة بكميات وأنواع الفيتامينات التي تحتويها، فذلك يمكّنه من تحقيق توازن صحي بين العلاجات الطبيعية والأدوية الكيميائية في حال المرض.
نجاح سلو أم تؤمن بفعالية العلاجات الطبيعية ولذلك زرعت أشجار التين وأنواعاً أخرى من الأشجار في فناء منزلها في قرية كري مير التابعة لمدينة زركان في مقاطعة الجزيرة في إقليم شمال وشرق سوريا، لتكون الطبيعية حاضرة في حياتها اليومية كمصدر للشفاء والغذاء.
حليب التين علاج طبيعي للعديد من الأمراض
وقالت نجاح سلو أن حياتها وزوجها تغيرت بعد شراء الفناء وبناء منزلهما، حيث بدآ بزراعة أنواع متعددة من الأشجار، وكانت البداية بشجرة تين "تتراوح أعمار الأشجار في الحديقة بين 15 و24 عام، وقد أمضينا سنوات في زراعة القطن والقمح والخضروات وغيرها من المحاصيل الغذائية"، مشيرةُ إلى أن أشجار التين يبلغ عمرها نحو عشر سنوات، منها اثنتان توقفتا عن الإنتاج، بينما لا تزال أربع منها خضراء وتثمر جيداً.
وأكدت أن أشجار التين والعنب من الأكثر إنتاجاً في الحديقة، مضيفةً أنها تغلي التين لصنع المربى وتقوم بتجفيفه وتخزينه لفصل الشتاء، كما أن لأوراق التين فوائد طبية حيث تستخدم عصارة الأغصان والأوراق لعلاج الأمراض الجلدية مثل الأكزيما والثآليل في اليدين والقدمين ويعد حليب التين علاجاً فعالاً لحل مشاكل الجلد".
ولفتت إلى أن تناول التين مفيد لصحة الجسم ومعالجة المعدة "تناول التين يقوي القلب والجسم، وله دور في الوقاية من السرطان وحماية الإنسان، وهو أيضاً دواء للمعدة والكولون، وعلى سبيل المثال كان زوجي يعاني من ألم في المعدة ويتناول حبتين أو ثلاث حبات تين كل صباح قبل الفطور، بعد فترة شُفيت معدته تماماً بعد تناول التين يومياً، كل من يعرف فوائد الفاكهة سيعرف أن أشجار التين مفيدة جداً".
عالجت نفسها بنفسها
وصفت نجاح سلو التي كانت تعاني من أمراض جلدية كالأكزيما تجربتها قائلة "كنت أعاني من الأكزيما في يدي ووجهي، كنت أقطف ورق تين وأدهن حليبها على يدي كل يوم، بعدها مباشرة كنت أشعر بوخز في يدي ووجهي ومع مرور الوقت أصبحت بشرتي خالية من المرض، كنت أستخدم الأوراق والحليب من بداية موسم التين حتى تُشفى بشرتي، وفي الوقت نفسه كنت أضع حليب التين على الثآليل التي كانت تنمو على أيدي وأقدام النساء والأطفال، فعندما تمتص الثآليل الحليب تصبح هشة وتتلاشى مع مرور الوقت وهكذا أعالج النساء والأطفال".
الأدوية الكيميائية تُطيل أمد الأمراض
وعن الفرق بين الأدوية الطبيعية والكيميائية أوضحت "الأدوية التي يصفها الأطباء هي أدوية كيميائية، فهي تُخفف الألم فقط، أما حليب التين وغيرها من الأدوية الطبيعية تُعالج الأمراض من جذورها، وقد وقعت أخطاء كثيرة حيث يصف الأطباء أدوية لأمراض أخرى مما يُؤدي إلى ظهور أمراض جديدة، وتؤدي هذه الأدوية إلى إطالة عمر الأمراض في جسم الإنسان، لذلك يجب على النساء والجميع أن يعلموا أن دوائهم في بيوتهم، وعليهم البحث عنه واستخدامه كما ينبغي، لقد عالجت مرضي ومرض زوجي بنفسي، لأننا زرنا العديد من الأطباء ولم نستفد".
"أزرعوا الأشجار ليأتي دوائكم من حديقتكم لا من الصيدليات"
وأكدت على أهمية زراعة الأشجار وأسبابها "زراعة التين والرمان والعنب أفضل من شراءها ومن الذهاب إلى الطبيب، إن تناول منتجات الأشجار لا يخفف العبء المالي فحسب، بل يقلل أيضاً من الأمراض ويجنب الناس الاضطرار إلى زيارة الطبيب كثيراً، فليأتِ دواء المرضى من حديقتهم لا من الصيدليات، أدعوا النساء لزراعة أي نوع من الأشجار في حديقتهن".